لم يكن متوقعاً، أن تمتلئ قاعة سينما القصبة في رام الله، بالمشاهدين عن آخرها، خلال عرض فيلم نجم الكوميديا المصري، أحمد حلمي،"مطب صناعي"، على رغم مرور قرابة أربعة شهور على عرضه للمرة الأولى في الأراضي الفلسطينية. كثيرون اضطروا للعودة إلى منازلهم، ينتابهم شعور بالغضب، وربما الإحباط، لعدم تمكنهم من قضاء أكثر من ساعة مع"ضحك راق"، بعيد كل البعد من"التهريج"، كما يصفه كثيرون، فلا مقاعد فارغة في القاعة، على عكس الحال في الكثير من الأفلام لنجوم آخرين. ويواصل مسرح وسينماتك"القصبة"في رام الله، وهي دار السينما الوحيدة في الأراضي الفلسطينية، تقديم بعض العروض لفيلم"مطب صناعي"في شهر رمضان، على رغم عرض الكثير من الأفلام الأحدث كپ"تيمور وشفيقة"لأحمد السقا ومنى زكي، وپ"عمر وسلمى"لتامر حسني ومي عز الدين، وپ"كتكوت"لمحمد سعد وياسمين عبدالعزيز، في حين يجرى الترتيب لعرض فيلم"مرجان أحمد مرجان"للنجم الكبير عادل إمام، والذي تحقق أفلامه في العادة إقبالاً جماهيرياً لا يضاهى، وفيلم"الشبح"لأحمد عز. ويؤكد خالد عليان، المدير التنفيذي لمسرح وسينماتك"القصبة"، أن أفلام أحمد حلمي، تلقى رواجاً كبيراً لدى الجمهور الفلسطيني، فهي تحقق أعلى الإيرادات، إذا ما استثنينا أفلام عادل إمام، التي لا يمكن مقارنتها بغيرها، فهي الأولى بلا منازع في فلسطين. ويضيف عليان:"كل أفلام أحمد حلمي التي عرضت في رام الله، حققت إيرادات عالية نسبياً، سواء أكان فيلمه"مطب صناعي"، أو"جعلتني مجرماً"، أو"ظرف طارق"، وهذا يؤكد شعبيته الكبيرة في الأراضي الفلسطينية". ويرى عليان في حلمي"كوميديان"خفيف الظل،"يذكر بالفنان السوري دريد لحام في صباه، وبالتحديد حينما كان يقدم شخصية"غوار الطوشة"، والأهم أن حلمي لا يلجأ كغيره إلى التهريج، ويقدم كوميديا بعيدة كل البعد من الإسفاف". وينتظر محبو أحمد حلمي عرض فيلمه الجديد"كده رضا"، الذي تشاركه البطولة فيه، وللمرة الأولى، النجمة منة شلبي. وأكد عليان أن"القصبة"في صدد الترتيب لعرض الفيلم في رام الله، ما بين عيدي الفطر السعيد والأضحى المبارك، خصوصاً أن الكثير من النقاد أشادوا بأداء حلمي فيه، وهو ما يتوقعه الجمهور الفلسطيني، والعربي، منه. وتدور أحداث الفيلم، الذي يخرجه أحمد نادر جلال، حول ثلاثة توائم يحملون الاسم نفسه، ولكل واحد منهم طباع مختلفة، حيث يحب رضا بطل الفيلم، مشاهدة أفلام الحركة والمغامرات، في حين يفضل رضا الآخر مشاهدة مباريات كرة القدم، على عكس رضا الأخير، الذي ليست لديه أية هوايات مثل أخوته، ويعاني الاكتئاب، معظم الوقت. وحقق فيلم"كده رضا"، وبحسب مصادر في شركة"الأخوة"المنتجة للفيلم، 3.5 مليون جنيه مصري، في أول ستة أيام لعرضه في القاهرة، وسائر المدن والمحافظات المصرية، علماً أن هذه الإيرادات رصدت في الفترة من الأول من آب أغسطس 2007، والذي شهد العرض الافتتاحي للفيلم، وحتى السابع من الشهر نفسه. ويحاول أحمد حلمي، تثبيت أقدامه بين نجوم الكوميديا، ومن الواضح أنه نجح في ذلك باقتدار، منذ"ميدو مشاكل"، مروراً بپ"صايع بحر"، وپ"زكي شان"، وپ"ظرف طارق"، وپ"جعلتني مجرماً"، وپ"مطب صناعي"، وأخيراً"كده رضا"، فأفكار أفلامه، على بساطتها، تحقق شعبية كادت تكون جارفة لحلمي على المستوى العربي، وليس الفلسطيني فحسب، وطريقته في تجسيد الشخصيات تلامس الأوتار العصبية المسؤولة عن الضحك مباشرة، ومن دون تكلف، أو اتكاء على تهريج بات يعافه الجمهور، أو إسفاف لم يعد يحقق أهدافه بالسيطرة على الجمهور عبر الغرائز. الجمهور الفلسطيني، وفق عليان، وغيره من المهتمين، يقبل على الأفلام الكوميدية، بهدف الخروج ولو لساعة أو اثنتين من واقع صعب تفرضه سلطات الاحتلال، أو تطورات داخلية مفزعة، لكنه قادر تماماً على التفريق بين الكوميديا، وما يطلق عليه اسم كوميديا جزافاً، ومن دون وجه حق.