ينتظر أن تشهد سوق العرض السينمائي المصرية منافسه خاصة هذا الموسم، السبب الرئيسي فيها عودة كبار نجوم السينما للمنافسة من جديد. ففي المواسم الخاصة وطوال السنوات الماضية كان عادل إمام ينافس وحيداً بعد أن غاب رفاق جيله. ولكن في هذا يعود من جديد اثنان من جيل إمام السينمائي ليقدما معاً أحد أضخم أفلام هذا الموسم"ليلة البيبي دول"وهما محمود عبدالعزيز ونور الشريف في ثالث بطولة سينمائية مشتركة بعد"العار"و"جري الوحوش". والسؤال الآن هو: بعد أن شكل هذان معاً ثنائياً ناجحاً في السينما المصرية خلال ثمانينات القرن الماضي، ماذا سيفعلان في القرن الجديد؟! يشارك في"ليلة البيبي دول"نخبة من النجوم الكبار أيضاً مثل ليلى علوي ومحمود حميدة ومعهم من سورية جمال سليمان وسلاف فواخرجي. ويتحدث الفيلم في أسلوب سياسي واجتماعي ساخر عن الأوضاع في مصر والعالم العربي. وهو من تأليف الراحل عبدالحي أديب وإخراج عادل أديب. ويبقى النجم عادل إمام في المنافسة كعادته منذ نحو ثلاثين عاماً بفيلم"حسن ومرقص"محققاً رقماً قياسياً صعباً على أي نجم الاقتراب منه. وهو يدخل المنافسة بفيلم استثنائي يتحدث عن العلاقة بين المسلمين والأقباط في مصر وهي العلاقة التي يشوبها توتر من فترة لأخرى بسبب الإعلام أو تدخلات خارجية؟!. ويشارك إمام للمرة الأولى النجم المصري العالمي عمر الشريف في أكبر مفاجآت السينما المصرية هذا الموسم. والفيلم شهد جدالاً كبيراً منذ تم الإعلان عنه، ما جعل عادل إمام يصفه بأنه سير فوق الأشواك، لأنه يعلم جيداً انه يدخل منطقه حساسة وشائكة عكس أفلامه الاجتماعية والسياسية التي أثارت مع هذا جدلاً هي الأخرى. ويجسد إمام في الفيلم الجديد شخصية أستاذ لاهوت بعد أن تعذر تجسيده لشخصية قس حيث تجبره الأحداث على خلع ملابسه أثناء رحلة هروبه وهو ما يتعارض مع العقيدة المسيحية التي تمنع خلع ملابس القس... فيما يجسد عمر الشريف شخصية الشيخ حسن الذي يجد نفسه فجأة أميراً لإحدى الجماعات الإسلامية المتشددة. الفيلم من تأليف يوسف معاطي وإخراج رامي إمام. ويذكر أن إمام عاد للقمة خلال الموسمين الماضيين متقدماً على معظم النجوم. تراجع مفاجئ وعكس ما اعتاد عليه الجمهور، يتراجع ظهور"الهزليين"الجدد بعد نحو عشر سنوات على انطلاق بطولتهم الأولى في فيلم"إسماعيلية رايح جاي"ومن بعده"صعيدي في الجامعة الأميركية"الذي شهد ميلاد عدد من نجوم هذا الجيل على رأسهم محمد هنيدي وأحمد السقا وهاني رمزي ومنى زكي وغادة عادل. صحيح انهم يحتلون بعض المقدمة الآن، ولكن يغيب وللمرة الأولى عن موسم الصيف، محمد هنيدي"رائد"هذا الجيل لأسباب كثيرة ربما أهمها انه وجد نفسه في تراجع جماهيري لافت ما جعله يتأنى في اختيار عمله هذه المرة. وأعلن هنيدي انه سيخوض منافسه موسم العيد.. لعله وعساه إذاً ان يعود الى مقدمة شباك التذاكر من جديد. وفي إطار التعثر الواضح للكوميديانات الجدد جاء محمد سعد بأحدث أفلامه"بوشكاش"ليؤكد تخبطه... فبعد أن تم الإعلان عن الفيلم وسفره للتصوير في كوبا، وردت الأنباء عن بدء الخلافات المتوقعة من هناك بين سعد والمخرج عمرو عرفة على رغم إعلان محمد سعد انه لن يتدخل في الفيلم من قريب أو بعيد وسيلتزم بدوره كممثل. ولكن"الطبع غالب". وبالفعل عادوا للقاهرة ليعلن عرفة انسحابه ومن بعده البطلة نور ويوسف شعبان... ويبدأ سعد من جديد البحث عن أبطال ومخرج ليحاول اللحاق بأي شكل للعرض في نهاية موسم الصيف بناء إصرار المنتج أحمد السبكي الذي خسر نحو مليوني جنيه في كوبا. وثم حاول استرجاع مقدمات عقود المنسحبين دون جدوى لأن الوحيدة التي أعادت المقدم المادي هي اللبنانية نور! على أية حال اختار سعد الفنانة زينة والمخرج أحمد يسري، لتصوير النسخة الجديدة من"بوشكاش"هو الذي بدأت أسهمه تتراجع منذ موسمين ما يتطلب منه تغييراً شاملاً في طريقه عمله وإدارته لموهبته! ولم يكن النجم الجديد بين الهزليين الجدد أحمد حلمي أوفر حظاً من أقرانه إذ بدأ رحلته بمؤلف ومخرج وانتهى بعد فترة إلى مؤلف ومخرج آخرين على رغم أن المؤلف الأول غير السيناريو خمس مرات. ويبدو أن نجاح أحمد حلمي في احتلال المقدمة في آخر موسمين، جعله يخاف من المقبل، ما سبب له ارتباكاً في الاختيار. واستقر حلمي على تصوير فيلم"فاصل شحن"من تأليف أيمن بهجت قمر وإخراج خالد مرعي ومعه منة شلبي في البطولة. ويواصل أحد رواد هذا الجيل الفنان هاني رمزي المنافسة بفيلم"نمس بوند"الذي تشاركه البطولة فيه دوللي شاهين وهو من تأليف طارق عبدالجليل وإخراج أحمد البدري. ويعتبر رمزي من النجوم المحافظين على مكان ثابت في المنطقة المطمئنة للإيرادات ويحاول تقديم أنواع مختلفة من الكوميديا عن أبناء جيله. ويدخل أحمد السقا المنافسة بثقة بعد نجاح استثنائي لفيلمه الأخير الجزيرة والذي حقق إيرادات اقتربت من 25 مليون جنيه وهي الأكبر للسقا خلال مشواره الفني. وهو يدخل الموسم الصيفي بفيلم الديلر للمؤلف مدحت العدل ومن إخراج أحمد صالح وتشاركه البطولة في أول ظهور تمثيلي لها المطربة مي سليم. وحتى الآن يبدو موقف منافس احمد السقا في أفلام الاكشن كريم عبدالعزيز غامضاً بالنسبة الى خوض منافسة الصيف المقبل لتأخره في تصوير أحدث أفلامه"الطريق الوحيد". خارج المنافسة ثم يأتي الوافد الجديد الى إيرادات شباك تذاكر السينما المصرية أي المطرب تامر حسني بعد أن اقتحم السينما ودعمه جمهوره من المستمعين الشباب فحقق الصيف الماضي إيرادات كبيرة بفيلم"عمر وسلمى"ما جعله محط أنظار منتجي السينما المصرية. وهو يدخل السباق بفيلم"الكابتن هيما"من تأليف تامر وأحمد عبدالفتاح والإخراج الأول لنصر محروس في عالم السينما. ويدخل أحمد عز المنافسة في محاولة للتقدم نحو المقدمة مع مخرجته المفضلة ساندرا بفيلم"مسجون ترانزيت"ويشاركه البطولة نور الشريف العائد بقوة للسينما من جديد! ويقدم الفيلم بطلة جديدة للسينما هي الممثلة الشابة إيمان العاصي. ثم يأتي أحد الأفلام المرشحة لإثارة الجدل وهو"الريس عمر حرب"الذي تم تغيير اسمه إلى"الخديعة"للمخرج خالد يوسف وهو من بطولة خالد صالح وهاني سلامة وسمية الخشاب وتدور أحداثه في صالات القمار وعالمها الخاص! وتعود بعد غياب نحو عامين الفنانة عبلة كامل بفيلم"بلطية العايمة"للمخرج علي رجب. كما يدخل السباق ممثل شاب اثبت موهبة كبيرة رغماً عنه في الكوميديا هو أحمد مكي، الذي بدأ حياته كمخرج ولكن موهبته التمثيلية هزمت الإخراج لديه فاختاره عادل إمام بعد أن شاهده في مسلسل"ست كوم"كي يظهر بنفس شخصيته في فيلم"مرجان أحمد مرجان"وينجح ليعرض عليه المنتجون بطولة مطلقة. واستطاعت الشركة العربية أن تقنعه بتقديم فيلم بنفس شخصيته. وبالفعل قبل مكي رغم انه يصر على مواصلة مشروعه في الإخراج السينمائي ويدخل موسم الصيف بفيلم"اتش"... وربما يحقق مفاجأة ما! ويواصل مطرب آخر الدخول في المنافسة السينمائية وهو حمادة هلال بفيلم"حلم العمر"مع وجه سينمائي جديد دينا فؤاد والفيلم من إخراج وائل إحسان. وبعد ذلك يأتي فيلم"ادرينالين"لخالد الصاوي وفيلم"كباريه"لأحمد بدير ودنيا سمير غانم. ويدفع المنتج محمد السبكي بالمغنية اللبنانية مادلين مطر لبطولة فيلم"آخر كلام"فهل تلقى نفس مصير مواطنتها مروى التي استقدمها المنتج نفسه ويحالفها النجاح كممثلة؟ الى هذا كله، من أبرز ظواهر هذا الموسم غياب نجمات من الصف الأول للسينما المصرية بعد أن شاركن في شكل أساسي في المنافسة خلال السنوات الماضية وهن ياسمين عبدالعزيز التي تستعد لخوض أول بطولة نسائية مطلقه مع المخرج علي إدريس بفيلم"الدادة دودي"والمنتظر عرضه في موسم العيد، ومنى زكي التي تستعد لتجربة مماثلة مع المخرج طارق العريان في"أسوار القمر"، وداليا البحيري التي انشغلت بتقديم مسلسل لرمضان المقبل ومعها ابرز النجمات العربيات اللبنانية نور والتونسية هند صبري اللتان انشغلتا أيضاً بتقديم مسلسلات لرمضان المقبل! ولكن يبدو أن منتجي السينما المصرية انتبهوا الى ضرورة الدفع بوجوه جديدة تحسباً لتمرد النجمات على أدوارهن كسنيدات للأبطال فقرروا الدفع بوجوه جديدة في موقع البطولة مثل دينا فؤاد وإيمان العاصي في بطولتين مع أحمد عز وحمادة هلال.