سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
استنفار على أعلى المستويات السياسية والأمنية لتطويق ذيول الحادث . لبنان : قتيلان من "المردة" وپ"القوات" في الكورة والطرفان يتبادلان الاتهامات ويحتكمان الى القضاء
انشغل لبنان أمس بمعالجة تداعيات الحادث الذي وقع فجراً بين عناصر من "القوات اللبنانية" وأخرى من تيار"المردة"في الكورة وأدى إلى مقتل اثنين من الطرفين وسقوط 3 جرحى أحدهم مرافق النائب"القواتي"فريد حبيب. وكان الإشكال وقع في بلدة بصرما في الكورة الشمالية على خلفية تعليق دعوات إلى المشاركة في قداس شهداء"القوات"الأحد المقبل، اذ حصل تلاسن وشجار تطور إلى إطلاق نار أدى إلى مقتل"القواتي"بيار اسحق والمسؤول عن مكتب"المردة"في البلدة يوسف فرنجية المعروف ب"يوسف الشاب"، وجرح ثلاثة هم: المعاون أول في قوى الأمن الداخلي ميشال مخايل، وإيلي حبيب ومنصور طوق. وحضرت قوة من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي إلى المنطقة وأقامت حواجز ثابتة ومتنقلة خصوصاً قرب المراكز الحزبية الثلاثة في البلدة وهي ل"المردة"و"القوات"و"السوري القومي الاجتماعي"واقفلت جميعها. فيما سادت اجواء حذر وترقب في الكورة. ورفع عناصر من الاستقصاء والتحرّي بصمات وعينات من آثار الدماء وعاينوا الرصاص والأماكن التي أصابها، وتم نقل سيارتين اصيبتا بالرصاص الى مراكز امنية لتحديد نوعية الرصاص المستعمل والجهة التي اطلق منها. وأشارت بعض المعلومات إلى مداهمة منازل وتوقيف أشخاص للتحقيق معهم بعد ورود معلومات عن علاقتهم بالإشكال. بيانات وصدر عن شعبة العلاقات العامة في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي بيان مقتضب لفتت فيه الى"ان المعاون أول مخايل مفصول الى المديرية العامة لأمن الدولة وهو مرافق النائب فريد حبيب. إن قوى الأمن فتحت تحقيقاً بالحادث لمعرفة ملابساته كافة بالتنسيق مع القضاء المختص، كما باشرت المديرية العامة بالتنسيق مع المديرية العامة لأمن الدولة التحقيق المسلكي للتوصل إلى معرفة أسباب وجود مخايل في مكان وقوع الحادث". وأصدرت الدائرة الإعلامية في"القوات اللبنانية"بياناً اوضحت فيه ان"بعض العناصر المسلحة من جماعة سليمان طوني فرنجية عمد إلى تمزيق الملصقات التي تدعو الجميع إلى المشاركة في قداس شهداء"القوات"، وعلى الأثر تقدمت"القوات"بشكوى إلى المراجع الأمنية المختصة لوقف هذه التعديات، إلا أن على رغم ذلك استمرت جماعة فرنجية في تجاوزاتها، وكان آخرها ما وقع فجراً في بلدة بصرما - الكورة، اذ فيما كان بعض الرفاق يعيدون تعليق الملصقات الممزقة تعرضوا لكمين مسلح وإطلاق نار من مسلحي فرنجية سقط بنتيجته الشهيد الرفيق بيار اسحق والجرحى الرفاق ميشال مخايل، إيلي بو حبيب، منصور طوق". وفي بيان ثان، نعت"القوات""الشهيد الشاب وأحد ناشطيها البارزين في منطقة الكورة وإبن المنطقة وبلدة عين عكرين بيار اسحق الذي يبلغ من العمر إثنين وثلاثين عاماً". وتابع البيان:"ان"القوات اللبنانية"، التي تحرص على مرجعية الدولة، تعاهد رفاق اسحق وجميع المخلصين على أن مثل هذه الممارسات لن تنجح في جرّها إلى دائرة الفتنة المتنقلة. وتؤكد أن مسيرة النضال من أجل الحرية والاستقلال مستمرة بمزيد من العزم والصلابة. وتدعو بالشفاء العاجل لرفاق بيار الثلاثة، وتضع القضية في عهدة القضاء ليقوم بواجبه كاملاً"، مؤكدة أن"لا شيء سيحول دون احتفالها بالصلاة وتكريم شهداء المقاومة اللبنانية على رغم حادث بصرما الأليم". وكذلك أصدر المكتب الإعلامي ل"المردة"بياناً عن الحادث جاء فيه:"اغتيل فجر أمس يوسف الشاب فرنجية، المسؤول عن المردة في منطقة بصرما - الكورة خلال عملية استفزاز من عناصر من"القوات اللبنانية"التي عمدت الى تعليق صور قرب مكتب المردة في بصرما، وتعليق الصور جاء بعد سلسلة محاولات استفزاز في الأيام السابقة بلغت حدها الأقصى طوال يوم أمس، بهدف استدراج عناصر مكتب المردة الى اشكال امني لتنفيذ عملية اغتيال المسؤول يوسف فرنجية. وفي عملية الدفاع عن النفس قتل المدعو بيار اسحق وجرح كل من المعاون في قوى الامن الداخلي ميشال مخايل ومنصور طوق والياس حبيب، وهم من المرافقين الدائمين لنائب القوات حبيب". ونفى الحزب السوري القومي الاجتماعي في بيان، الأخبار التي ترددت عن مداهمة القوى الأمنية أحد منازل القوميين في الكورة ومصادرتها أسلحة، موضحاً أن"الصحيح هو أن الرفيق غسان غازي استدعي الى مخفر اميون على خلفية شكوى قدمها ضده مسؤول"القوات اللبنانية"المدعو محسن نصير في بلدة بصرما مدعياً عليه بأنه هدّده". اجتماعات أمنية ورأس رئيس الجمهورية ميشال سليمان اجتماعاً أمنياً في قصر بعبدا ضمّ قائد الجيش العماد جان قهوجي والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء اشرف ريفي ومدير المخابرات في الجيش اللبناني العميد الركن أدمون فاضل. واستدعى الحادث اجتماعاً استثنائياً لمجلس الأمن الداخلي المركزي برئاسة وزير الداخلية زياد بارود، انتهى إلى"سلسلة من المقررات والتدابير الأمنية والعسكرية الفورية لتطويق الحادث وتخفيف الاحتقان والتشنج"، بحسب ما جاء في بيان صادر عن الاجتماع. وجاء في البيان:"في إطار التدابير المتخذة، سيواصل النائب العام التمييزي تحقيقاته، في موازاة التحقيق المسلكي الذي باشرته المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي مع أحد العناصر الأمنية الذي شارك في الحادث. كما تم التنسيق مع وزير الدفاع الوطني لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتوقيف العمل برخص الأسلحة في منطقة الشمال". وفي أعقاب الحادث، جمّد وزير الدفاع الياس المر في قرار تراخيص حمل الأسلحة في محافظة الشمال. فرنجية ? حبيب - جعجع ولم تكتف قيادتا"القوات"و"المردة"بالبيانات فعقد كل من رئيس تيار"المردة"سليمان فرنجية ورئيس الهيئة التنفيذية لپ"القوات اللبنانية"سمير جعجع، مؤتمراً صحافياً كررا فيها تبادل الاتهامات بافتعال الحادث. وقال فرنجية:"ما حصل لا يمكن أحداً أن يبرره أو يجد له أعذاراً أو طريقة للتهرب منه ومن مسؤوليته، فكل تحميل مسؤولية للآخرين والتهرب سيصب الزيت على النار، وما نريده نحن أن يكون تحقيق الجيش والقضاء المختص نزيهاً وعادلاً وأن تتم التحقيقات بكل شفافية، وما يصدر من نتيجة نلتزمه". وسأل فرنجية:"هل مرافقو النواب أصبحوا يعلقون لافتات أو دعوات في الليالي؟ وإذا أصبحت مهمة المرافقين تعليق اللافتات والصور فلنعرف ذلك؟. وسأل:"لو أننا أخذنا علم المردة ورفعناه على مكتب"القوات اللبنانية"، فهل يتركون الأمر يمر على خير؟ عندما يلصق مرافقو أحد النواب الدعوة على مكتب المردة، ويجري المسؤول السياسي في الكورة بربر المعراوي اتصالاً بضابط المخابرات، فيقوم عناصر مخابرات الجيش بنزع الملصقات ثم يعود مرافقو النائب ويلصقونها من جديد، فيتم الاتصال مجدداً بمخابرات الجيش لإنزال الملصقات، ثم يأتي مرافقو النائب ويلصقونها مجدداً، فماذا يكونون يفعلون؟". وقال فرنجية:"الشهيد يوسف فرنجية كان هنا عندي يحرس منزلي ومعه فرقة من أربعين شاباً، لو كان في وارد أن يفتعل مشكلة لكان اصطحب معه على الأقل عشرة شباب. ولكن عندما يذهب وحده بسيارته ويرافقه شاب واحد، فإني أشك في أنه ذاهب لنصب كمين مسلح". وأضاف:"نحن ننتظر التحقيق، لنعرف مدى مسؤولية الجيش والقوى الأمنية التي شاركت في الحادث. وإنني أحذر من أننا لن نرضى بأن تتوقف الأمور والتحقيقات عند المرافقين الشخصيين، لكننا نعطي الدولة والقضاء اللبناني مهلة شهر أو خمسة عشر يوماً لتظهر نتيجة التحقيق، ونحن تحت القانون ولسنا فوقه، ونحن مع ترطيب الأجواء، فإذا كان هناك تلكؤ فإن كل واحد سيفعل ما تمليه عليه مصلحته". وتابع:"نحن ضد أي ردة فعل على مكاتب"القوات اللبنانية"أو ضد القواتيين، ولكن نطرح السؤال: يوسف الشاب فرنجية، منذ نحو شهر وفي برنامج على محطة OTV، قال إنه هو من أصاب سمير جعجع خلال الهجوم على إهدن، فما هي هذه المصادفة حتى يقتل بعد شهرين؟". وأضاف:"بعد الآن لم يعد في إمكان أحد أن يتحدانا في منزلنا، المصالحات تتم لكنها لن تتم على ظهرنا، بل على ظهر خصمنا إذا أراد أن يتطاول علينا. نحن كنا مع المصالحة ولا نزال، لكننا مع محاكمة المجرمين أو المسؤولين عن هذه العملية، ومع أن يطاول القضاء كل المسؤولين ويصل الى كل خلفيات الجريمة. انا لا أحمل قيادة القوات مباشرة المسؤولية، ولو كنت احملها مسؤولية تحريضية، لكنني احمل النائب فريد حبيب مسؤولية مباشرة، لأن الذين افتعلوا المشكل هم مرافقوه الشخصيون وفي سيارته الخاصة". ورد النائب حبيب على فرنجية قائلاً أن"كل محاولاته للضغط على القضاء بهدف توجيه التحقيقات نحو ما يشوه حقيقة ما حصل لن يجديه نفعاً. القضاء وحده يقرر سير التحقيقات والإجراءات الواجب اتخاذها". وقال أن"ما تضمنه المؤتمر الصحافي لفرنجية من تهديدات واضحة ومباشرة الي شخصياً ومسؤولي"القوات"بمثابة إخبار نضعه في تصرف النيابة العامة والمراجع القضائية المختصة. ونحمّل فرنجية مسؤولية أي أذى يصيب أياً من الرفاق". وقال جعجع في مؤتمره الصحافي إنه فور معرفته الحادث أجرى اتصالات برئيسي الجمهورية والحكومة ووزيري الدفاع والداخلية وقائد الجيش، طالباً منهم وقف رخص السلاح وانتشار الجيش وقوى الأمن في المنطقة. وقال:"يجب أن نتحلى بالكثير من المسؤولية والهم الأكبر كان استدراك الموضوع"، مقدماً التعازي الى عائلة بيار اسحق. ورأى"أن ما حدث في بصرما ليس عملاً سياسياً ومنع السلاح يجب أن يكون على الجميع ومن ضمنهم عناصرنا"، مقترحاً"سيطرة الجيش ليصار الى منع التجمعات الحزبية حتى في المراكز الحزبية ومنع السلاح لأن حياة انسان واحد أهم من كل المراكز الحزبية، وعلينا التحلي بالحكمة والروية". وأوضح أنه استمع الى كلام فرنجية، معتبراً أن فيه جانباً مسؤولاً وواعياً وهادئاً. وقال:"نحن لا نقبل على الإطلاق أي تهديد يوجه الى النائب حبيب والى أي مسؤول"قواتي"وفرنجية يعرف أننا لا نمشي أبداً بمنطق التهديد ولا نرضخ له". وقال:"لم نفهم الربط بين الحادث الذي حصل وبين افتراض وجود مشكل بين بشري وزغرتا الزاوية فنحن نعمل من أجل مصلحة جميع اللبنانيين ولا يحاولن أحد وضعنا في مواجهة أهل زغرتا فنحن منهم ولهم ولا فرق بين أهل زغرتا وأهل بشري". وسأل:"نسأل كيف تم ارسال يوسف فرنجية من بنشعي وهو المسؤول عن حرس الوزير فرنجية؟ وما علاقته ببصرما؟".