على رغم أنه طاغية ينتهج سياسة ستالينية، يتمنى أعداء الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ - ايل، له الشفاء العاجل، اثر إصابته بنزيف دماغي قبل أربعة اسابيع. لا ريب أننا نجهل ما يحدث في كوريا الشمالية ، ولا نعلم هل سدة الحكم فارغة أم لا. ولم يبادر أحد من أعداء الرئيس الستاليني الى الاطمئنان عنه. فالمسؤولون في كوريا الشمالية ينفون وقوع خطب ما. وبحسب الاستخبارات الكورية الجنوبية، أصيب كيم بشلل جزئي اثر إجراء عملية جراحية أجراها أطباء صينيون. ويرى المحللون في سيول وواشنطن أن صعوبة التعامل مع كوريا الشمالية قد تتفاقم، في حال غياب كيم جونغ - ايل. ومن المحتمل أن يرث أبناء كيم الثلاثة منصب والدهم. ولكنهم يفتقدون الى الخبرة في الحكم، على خلاف والدهم الذي تمرس في السلطة قبل وفاة والده وشارك في الحكومة، وإدارة الحزب الحاكم والقوات المسلحة. فيوم توفي كيم ايل - سونغ بأزمة قلبية، في تموز يوليو 1994، كان كيم جونغ ايل في ال 52 من العمر، على رأس القوات المسلحة. وعُيّن كيم يونغ - تشول 27 سنة، أوسط أولاد نجل الرئيس الكوري الشمالي، قبل وقت قليل، في إدارة مركز الدعاية السياسية في حزب العمال. وهذا المنصب لا يهيئ كيم يونغ - تشول الى تبوء أعلى مراتب السلطة. ويقال إنه"مخنث"، أي مثليّ. ويبدو أن ابن الرئيس الكوري الشمالي البكر، كيم جونغ - نام 37 سنة، نأى بنفسه عن السلطة، إثر اعتقاله في مطار نارتيا الياباني قبل سبعة أعوام حاملاً جواز سفر مزوّراً، وزاعماً انه يرغب في اصطحاب أسرته لزيارة"ديزني لاند"طوكيو. ولكن جونغ - نام عاد، أخيراً، الى بيونغ يانغ. ومن المحتمل أن يكون وراء عودته عزم والده على تسليمه منصباً ما. وأصغر أولاد الرئيس كيم، كيم جونغ - ان 24 سنة، لا يزال في مقتبل العمر. والشبه القوي بينه وبين والده قد يرجح توليه الرئاسة عوض والده. والحق أن المراقبين يتخوفون من تنافس الجنرالات الذين دللهم كيم وكافأهم، وأرهبهم، وعاقبهم، على الحلول محل الرئيس"المحبوب"، في حال لم يعد في مقدوره الحكم. ويرى بعض المراقبين ان السلطة انتقلت فعلياً الى مجموعة من الجنرالات تحكم باسم كيم ايل - جونغ، وتسعى الى مواصلة الحكم باسم واحد من أبناء الرئيس. ومستقبل كوريا الشمالية مبهم، في حال غياب كيم جونغ - ايل، أو شلله. وقد يفضي الصراع على السلطة في بيونغ يانغ الى حرب أهلية. وقد تحكم زمرة عسكرية، ويأتمر بإمرتها 1.1 مليون جندي، قبضتها على السلطة، وتعزز النظام الديكتاتوري، وتغالي في التشدد مع كوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان. وحملت هذه المخاوف رئيس كوريا الجنوبية المحافظ، لي ميونغ باك، الى عقد اجتماعات طارئة لمناقشة ما يمكن فعله في حال تغيرت السلطة بكوريا الشمالية. ووسمت هذه الاجتماعات بصفة"الطارئة"، منذ أن وصفت كوريا الشمالية لي ميونغ باك بأنه"خائن"، ورفضت التصديق على البيانات المشتركة التي انبثقت من الاجتماعات بين الشمال والجنوب في حزيران يونيو 2000، وتشرين الأول أكتوبر 2007. وعلى رغم العداء بين الكوريتين، الشمالية والجنوبية، يبدو ان المسؤولين في كوريا الجنوبية على يقين من أن كيم جونغ - إيل لن يشن حرباً على الجنوب. لذا، تفضل كوريا الجنوبية التعامل مع عدو تعرفه. عن دونالد كيرك،"ايجيا تايمز"الهونكونغية، 13/9/2008