تؤدي سلسلة من الهجمات شنّها قراصنة صوماليون على سفن في خليج عدن والمحيط الهندي إلى اضطراب حركة الملاحة البحرية في المنطقة حيث أعلنت سفن صيد السمك الفرنسية والإسبانية التي تعمل قبالة سواحل الصومال وقف نشاطاتها. وجاء قرار السفن الفرنسية والاسبانية بعد أن نجت السفينة الفرنسية"لودرينيك"من هجوم شنه قراصنة على بعد 420 ميلاً عن السواحل الصومالية السبت، بحسب ما ذكر بيار آلان كاريه مدير مجموعة استثمار السفن"سي. أم. بي"المتمركزة في كونكارنو غرب فرنسا. وفي اليوم نفسه تعرّضت ناقلة نفط ترفع علم بنما وتعمل لحساب شركة يابانية لهجوم. وقال أندرو موانغورا مسؤول المكتب الكيني لبرنامج مساعدة البحارة، المنظمة المتمركزة في مومباسا جنوب شرقي كينيا إن ناقلة النفط"غولدن اليزابيث"التي يبلغ طولها 137 متراً كانت تقل 13 بحاراً فيليبينياً على متنها. وأوضح كاريه أن حوالي عشرين سفينة فرنسية لصيد التونة بينها 16 تديرها مجموعة استثمار السفن تعمل في هذه المنطقة التي يتمركز فيها سمك التونة في هذا الفصل من السنة. ويضاف الى هذه السفن حوالي ثلاثين سفينة اسبانية تعرضت إحداها وتحمل اسم"بلاخا انثورا"لهجوم مماثل في 11 ايلول سبتمبر. وأكد بحارة اسبان أن سفنهم قررت الابتعاد عن المنطقة لأسباب أمنية. وصرح ممثل أصحاب السفن الفرنسية لصيد سمك التونة ايفون ريفا بأن"ما كان عمليات قرصنة محلية قرب السواحل الصومالية تحول إلى عمليات منظمة انطلاقاً من سفن"ترسل زوارق صغيرة لمهاجمة السفن البعيدة عن السواحل. وأضاف"لا نريد تسليح بحارتنا، إنهم صيادو سمك"، طالباً مساعدة البحرية الفرنسية. من جهته، طلب وزير الصيد الفرنسي ميشال بارنييه تنظيم اجتماع وزاري عاجل حول هذه المشكلة. وتحوّل الصومال إلى بؤرة للقرصنة في الاشهر الاخيرة يحتجز فيها القراصنة السفن وطواقمها. وبعد سفينة الترفيه"لو بونان"في نيسان ابريل، اعترض قراصنة في الثاني من ايلول سبتمبر سفينة فرنسية أخرى ويحتجزون شخصين كانا على متنها. وذكر بيلي محمود قاباوساد المسؤول في"بلاد بنط""بونتلاند" التي تتمتع بشبه حكم ذاتي شمال شرقي الصومال، أن هذه السفينة ترسو حالياً قرب قرية بارغال شمال الإقليم. وأضاف:"أرسلنا مجموعة من وجهاء المنطقة ومسؤوليها إلى هذه القرية التي يحتجز فيها الفرنسيان لبدء محادثات لكن من المبكر جداً الحديث عن أي نتيجة". وكانت مجموعة من القوات الخاصة الفرنسية تدخلت في الأراضي الصومالية في 11 نيسان بعيد اطلاق أفراد طاقم السفينة الفاخرة"لو بونان"وأسرت ستة رجال ما زالوا معتقلين في باريس. وقال المسؤول في قرية علولا في بونتلاند هارد عيسى عمر إنه طلب من القراصنة معاملة الرهينتين في شكل جيد. وأضاف أن"مصدراً قريباً من الخاطفين قال إنهم يطالبون بمليوني دولار للافراج عنهما لكننا لا نملك معلومات أكثر دقة". وتعد المياه الصومالية الأخطر في العالم. وقال المكتب البحري الدولي ان قراصنة شنوا ما لا يقل عن 24 هجوماً قبالة سواحل هذا البلد في النصف الأول من 2008.