توجه القراصنة الذين استولوا أول من أمس على يخت سياحي تملكه شركة فرنسية لرجل الأعمال اللبناني جاك سعادة، قبالة سواحل الصومال، واحتجزوا طاقمه المكون من ثلاثين شخصاً، الى منطقة ساحلية في شمال شرقي الصومال، ما اثار مخاوف من عودتهم الى قاعدتهم، متخذين من الطاقم رهائن. وصرح رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون:"الأولوية لدينا هي لحماية حياة الأشخاص على متن اليخت، بالتالي، كافة قنوات الحوار مفتوحة لمحاولة حل هذ القضية بتجنب العنف"، فيما أطلقت الحكومة الفرنسية"خطة قرصان البحر. وتنص الخطة على استنفار وحدات من النخبة، كالكومندوس البحري، التي قد يتواجد بعض فصائلها على سفن البحرية الوطنية، اضافة الى مجموعة التدخل في الدرك الوطني. ورفضت السلطات الفرنسية تقديم تفاصيل عملانية، لكن سفينة حراسة صغيرة، هي"كومندان بوان"تابعة للبحرية الوطنية كانت في المنطقة وترافق"لو بونان"الذي يخضع لرقابتها المستمرة. وأعلن القبطان كريستوف برازوك من رئاسة اركان الجيش الفرنسي في باريس، ان احتجاز القراصنة الطاقم المكون من 20 فرنسياً وعشرة اوكرانيين، بقوة السلاح"يحاكي احتجاز رهائن"وينبغي ان يشتمل اي تدخل"على آليات الإفراج عن الرهائن". وأعلن وزير الدفاع الفرنسي ايرفيه موران ان القراصنة هاجموا"لو بونان"أول من أمس عند مدخل خليج عدن، وبقي عشرة منهم على متنه، قبل تحويله جنوباً على طول الساحل الشمالي الشرقي للصومال، مقابل سواحل منطقة بونتلاند، شبه المستقل. وصرح الوزير الفرنسي لإذاعة"فرانس انتر"بشأن طلب فدية محتملة، كما تعود على ذلك القراصنة الذين ينشطون في تلك المنطقة،"لم نجر اي اتصال لا مع طاقم اليخت ولا القراصنة"منذ الهجوم. لكن موران اعلن ان زورقاً حربياً تابعاً للبحرية الوطنية كان دائماً يواكب اليخت الشراعي الذي يحمل اسم"لو بونان"ويبلغ طوله 88 متراً، موضحاً أن الزورق كان في المنطقة نفسها في اطار القوات البحرية الواقعة تحت قيادة أميركية لمكافحة الإرهاب. وقال موران:"ما يجري عادة هو ان القراصنة يتوجهون في المياه الإقليمية الصومالية وبعد ذلك يعلنون مطالبهم الخاصة التي غالباً تتمثل في طلب فدية". وهذا السيناريو يمكن ان يؤكد معلومات من مصادر فرنسية مقربة من الملف تفيد ان اليخت يقترب من جزيرة، حتى ان لم يكن جلياً اذا كانت تلك ماوى القراصنة. وأول من أمس، اكد رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون العمل من اجل تأمين اطلاق سراح اليخت. وقال فيون ان"وزارتي الدفاع والخارجية تعملان من اجل التحرك في اسرع وقت ممكن وآمل ان يتم ذلك في الساعات المقبلة، من اجل محاولة التوصل الى الافراج عن الرهائن". وأضاف:"لدينا امكانات عسكرية كبيرة في المنطقة". وتملك باريس خصوصاً قاعدة عسكرية في جيبوتي، حيث تتمركز خصوصاً طائرة للدوريات البحرية من نوع"اتلانتيك 2". وهي أجرت اتصالات مع حلفائها في المنطقة حيث تجوب قوة بحرية بقيادة أميركية مكلفة مكافحة الإرهاب. ودخل اليخت أمس المياه الإقليمية الصومالية، فيما خولت سفينة الحراسة الفرنسية اللحاق به. وبدا ان السلطات الصومالية التي تمزق بلادها حرب اهلية منذ 1991 وتخلو من اي ادارة مركزية فاعلة، غير قادرة على تقديم اي نوع من المساعدة. وصرح بيلي محمود قابوسادي المسؤول في منطقة بونتلاند:"لا اعتقد ان ادارتنا تستطيع فعل اي شيء لتحديد موقع السفينة بسبب صعوبة الوصول الى المنطقة"مضيفاً ان معلوماته تشير الى توجه القراصنة الى منطقة ايل الساحلية، على بعد حوالى 800 كلم شمال مقديشو. وأضاف": ليست لدينا حالياً رسائل من الخاطفين ولا نعلم مطالبهم. اعتقد اننا لن نستطيع التخلص من هؤلاء القراصنة الا بتدخل المجتمع الدولي".