تفاقمت الأزمة السياسية في أوكرانيا، وتبادل الرئيس فيكتور يوتشينكو اتهامات جديدة مع رئيسة الوزراء يوليا تيموتشينكو، التي أعلنت رفضها إجراء انتخابات نيابية مبكرة، فيما زادت في الوقت ذاته توثيق تحالفها مع خصم"الثورة البرتقالية"اللدود زعيم المعارضة فيكتور يانوكوفيتش. وتصاعدت حدة الاتهامات المتبادلة في كييف بين فريقي السلطة، بعدما اتهم يوتشينكو حليفته السابقه بالإنقلاب عليه و"خيانة الوطن"والانضمام إلى يانوكوفيتش الموالي لموسكو. وفي تطور حمل مؤشرات مهمة، استدعت النيابة العامة رئيسة الوزراء الأوكرانية أول من أمس، لسماع شهادتها في قضية محاولة تسميم الرئيس الأوكراني، إبان الأزمة السياسية التي عصفت بالبلاد قبل أربع سنوات. ومعلوم أن"التحالف البرتقالي"اتهم موسكو في حينها بتدبير المحاولة. لكن التطور الأخير يدل إلى احتمال ظهور فرضيات جديدة، لأنه، على رغم أن تيموتشينكو استدعيت كشاهدة فقط، فإن خبراء أوكرانيين لم يستبعدوا إمكان أن"تطلب النيابة مثولها لاحقاً بصفة أخرى"، ما عزز احتمال أن يكون يوتشينكو يسعى إلى ممارسة ضغوط كبرى على حليفته السابقة. وسبق أن اثارت تيموتشينكو حفيظة الرئيس الأوكراني، عندما انضمت كتلتها النيابية إلى المعارضة في التصويت على قانون يقلص صلاحيات الرئيس. ولوح يوتشينكو حينها باللجوء إلى حل البرلمان. لكن رئيسة الوزراء ردت في شكل ناري في مؤتمر صحافي عقدته مساء أول من أمس، وأعلنت فيه أن يوتشينكو سعى إلى توتير الموقف لكسب نقاط ترشحه للمنافسة في انتخابات الرئاسة المقررة العام المقبل، معتبرة ذلك"موقفاً عقيماً، ولم تعد لديه الرئيس أي فرصة". وأعلنت تيموتشينكو رفضها سيناريو الانتخابات النيابية المبكرة، لكنها لمحت إلى أن الغالبية النيابية التي تشكلت بعد توافقها مع يانوكوفيتش ستقبل الذهاب إلى انتخابات رئاسية ونيابية معاً. وقالت رئيسة الوزراء التي كانت تسمى"أميرة الثورة البرتقالية"قبل انقلابها على حليفها السابق، وإظهار مرونة في علاقاتها مع موسكو، إن كتلتها ستوافق على الانتخابات البرلمانية المبكرة"إذا دفعونا لذلك... لكن كل هذا جنون، ولن يقبل الناخبون على صناديق الاقتراع بسبب الخيبة من هذه الألاعيب السياسية". ومعلوم أن أوكرانيا شهدت في أيلول سبتمبر من العام الماضي انتخابات برلمانية مبكرة لتجاوز الأزمة السياسية التي نشأت في هذا البلد آنذاك. وردت تيموتشينكو على اتهامات الرئيس يوتشينكو لها بالتهديد بتشكيل تحالف برلماني جديد مع حزب الأقاليم، الذي يتزعمه يانوكوفيتش. وفي مؤشر على حال إعادة تركيب التحالفات في أوكرانيا، أعلنت رئاسة الديوان الرئاسي أمس ما وصفه بأنه"أحد السيناريوات المناوئة للرئيس يوتشينكو"، مشيراً إلى معلومات حول أن تيموتشينكو اقترحت على يانوكوفيتش منصب رئيس البرلمان مجلس الرادا في التشكيلة الجديدة المقترحة للائتلاف البرلماني الحكومي، وأنه قبل الاقتراح.