أدرج مراقبون إسرائيليون تحذيرات وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك من أن الجيش الإسرائيلي سيستأنف عملياته العسكرية في قطاع غزة، في إطار تصريحات انتخابية وسط أجواء عامة تتجه إلى أن انتخابات نيابية قد تُجرى في غضون ستة شهور في أعقاب إعلان رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت أنه سيعتزل منصبه غداة انتخاب خلف له على رأس حزب"كديما"الحاكم منتصف الشهر المقبل. ورأوا أن إسرائيل لن تتسرع في كسر اتفاق التهدئة في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ في 19 حزيران يونيو الماضي. وجاءت تحذيرات باراك في اجتماع لحزبه"العمل"مساء أول من أمس. وقال إن"الذين يتوقون إلى العمليات العسكرية في قطاع غزة يجب أن لا يقلقوا لأنها ستحصل". وغمز من قناة وزيرة الخارجية تسيبي ليفني المرشحة الأقوى للفوز بزعامة"كديما"وتشكيل الحكومة المقبلة على خلفية قلة تجربتها في المسائل الأمنية. وأضاف أن إسرائيل تواجه تحديات كبيرة،"وهي كالسفينة في بحر عاصف تحتاج قيادة مجربة تصل بها إلى برّ الأمان، لا إلى ستار أكاديمي". واعتبر حركة"حماس"في قطاع غزة أحد التحديات التي تواجه إسرائيل،"وعلى رغم التهدئة القائمة، فإن هناك حاجة إلى عمل واسع جداً... وليس فقط لوزارة الدفاع". وتبدي أوساط سياسية وعسكرية عدم ارتياحها إلى التهدئة في غزة، بداعي أنها تتيح لحركة"حماس"تهريب السلاح من مصر إلى القطاع، وتعزز قوتها العسكرية. لكن اولمرت وسائر أركان الحكومة الإسرائيلية يبقون على التهدئة في غياب منظومة دفاعية تعترض قذائف"القسام"والهاون التي سقطت بكثافة على جنوب إسرائيل قبل دخول التهدئة حيز التنفيذ. على صلة، أفادت صحيفة"هآرتس"أمس أن إسرائيل اقترحت على مصر مساعدتها في تحصين حدودها مع غزة ممر فيلادلفي من خلال إقامة"عائق"جديد جدار اسمنتي بارتفاع 12 متراً يساهم في محاربة تهريب الأسلحة ويكون اختراقه صعباً. وأضافت نقلاً عن مصدر أمني إسرائيلي أن إسرائيل اقترحت أيضاً إقامة"سياج الكتروني عصري وذكي"في محور فيلادلفي. وزادت أن رئيس الهيئة السياسية - الأمنية عاموس غلعاد سيبحث في الاقتراح مع مدير المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان خلال زيارته القاهرة في الأيام المقبلة. لكن الصحيفة أضافت أن التقديرات في إسرائيل تميل إلى أن القاهرة سترفض الطلب الإسرائيلي خشية حكومتها من انتقادات داخلية على تدخل إسرائيل في إقامة سياج حدودي جديد بين القطاع وسيناء. في غضون ذلك، تعرض رئيس هيئة أركان الجيش الجنرال غابي أشكنازي إلى انتقادات شديدة اللهجة بسبب تصريحاته التي قال فيها قبل يومين إن إسرائيل"تعلم مكان اعتقال الجندي الأسير غلعاد شاليت.. وأين يعتقل ومن يعتقله". وعلى رغم توضيح الناطق العسكري أن أشكنازي قصد أن إسرائيل تعلم أن شاليت موجود في قطاع غزة وأنه"لا جديد في تصريح رئيس الأركان"، رأى معلقون بارزون في الشؤون العسكرية في التصريح"زلة لسان"و"صياغة غير حذرة"، خصوصاً أن الأجهزة الأمنية تقرّ بأن لديها معلومات جزئية عن مكان تواجد الجندي شاليت، وأنه في الماضي توافرت معلومات دقيقة أكثر حول مكانه. واستبعد المعلقون أن يكون الجيش قادراً على تنفيذ عملية إنقاذ شاليت من دون وقوع إصابات. ونقلت الصحف عن مسؤولين أمنيين قولهم إنه"لم تكن بحوزة إسرائيل في أي مرحلة قدرة كهذه من شأنها أن تسمح لرئيس الحكومة بالمصادقة على تنفيذ عملية إنقاذ". وكتب المعلق العسكري في"معاريف"عمير ربابورت أن احتمال نجاح عملية إنقاذ كهذه"يراوح الصفر".