بدت باكستان في موقف حرج خلال قمة دول رابطة جنوب آسيا للتعاون الإقليمي آسيان التي افتتحت في كولومبو أمس. والى اتهام نيودلهي الأجهزة الباكستانية بالتورط بالهجوم الانتحاري على السفارة الهندية في كابول في 7 تموز يوليو الماضي، شن الرئيس الأفغاني حميد كارزاي هجوماً عنيفاً على إسلام آباد، معتبراً ان قبضة"الإرهابيين"في باكستان ازدادت قوة"لأنهم يحصلون على رعاية وتأييد أجهزة فيها". وقال كارزاي، في خطابه أمام القمة، ان"سيطرة الإرهاب وملاذاته تزداد في باكستان، والدليل اغتيال رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو نهاية العام الماضي". ويأتي هذا التصعيد في وقت تواجه الأجهزة الباكستانية اتهامات أميركية بدعم المتشددين أنصار"طالبان"و"القاعدة"في الحزام القبلي المحاذي للأراضي الأفغانية. راجع ص 8 في الوقت ذاته، نفت الاستخبارات الباكستانية تقريراً أوردته شبكة"سي. بي. اس"التلفزيونية الأميركية، عن إصابة الرجل الثاني في تنظيم"القاعدة"أيمن الظواهري في غارة اميركية استهدفت منطقة أعظم ورسك في إقليم جنوب وزيرستان القبلي شمال غربي في 28 تموز، وأسفرت عن مقتل"أبو خباب المصري"خبير الأسلحة الكيماوية في"القاعدة". كذلك، أعلنت قيادة الجيش الباكستاني ان لا دليل يؤكد إصابة الظواهري أو مقتله، في معرض تشكيكها بوجوده على الأراضي الباكستانية، في حين أفاد مسؤولو استخبارات أميركيون بأن لا أدلة في حوزتهم على صحة التقرير أو عدمها. أما الناطق باسم "طالبان باكستان"الملا عمر فقال معلقاً على التقرير ان الأميركيين"قتلوا الظواهري مرات، وهذا الزعم خاطئ مجدداً". وكانت الشبكة التلفزيونية أشارت الى رسالة الكترونية وجهها زعيم"طالبان - باكستان"بيت الله محسود، يطلب فيها من أحد أنصاره تأمين مساعدة طبية عاجلة لمداواة جروح"المصري"من دون ان يكشف اسمه، الأمر الذي دفع مراقبين باكستانيين الى الاعتقاد بأن الأمر اختلط على الذين رصدوا الرسالة بين"ابو خباب"والظواهري. في غضون ذلك، تعرضت الشرطة الباكستانية لهجوم في معقل المتشددين في وادي سوات القبلي شمال غربي، حيث قتل ثمانية من عناصرها بانفجار عبوة جرى التحكم بها من بُعد، لدى عبور آليتهم في المنطقة. وتصاعد العنف في سوات منذ أسبوع بعد انهيار اتفاق للسلام بين الحكومة ومتشددين موالين لحركة"طالبان"الأفغانية وتنظيم"القاعدة"، نتيجة مقتل"ابو خباب المصري". وسقط حوالى 50 قتيلاً في اشتباكات تلت قتل متشددين ثلاثة مسؤولين استخباراتيين، وخطف 30 شرطياً. وفي أفغانستان، قتل 13 مدنياً بينهم عريسان عادا من حفلة زفافهما، وذلك بانفجار قنبلة على حافة طريق لدى مرور باص صغير، اقلهم في منطقة سبين بولداك في ولاية قندهار جنوب أمس. وسقط ثلاثة من"طالبان"لدى محاولتهم زرع قنبلة في ولاية خوست شرق المحاذية للحدود مع باكستان، في حين احتجزت الحركة ستة شرطيين في منطقة باكوا في ولاية فرح غرب. وأطلِق فرنسيان يعملان لمنظمة"تحرك ضد الجوع"اكسيون كونتر لا فان الإنسانية، كانا خطفا وسط أفغانستان منتصف تموز.