أعلنت إدارة مهرجانات بيبلوس الدولية تقد يطالب كثيرون في الشرق والغرب بمحاكمة جورج دبليو بوش بتهمة القتل، وهو استُقبل في كل عاصمة غربية زارها بلافتات تهاجمه كمجرم حرب، وطالبت غير مرة في هذه الزاوية بمحاكمة الرئيس الأميركي ونائبه ديك تشيني وأركان عصابة الحرب التي قتلت أبناء العراق ولا تزال لأسباب ملفقة. فنسنت بوغليوسي، وهو مدع عام أميركي سابق وصاحب سجل لا يضاهى في العمل أمام المحاكم، يقدم الأدلة التي يمكن على أساسها محاكمة جورج بوش في كتابه الجديد"الادعاء على جورج بوش بتهمة القتل"، وهو يريد أن يحاكم بوش أمام القضاء الأميركي، ويقترح واشنطن العاصمة، حيث أعدت مؤامرة القتل. إلا انني شخصياً أتمنى أن يمثل أمام محكمة جرائم الحرب الدولية قبل أي متهم آخر، عربي أو أفريقي أو أوروبي. بوغليوسي يسجل بعض أهم التصريحات التي ثبت بعد ذلك زيفها: - في 12/9/2002 بلغ بوش الأممالمتحدة أن صدام حسين يملك أسلحة دمار شامل، والطريقة الوحيدة لنتأكد من ذلك هي أن يستعملها لا سمح الله. - في 7/10/2002 قال بوش في أوهايو أن صدام حسين خطر على السلام ويجب تجريده من أسلحته، حتى لا يهدد أميركا أو العالم. - في 30/1/2003 قال بوش في خطابه عن حالة الاتحاد إن الحكومة البريطانية علمت أن صدام حسين حاول أخيراً شراء يورانيوم من النيجر. - في 17/3/2003، أي عشية الحرب، قال بوش إن أجهزة الاستخبارات الأميركية وغيرها وجدت أن صدام حسين ينتج ويخفي بعض أخطر أسلحة الدمار الشامل. - في 19/3/2003، معلناً الحرب، قال بوش:"إن شعب الولاياتالمتحدة وأصدقاءنا وحلفاءنا لن يقبلوا العيش تحت رحمة نظام خارج عن القانون، يهدد السلام بأسلحة دمار شامل". طبعاً كل أعضاء عصابة الحرب قالوا كلاماً مماثلاً، وزعيم العصابة ديك تشيني قال في 26/8/2002 لا يوجد أي شك في أن صدام حسين يملك أسلحة دمار شامل، والكتاب يضم تهماً مماثلة من كوندوليزا رايس وكولن باول ودونالد رامسفيلد. لو أن أركان عصابة الحرب أخطأوا لَمَا قام سبب قانوني لمحاكمتهم، إلا أنهم كذبوا وخاضوا الحرب عن سابق تصور وتصميم، وبوغليوسي يقدم المرافعة المطلوبة ضدهم. هو يذكرنا بأن تقرير لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الصادر عام 2004 قال إن استنتاجات الاستخبارات في التقرير الوطني للاستخبارات الصادر في تشرين الأول اكتوبر 2002 بالغ في تقدير المعلومات أو لم يسندها بأدلة. بوغليوسي يسجل أن التقرير الوطني، على رغم مبالغاته وضعفه، لم يكفِ الإدارة، فحولت الاحتمالات فيه الى يقين في ما عرف باسم"الورقة البيضاء"التي وزعتها إدارة بوش في 4/10/2002، ومثلاً: - التقرير يقول:"نقدّر أن العراق يواصل برامج أسلحة الدمار الشامل متحدياً القرارات الدولية..."وأصبحت العبارة في الورقة البيضاء"العراق يواصل...". - التقرير يقول:"نرجح أن العراق بدأ انتاج الأسلحة الكيماوية، الخردل والسارين وجي إف وفي إكس"، والورقة البيضاء تقول:"بغداد بدأت..."كأنه يقين. - التقرير يقول:"مع أن لدينا معلومات قليلة محددة عن مخزون الأسلحة الكيماوية العراقية، فالأرجح أن صدام حسين يملك مئة طن متري..."، والورقة البيضاء تقول:"نرجح أن صدام حسين"حاذفة الاعتراف بقلة المعلومات. - التقرير يقول:"نرجح أن العراق يملك أسلحة بيولوجية فتاكة"... والورقة تقول:"العراق يملك...". الكذب موثق وكافٍ لإدانة، إلا أن هناك مزيداً، فالورقة البيضاء تتحدث عن كل أجهزة الاستخبارات، مع أن الحقيقة هي ان التقرير سجل مخالفة أجهزة معينة، أو رفضها رأي الغالبية، والإدارة حذفت اعتراض دائرة الاستخبارات والأبحاث في وزارة الخارجية على الزعم أن العراق يواصل برنامجه النووي، وكذلك رفض وزارتي الخارجية والطاقة أن أنابيب الألومنيوم خاصة ببرنامج نووي، ومثل ذلك الزعم عن شراء يورانيوم من النيجر. وضاق بنا المكان، وهناك فصل عن فشل الحرب على الإرهاب، وكيف أدت الى زيادة الإرهاب حول العالم. فنسنت بوغليوسي يقدم مرافعة الادعاء في محاكمة جورج بوش بتهمة القتل، ولو كانت هناك محاكمة حقيقية لانتزع الادعاء إدانة أكيدة بحق الرئيس وعصابة الحرب.