التوصل الى اتفاق امني عراقي - اميركي في شأن اطار زمني لسحب القوات من العراق يمكن ان يقوض بعض الجاذبية التي حققها الديموقراطي باراك اوباما كمرشح للرئاسة مناهض للحرب. وقال خبراء ان كلاً من اوباما ومنافسه الجمهوري جون ماكين سيزعم ان الفضل يرجع اليه اذا حدّد اتفاق تتفاوض عليه واشنطنوبغداد موعداً مستهدفاً مشروطاً ومقيداً لانسحاب القوات الاميركية. وقال جيمس ماكان استاذ العلوم السياسية في جامعة بوردو ان"التوصل الى اتفاق يشمل وعداً بإنهاء الحرب في العراق يمكن ان يحرم اوباما من قضية امنت له قدراً كبيراً من الانتباه وحشدت تأييد الناخبين الديموقراطيين". ومن التعهدات الرئيسية في حملة اوباما على مدى 16 شهراً وضع جدول زمني لانسحاب القوات الاميركية من العراق. وعلى عكس ذلك فإن ماكين أيد دائماً حرب العراق وزيادة القوات الاميركية في اوائل العام 2007 وهو الاجراء الذي ساعد في تراجع اعمال العنف ومهد الساحة لاجراء خفض في القوات الاميركية. وقال ماكان:"قضية العراق كانت صعبة نوعا ما بالنسبة الى ماكين كي يتعامل معها". واضاف:"اذا أمكن للبيت الابيض ان يعد نوعاً ما من الاتفاق للانسحاب من العراق... فإن هذا يمكن ان يجعل الحياة أسهل قليلاً امام ماكين لأنه أجبر خلال الشهور الماضية على الدفاع عن موقفه المتشدد في شأن العراق". واشار الى انه من الناحية الاخرى يمكن ان يظهر ذلك ان اوباما كان له مطلب يعتد به عندما اشار الى امكان التوصل الى اتفاق. وقالت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس في بغداد الخميس ان الولاياتالمتحدةوالعراق اقتربا من التوصل الى اتفاق سيمدد وجود القوات الاميركية بعد العام 2008 و"انه قد يشمل اطاراً زمنياً طموحاً لمهمتها". وقال لاري ساباتو، مدير مركز الدراسات السياسية في جامعة فرجينيا، ان الحكمة السياسية التقليدية تقضي بأن يدعم أي اتفاق في شأن انسحاب من العراق موقف ماكين. وقال ان الاتفاق في شأن جدول زمني"يؤدي الى تراجع موضوع العراق في قائمة اهتمامات الناخبين ويعيد التأكيد مرة اخرى على نجاح قرار ارسال قوات اضافية وان ماكين كان على صواب واوباما على خطأ بشأن القوات الاضافية". لكن ساباتو اضاف انه يعتقد ان وضع جدول زمني للانسحاب يمكن ان يساعد حملة اوباما. وقال:"انه يعمل في الاتجاهين". وقال:"أي أخبار تأتي من العراق سواء كانت جيدة أو سيئة تذكر الناس بمقتل 4300 جندي فقدناهم ونحو تريليون دولار سنكون انفقناها بحلول موعد الانسحاب". وقال مسؤولون عراقيون انهم يودون ان يروا انسحاب كل القوات الاميركية المقاتلة بحلول العام 2010 أو 2011 لكن لم يتضح الى أي مدى سيتم النص على ذلك صراحة في الاتفاق. وأي التزام بسحب القوات القتالية في العام 2010 سيشبه خطة اوباما التي تتضمن جدولاً زمنياً لسحب القوات خلال 16 شهراً. وقال ماكين ان خفض القوات ممكن لكنه لا يريد الالتزام بجدول زمني صارم. وقال مايكل اوهانلون الباحث بمعهد بروكينغز ان الجدول الزمني في أي اتفاق تتوصل اليه ادارة الرئيس جورج بوش مع العراق من غير المرجح ان يكون صارماً على النحو الذي يدعو اليه اوباما. وقال انتوني كوردسمان الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية انه اذا اعلن جدول زمني لانسحاب الولاياتالمتحدة فإنه من المرجح ان تُعلِن حملتا اوباما وماكين انهما لديهما قدرات جيدة في الشؤون الخارجية. وقال كوردسمان:"اوباما سيزعم ان له الفضل وماكين سيقول إنه على صواب في شأن القوات الاضافية والنصر". لكنه اضاف ان الجدول الزمني الفعلي لسحب القوات ستحدده السرعة التي يمكن ان يتحرك بها العراق نحو الاستقرار.