توصل زعماء مجلس النواب الاميركي الى اتفاق على تشريع ينص على تخصيص 162 بليون دولار للعمليات العسكرية في العراق وأفغانستان ليضعوا بذلك نهاية لمواجهة طويلة مع البيت الابيض. في غضون ذلك جدد الرئيس جورج بوش حملته على الديموقراطيين ودعوتهم الى الانسحاب من العراق. وأشاد الزعماء الديمقراطيون والجمهوريون في مجلس النواب باتفاق قالوا انه يتجنب استخدام بوش حق النقض الذي هدد به للاعتراض على بعض البنود التي حاول الديمقراطيون اضافتها الى التشريع. وقال ستيني هويار، زعيم الغالبية الديمقراطية ان الحل الوسط يعالج"الحاجات المحلية المهمة"، بما في ذلك زيادة المميزات الوظيفية للعاطلين عن العمل لفترات طويلة في الولاياتالمتحدة. واضاف اذا أجاز المجلس الاتفاق من المرجح ان يحال على مجلس الشيوخ في الايام المقبلة. ويقدر الكونغرس مبلغ 162 بليون دولار يغطي نفقات الحربين في العراق وأفغانستان عاماً كاملاً. وأعلن البيت الابيض أن بوش يمكن أن يؤيد مشروع قانون النفقات الطارئة الذي يتضمن مبلغ 2.65 بليون دولار لعمليات الاغاثة من الكوارث في المستقبل. وقال مدير الموازنة في البيت الأبيض جيم نوسيل انه تمت معالجة اسباب قلق الادارة، خصوصاً أن التشريع لا يشمل زيادة الضرائب. ويشمل الحل الوسط الذي توصل اليه النواب تخلي الديمقراطيين عن فرض جدول زمني لانسحاب القوات الاميركية من العراق. ويعارض الجمهوريون في مجلس الشيوخ والبيت الابيض بشدة اضافة هذه العبارة في مشروعات قوانين تمويل الحرب. الى ذلك جدد بوش الاربعاء هجماته على الديموقراطيين الذين قال انهم ما زالوا"يدعون الى الانسحاب من العراق"على رغم المؤشرات على النجاح الذي تحقق عقب زيادة عديد القوات في البلد المضطرب. وقال انه قبل هذه الزيادة عام 2007، اعلن الديموقراطيون ان هذه الخطة فاشلة. واضاف في عشاء لجمع التبرعات لمرشح الحزب الجمهوري جون ماكين وغيره من الجمهوريين الذين يتنافسون على مقاعد في الكونغرس:"بعد ان غيرت زيادة عديد القوات الوضع، ما زالوا يدعون الى الانسحاب". وتابع:"يريدون الانسحاب من العراق ويأملون الا يحدث اي سوء. ولكن التمني ليس هو الوسيلة المثلى لخوض حرب وحماية الشعب الاميركي". ووجه بوش انتقادا الى باراك اوباما، المرشح الديموقراطي الذي يتهمه الجمهوريون بالتهاون في مواجهة الارهاب، ولكن من دون ان يذكره بالاسم. وقال:"في زمن الحرب، نحتاج الى رئيس يفهم ان علينا ان نهزم الاعداء خارج البلاد حتى لا نضطر الى مواجهتهم على أراضينا، وهذا الرجل هو جون ماكين". ويعارض اوباما الحرب في العراق التي وصفها بانها"كارثة"من الناحيتين الديبلوماسية والمالية، ووعد بالبدء بسحب القوات من البلد المضطرب فوراً في حال انتخابه. ويحظى ماكين الذي نافس بوش على الرئاسة عام 2000 بدعم الرئيس، الا ان الرجلين نادراً ما يظهران في العلن معاً حيث يحاول ماكين النأي بنفسه عن الرئيس الذي يعاني من تراجع شعبيته.