وجد الباحث الأميركي البارز في مجال الأسلحة البيولوجية بروس إيفنز، ميتاً في ظروف تشير الى انتحاره، في وقت كانت وزارة العدل الأميركية تحضر لتوجيه اتهامات إليه على خلفية قضية"رسائل الأنثراكس"التي ارسلت الى عدد من الشخصيات والمؤسسات الاميركية العامة في العام 2001 بعد أسابيع قليلة على هجمات الحادي عشر من سبتمبر أيلول، والتي أودت بحياة خمسة أشخاص وأثارت هلعا في الولاياتالمتحدة والعالم خوفا من"الارهاب الكيماوي". وتوفى إيفنز 62 عاماً الثلثاء الماضي في المستشفى. ونقلت صحيفة"لوس أنجلوس تايمز"امس عن أحد أصدقائه قوله إنه تناول جرعة كبيرة من عقار"تيلينويل"المخلوط مع"الكودايين". وذكرت الصحيفة إنه تم إبلاغ إيفنز الذي عمل طوال السنوات ال18 الماضية في مختبرات حكومية للأسلحة البيولوجية في فورت ديريك، باحتمال إقامة الدعوى ضده قريباً. يشار إلى أن هذه المختبرات كانت مركزاً لتحقيقات مكتب التحقيقات الفيديرالي اف بي اي حول هجمات الأنثراكس الجمرة الخبيثة القاتلة. وقال شقيق إيفنز، توم، في تصريح لوكالة"اسوشييتد برس"، إن شقيقهما الثالث قال له إن بروس أقدم على الانتحار. ورفض الناطق باسم وزارة العدل بيتر كار، ومساعد مدير مكتب التحقيقات الفيديرالي جون ميلر، التعليق على التقارير حول وفاة إيفنز. وقال العالم البيولوجي هنري هاين، الذي عمل مع إيفنز في أبحاث حول استنشاق الأنثراكس، إنه وأعضاء آخرين في الفريق شهدوا في محكمة فيديرالية في واشنطن حول"هجمات رسائل الأنثراكس"أثناء التحقيقات التي استمرت أكثر من عام. لكنه رفض التعليق على وفاة زميله. يذكر أن إيفنز شارك في تأليف العديد من الدراسات حول الجمرة الخبيثة، بما فيها دراسة حول معالجة حالات استنشاقها. وكانت وزارة العدل توصلت في الثامن والعشرين من يونيو حزيران الماضي إلى تسوية بملايين الدولارات مع عالم سابق في الجيش الأميركي تم تسريب اسمه بصفته"مشتبهاً به". وجاء في بيان للوزارة أن ستيفن هاتفل سيحصل على تعويض مالي قيمته 2.825 مليون دولار، إضافة إلى 150 ألف دولار سنوياً لمدى الحياة. ورفع هاتفل دعوى قضائية ضد الوزارة بانتهاك خصوصيته، عندما تم تسريب اسمه إلى وسائل الإعلام بحجة صلته بالتحقيق المتعلق باستخدام سلاح بيولوجي. ورغم أن اسمه كان ضمن قائمة المشتبه بهم، لم توجه إليه أي اتهامات، كما أنكر أي صلة له بتلك الحوادث. وكانت الهجمات التي استخدمت فيها خطابات تحوي مسحوق الأنثراكس من النوع المصنف كسلاح بيولوجي أسفرت عن مقتل خمسة أشخاص واصابة 18 آخرين فضلاً عن اجبار 35 ألف شخص على تناول مضادات حيوية كإجراء وقائي. ورغم ان المحققين كانوا يبحثون عن أدلة تربط بين تنظيم"القاعدة"والهجمات، الا ان مكتب التحقيقات الفيديرالي سرعان ما شكك في وجود علاقة كهذه، مشيرا الى أن وضع تاريخ الحادي عشر من ايلول على الخطابات المرسلة كان محض خدعة لتضليل أجهزة الأمن. ومنذ البداية مال مكتب التحقيقات الفيديرالي الى الاعتقاد بأن هجمات الجمرة الخبيثة نفذها أحد كبار العلماء العاملين في المشاريع الاميركية الخاصة بالدفاع البيولوجي. واتجهت الأدلة الى شخص يشغل منصباً رفيع المستوى وله اتصالات بأوساط الدفاع والاستخبارات، مع الظن بأن المنفذ"يتمتع بحس وطني قوي"وأنه اقدم على فعلته بغرض اظهار عدم استعداد الولاياتالمتحدة للتصدي للإرهاب البيولوجي. يذكر ان أعراض الانثراكس أو الجمرة الخبيثة تظهر بعد اسابيع وتؤدي الى الموت خلال ايام. والمرض لا ينتقل بالعدوى من شخص لآخر، وانما باللمس المباشر مع بكتيريا الانثراكس، او عن طريق الجهاز الهضمي او التنفس اثناء الاستنشاق مما يجعل المرض مميتا في هذه الحالة.