عشية انقضاء المهلة التي حددتها الدول الكبرى لإيران للرد على عرض الحوافز، ظهرت امس في واشنطن وعواصم أوروبية مؤشرات الى"ليونة"في منح طهران بضعة أيام إضافية لتقديم ردها النهائي على العرض، على ألا تتجاوز الأسبوع المقبل. وفي ظل إصرار إيراني على مواصلة الحوار، صدرت عن واشنطن مواقف متضاربة، إذ قال الناطق باسم الخارجية الأميركية شون ماكورماك للصحافيين:"لم أحصِ الأيام والرد سيأتي قريباً"، فيما قال الناطق الآخر باسم الوزارة غونزالو غاليغوس:"ننتظر رداً في عطلة نهاية هذا الأسبوع". وأرفقت الخارجية الأميركية موقفها بتحذير من تشديد العقوبات على طهران في مجلس الأمن، إذا رفضت عرض الحوافز الذي قدمته الدول الكبرى. وأفاد مصدر ديبلوماسي في بروكسيل بان الجانب الأوروبي"لن يكون صارماً إذا تأخر الرد الإيراني يوماً او اثنين"، لكنه أضاف:"واضح أن الرد الإيراني يجب ان يأتي خلال الأيام المقبلة". وأشار ديبلوماسيون في الاتحاد الأوروبي الى ان الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد خافيير سولانا، الذي يقود المحادثات مع إيران نيابة عن الدول الست الكبرى، لن يستعجل أو يعلن أن إيران لم تلتزم الموعد النهائي إذا لم ترد اليوم، لكن الغرب يريد رداً الأسبوع المقبل. وقال مسؤول في الاتحاد طلب عدم كشف اسمه:"ينبغي للمرء ألا يركز كثيراً على السبت، إذا لم يكن السبت بل الأسبوع المقبل، لن نثير ضجة كبيرة، وما يهم هو الحصول سريعاً على رد إيراني واضح في الأيام المقبلة". ديبلوماسي أوروبي آخر قال:"نواصل نهجنا المزدوج من الحوار والضغط. إذا لم ينجح الحوار قد نواصل بمزيد من الضغط، في الأممالمتحدة أو على مستوى الاتحاد الأوروبي". في غضون ذلك، حذر نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي شاؤول موفاز من ان إيران تتجه الى تحقيق تقدم كبير في برنامجها النووي. وقال في كلمة في واشنطن أمس:"بحلول عام 2010 ستمتلك إيران خيار بلوغ إنتاج اليورانيوم بمستوى عسكري"، أي ما يتيح لها تطوير قنبلة نووية. لكن موفاز أكد انه يؤيد الديبلوماسية، معتبراً الخيارات الأخرى"ملاذاً أخيراً"، ومشيراً الى ان المساعي لإقناع إيران بوقف تخصيب اليورانيوم في"سباق مع الوقت، والوقت يفوز". ورأى موفاز انه ستكون هناك حاجة هذا العام الى قرار لمجلس الأمن يفرض عقوبات جديدة على إيران، إذا لم تف الموعد النهائي للرد على عرض القوى الغربية مطلع الأسبوع المقبل. وقال في كلمته:"يجب ان نصر على ان تفي إيران الجدول الزمني الموضوع. الخط الأحمر يجب ان يكون: لا تخصيب لليورانيوم على الأراضي الإيرانية". في الوقت ذاته، نددت إيران بسياسة"الكيل بمكيالين الأميركية"بعد موافقة الوكالة الدولية للطاقة الذرية على اتفاق تعاون نووي بين الولاياتالمتحدة والهند. واعتبر المندوب الإيراني لدى الوكالة علي اصغر سلطانية أمس، ان الاتفاق الأميركي - الهندي"يفخخ معاهدة الحد من الانتشار النووي". وعبر عن"قلقه الكبير"لذلك، معتبراً ان الشكوك تحوم حول"صدقية"المعاهدة و"استقامتها وشموليتها". وزاد ان طهران تشك في ان الولاياتالمتحدة ترغب في"إيجاد سابقة"في هذا الشأن بمساعدة الوكالة الدولية. ووافق مجلس حكام الوكالة في فيينا على اقتراحات نيودلهي لمراقبة منشآتها النووية بشروط، تفسح في المجال أمام تطبيق اتفاق مثير للجدل للتعاون النووي بين الولاياتالمتحدة والهند موقع عام 2005. وتسرّع موافقة الوكالة مصادقة الكونغرس الأميركي على الاتفاق الذي يجب إقراره قبل نهاية ولاية الرئيس جورج بوش. ويطرح الاتفاق النووي الأميركي - الهندي مشكلة لعدد من الدول الأعضاء في الوكالة، لأن نيودلهي طورت قنابل ذرية سراً وأجرت تجارب ولا تزال، كما انها لم توقع معاهدة منع الانتشار النووي ومعاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية. من جهته، صرح الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد امس ان بلاده"ستقاوم الاعداء بكل قوة"للدفاع عن حقوقها في المجال النووي، بحسب ما نقل عنه التلفزيون الايراني. واضاف:"بالنسبة اليهم، تمثل قضايا مثل الملف النووي ذرائع. والسبب الرئيسي لتكالب اعداء ايران عليها في السنوات الثلاثين الاخيرة هو انهم يريدون منا التراجع ليقولوا لاحقا اننا خضعنا لهم. غير ان الشعب الايراني سيقاوم الاعداء بكل قوة".