شهدت العاصمة الاردنيةعمان امس وداعاً حزيناً وباكياً للشاعر الكبير محمود درويش استمر ساعة ونصف الساعة قبل ان تقل طائرة عسكرية اردنية الجثمان الى رام الله بعد ان تعذر استعمال الطريق البري الى اراضي السلطة الوطنية الفلسطينية. ووصل الجثمان الى مطار ماركا العسكري في عمان على متن طائرة اماراتية قادمة من الولاياتالمتحدة، وحملت ثلة من جيش التحرير الفلسطيني المقيم في الاردن، النعش الملفوف بالعلم الفلسطيني الى قاعة التشريفات، وسار خلفه الامير علي بن نايف مندوب العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني، ورئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض، ووزيرتا الثقافة والسياحة الاردنيتان، والنائب العربي الاسرائيلي احمد الطيبي، ورئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون، وامين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبد ربه الذي وصل الى مطار ماركا على كرسي متحرك بعد ان اصيب بحادث سير مع نجله في عمان، وممثل الجامعة العربية محمد صبيح، وعدد آخر من المسؤولين الفلسطينيين. وألقت وزيرة الثقافة الاردنية نانسي باكير كلمة باسم الحكومة الاردنية قالت فيها:"فقدنا رمزا من رموز الثقافة الفلسطينية"، في حين قال فياض في كلمته ان"لمحمود درويش ركنا خاصا في قلب كل فلسطيني وقلب كل عربي، بل في كل قلب في العالم". والقى رئيس الجامعة الاردنية خالد الكركي كلمة تأبينية مؤثرة، وكذلك فعل رئيس المجلس الوطني الفلسطيني الذي تمنى على روح درويش"ألا تخبر روح ياسر عرفات بأن البيت الفلسطيني انقسم الى شطرين". والقى الطيبي كلمة عاطفية مؤثرة اختلطت فيها الحروف بدموع المتحدث والحضور الذين بكوا بصمت، وما ان جاء دور الفنان اللبناني مارسيل خليفة حتى كان التأثر بلغ حده، فغنى"نم يا حبيبي"، وأتبعها برائعة محمود درويش"أحن الى خبز أمي"، ومعها ارتفع نشيج الحضور بالبكاء، وأخذ العشرات منهم يردون وراء خليفة كلمات الاغنية وبقي الفنان خليفة متماسكا الى ان عاد الى مقعده حيث انفجر في البكاء. وقال ممثل الجامعة العربية:"سيبقى محمود درويش خالدا ما بقي المتوسط يهدهد شواطئ مدن فلسطين الساحلية". وبعدما عزفت القوات المسلحة الاردنية لحن الرجوع الأخير وأدت التحية العسكرية، نقل الجثمان الى طائرة مروحية عسكرية اردنية رافقتها طائرة اخرى حملت المسؤولين الاردنيينوالفلسطينيين. وقال الفنان مارسيل خليفة في تصريحات:"خسرنا محمود درويش لأننا لم نعد قادرين على ان نستمع الى ما يكتبه... ترك لنا الدمع ولم يترك لنا اي كلمة فهو سيد الكلام". يذكر ان الشاعر محمود درويش يحمل الجنسية الاردنية منذ عام 2001، وله منزل في ضاحية عبدون الراقية غرب عمان حيث قررت بلديتها ان تطلق اسمه على احد شوارعها تخليدا لذكراه، وكذلك فعلت مدن اردنية اخرى.