شيع الفلسطينيون في رام الله في الضفة الغربية أمس الشاعر الفلسطيني محمود درويش الذي توفي السبت في الولاياتالمتحدة، في جنازة وطنية كبيرة. ونقلت مروحية عسكرية اردنية جثمان درويش من الاردن. وقد حطت في باحة المقاطعة مقر السلطة الفلسطينية التي يرأسها محمود عباس في رام الله. وكانت مراسم وداع نظمت في مطار ماركا العسكري شرق عمان حيث وصل جثمان محمود درويش من الولاياتالمتحدة صباح أمس. وقد اختارت السلطة الفلسطينية تلة جنوبرام الله تطل على ضواحي مدينة القدس التي يتطلع الفلسطينيون الى جعلها عاصمة لدولتهم المقبلة، وتبعد عنها بضعة كيلومترات، لدفن محمود درويش. ودفن درويش قرب قصر الثقافة الذي اقام فيه الشاعر الفلسطيني الراحل آخر امسياته الشعرية. وأدت ثلة من حرس الشرف التحية امام النعش الذي لف بعلم فلسطيني وحمله ثمانية ضباط. وبعد ذلك وضع الجثمان في قاعة قام الرئيس الفلسطيني فيها برثاء الشاعر الراحل الذي كان يجسد تطلعات شعبه الى الاستقلال ويروي آلامه التي ولدها النزوح والاحتلال. وقال عباس “اليوم نودع نجما احببناه الى درجة العشق”، مؤكدا ان “التاسع من اغسطس (يوم وفاة درويش) يوم فارق في تاريخ الثقافة الفلسطينية والانسانية عندما ترجل ذاك الفارس العنيد عن صهوة الشعر والادب ليترك فينا شمسا لا تغيب ونهرا لا ينضب”. واضاف ان محمود درويش “اوفى عطاء بسخاء وزاد فينا طموحا بالمزيد لهذا لا نصدق انه رحل. وعندما نوقن بالقدر ونستسلم للقضاء الذي لا بد منه وليس لنا فيه من مفر تزداد فاجعتنا الما وأسى وحسرة”. واكد عباس “ستظل معنا يا محمود لانك تركت لنا ما يجعلنا نقول لك إلى اللقاء وليس الوداع”. ومثل فرنسا في مراسم التشييع رئيس الوزراء السابق دومينيك دو فيلبان الذي كان على معرفة شخصية بدرويش ووصفه في كتابه “فندق الارق” بانه رجل “يحمل ضوء نجمة حزينة”. وأدى الحاضرون الصلاة على روح الشاعر امها مفتي القدس محمد حسين. ونقل الجثمان الى مثواه الاخير بعربة عسكرية ستجوب شوارع رام الله. وشارك عشرات الآلاف من الفلسطينيين في الجنازة وهي الاضخم منذ تشييع الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات الذي توفي في نوفمبر 2004. وكانت طائرة ارسلها رئيس دولة الامارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان نقلت جثمان درويش من الولاياتالمتحدة الى مطار ماركا العسكري شرق عمان، حيث نظمت مراسم وداع قصيرة لشاعر المقاومة الفلسطينية. وحضر المراسم في عمان الامير علي بن نايف احد ابناء عموم عاهل الاردن الملك عبد الله الثاني ووزيرة الثقافة الاردنية نانسي باكير. وتترأس باكير وفدا اردنيا يشارك في تشييع الشاعر الفلسطيني. وقالت “انها من اصعب اللحظات في حياتي ان امثل الاردن في جنازة محمود درويش احد اهم رموز النضال الفلسطيني”. وحضر المراسم في عمان رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض ورئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون والنائب العربي الاسرائيلي احمد الطيبي وامين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه. وقال فياض ان “هناك زاوية لمحمود درويش في قلب كل فلسطيني وعربي.” من جهته، اكد عبد ربه ان محمود درويش “سيبقى دائما في القلب”. وغنى مارسيل خليفة الموسيقي اللبناني الذي يتمتع بشعبية كبيرة واختارته منظمة الاممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو) سفيرا للسلام في 2005، اغنية “امي” التي كتبها درويش بينما كان الحضور يبكون.