تواجه مئات العائلات المهجّرة في البلاد مشكلات كبيرة تحول دون عودتها الى مناطق سكنها الأصلية، في مقدمها احتلال منازلها من جانب عائلات نازحة من أطراف بغداد أو مهجّرين من مناطق أخرى. وقال ل"الحياة"قائد قوات حفظ الأمن والنظام مهدي صبيح إن"هناك كثيراً من العائلات التي لم تستطع العودة بسبب اغتصاب منازلها ورفض المغتصبين اخلاءها"، لافتاً الى أن"غالبية العائلات المهجرة حاولت الاستعانة بقوات الأمن الحكومية من الجيش والشرطة بهدف العودة الى منازلها، فيما فضلت عائلات أخرى العودة الى المناطق البديلة خشية تنفيذ هؤلاء النازحين عمليات انتقامية لاحقاً". ولفت الى أن"بعض مغتصبي دور المهجرين نهبوها، في حين أقدم آخرون على بيعها الى عائلات مهجرة من الطرف الآخر، الأمر الذي ولد مشكلات لاحقة بين السكان الجدد والمهجرين العائدين". وقال ل"الحياة"الشيخ ماهر أبو علي خطيب وامام جامع المهاجرين في الغزالية إن"الكثير من العائلات لم تستطع العودة الى مناطقها التي هجرت منها بسبب احتلال منازلها من عائلات أخرى أو عصابات متخصصة استغلت الظرف الأمني السيّئ الذي مرت به البلاد خلال السنتين الماضيتين، وأقدمت على اغتصاب المنازل العائدة للعائلات المهجرة". وشدد على أن غالبية العائلات التي استطاعت العودة الى منازلها استعانت بقوات الجيش في طرد المغتصبين الذين يرفضون في الغالب المغادرة وتسليم المنزل إلا تحت تهديد السلاح، مشيراً الى أن دور قوات"الصحوة"لا يزال ضعيفاً في هذا الجانب لعدم حصولها على تخويل في هذا المجال واقتصار دورها على حماية المهجرين وتوفير الأمن لهم. وطالب الشيخ علي الحسين، خطيب وإمام جامع سعاد النقيب في بغداد، قوات الأمن بتوفير الحماية اللازمة للعائلات المهجرة التي ترغب في العودة الى منازلها. وقال ل"الحياة"إن عودة تلك العائلات من دون حماية تسبب في مشكلات لاحقة أدت الى استهداف بعضها من عناصر مندسة وعصابات التهجير.