لا تزال ازمة المهجرين والمهاجرين العراقيين في الداخل والخارج تتفاقم يوما بعد يوم بعد فشل ايجاد حلول واقعية تحقق لهم العودة الى المناطق التي عاشوا فيها وعودة المهاجرين في الخارج الى داخل البلاد في اقرب فرصة. وفيما شهدت البلاد، خصوصاً العاصمة، تحسناً ملحوظاً في الجانب الامني وانحسار الكثير من اعمال العنف الطائفي من قتل وتهجير، فإن آلاف العائلات المهجرة ترفض العودة الى مناطق سكناها حيث لا تزال مشاعر الخوف المسيطرة عليها تحول دون ذلك. وقال الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، قاسم الموسوي ل"الحياة"ان"ابرز انجاز تم تحقيقه منذ الشروع بخطة فرض القانون في العاصمة التي انطلقت منتصف شباط فبراير الماضي تمثلت في انحسار ظاهرة التهجير الطائفي بشكل كبير بعد ان كانت من الظواهر البارزة في مناطق بغداد". واضاف ان"نحو 20 في المئة من المهجرين في الداخل عادوا الى مناطق سكناهم الاصلية بعد ان بدأت قوات الجيش والشرطة بالسيطرة على الارض بعد تطهيرها من الجماعات المسلحة والميليشيات التي كانت مسيطرة تماماً في مناطق نفوذها وتقوم بأعمال التهجير من دون رادع". وبحسب وزارة المهجرين والمهاجرين فإن ما يقارب من 45 الف عائلة من بغداد وحدها تم تهجيرها الى محافظات اخرى، فيما اضطرت اضعاف هذا العدد من العائلات ترك البلاد واللجوء الى دول الجوار. وتصطدم اعادة هؤلاء الى اماكن سكناهم بعقبات عديدة، يشير اليها المستشار الخاص في وزارة المهجرين والمهاجرين ستار نيروز بقوله ان آلاف العائلات المهجرة لا ترغب في الوقت الحالي اتخاذ قرار العودة الى منازلها رغم منح العائلة المهجرة العائدة مبلغ 700 دولار، لافتاً الى ان"هاجس الخوف لا يزال يسيطر على العائلات المهجرة من العودة خشية التعرض للقتل او التهجير مرة ثانية". واوضح تقرير صادر عن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة ان عمليات التهجير الطائفي الذي افرز نحو 4 ملايين مهجر في الداخل والخارج تمثل واحدة من المشكلات الكبيرة التي تواجه الحكومة العراقية ودول الجوار والمجتمع الدولي برمته. ويضيف التقرير ان هؤلاء العراقيين يتعرضون الى ضغوط للعودة الى مناطقهم في وقت يرفضون ذلك بشدة بسبب فشل الحكومة العراقية في بسط الامن في المناطق الساخنة. ويرى زعيم"جبهة التوافق"عدنان الدليمي ان انحسار عمليات التهجير لم يكن نتيجة قدرة الاجهزة الامنية على فرض الامن بل جاء بعد اكتمال الفرز المذهبي للعاصمة وتحول مناطقها الى شيعية خالصة او سنية خالصة جراء عمليات التهجير التي نفذتها الميليشيات المسلحة.