في بيان مشترك مع "أكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتكنولوجيا" في المغرب، دعت "اللجنة الاقتصادية لشمال أفريقيا" التابعة للأمم المتحدة الى تحديد الآليات العملية من أجل الارتقاء بمستوى البحث العلمي في دول شمال أفريقيا مصر، السودان، ليبيا، تونس، الجزائر، المغرب، وموريتانيا، وتوفير التمويل الملائم له. كما شدّدت على ضرورة إخراج البحوث من أدراج المكاتب، والعمل على استثمارها في مشروعات مجدية اقتصادياً. ورأت أن تعزيز البحث العلمي يساهم في إيجاد فرص عمل للشباب العربي، وخصوصاً في دول شمال أفريقيا. وذكّرت بأن التقرير الأخير لپ"مجلس الوحدة الاقتصادية"التابع لجامعة الدول العربية، أورد أن المنطقة في حاجة إلى توفير أكثر من 100 مليون فرصة عمل بحلول عام 2030، على رغم انتشار البطالة فيها. وتوقع أن تصل أعداد العاطلين من العمل إلى ما يتراوح بين 65 و 80 مليوناً خلال السنوات العشر المقبلة. وتعدّ البطالة من القضايا المحورية التي تناقشها القمة الاقتصادية العربية المُزمع عقدها في الكويت بين 19 و20 كانون الثاني يناير 2009. والمعلوم أن تعداد السكان في الدول العربية في شمال أفريقيا يبلغ حوالى 195.96 مليون نسمة، أي ما يعادل 57.86 في المئة من سكان العالم العربي. وأوردت"اللجنة الاقتصادية لشمال أفريقيا"عدداً من المؤشرات المستقاه من الاحصاءات الرسمية، والتي تدل إلى أهمية البحوث العلمية والتكنولوجية في الدول العربية. ففي مصر مثلاً، يبلغ عدد المراكز العلمية البحثية التابعة لوزارة التعليم العالي والبحث العلمى 14 مركزاً. ويصل عددپمراكز البحوث والدراسات في الوزارات إلى 219 مركزاً، وفي الجامعات الى 114 مركزاً. وتقارب موازنة البحث العلمي 450 مليون دولار 2.6 بليون جنيه، ما يعادل 0.02 في المئة من الناتج المحلي راهناً. وتضم مصر 150 ألف باحث، معظمهم حاصل على الدكتوراه، لكنه لا يعمل في مجال تخصصه. وكذلك تحتاج الجزائر إلى 4 آلاف باحث، مع ملاحظة أنها فقدت 1150 باحثاً بين عامي 1989 و2005، من أصل 2700 باحث تضمهم تلك البلاد. وتضم الجزائر 27 جامعة، فيها 16 مركزاً بحثياً جامعياً. وقرّرت الحكومة الجزائرية أخيراً زيادة مخصصات البحث والتطوير في الموازنة العامة بمقدار 1.5 مليار دولار، لترتفع نسبة الأموال المخصصة للبحث العلمي من 0.5 في المئة من الناتج المحلي في العام 2007 إلى 1.5 في المئة في العام 2009. ولا تضم ليبيا سوى 375 عالماً ومهندساً لكل مليون من السكان، مع العلم أن عدد العلماء الليبيين في الخارج وصل إلى 4518 عالماً في العام 2005. وفي منحى أكثر إيجابية، بلغ عدد الباحثين في تونس قرابة 15700، يعملون في 33 مركزاً للبحث العلمي تحتوي على 139 معملاً و643 وحدة بحثية فرعية. وتصل نسبة مخصصات البحوث العلمية من الناتج المحلي التونسي إلى 1.13 في المئة مع توقّع ارتفاعها إلى 1.25 في المئة بحلول عام 2009. وبلغت تلك النسبة عينها في المملكة المغربية إلى 0.75 في المئة في العام 2007 مع توقع أن ترتفع 1 في المئة في العام 2009. في هذا السياق، جاء الإعلان أخيراً عن عقد المؤتمر العلمي العربي الخامس تحت شعار"آفاق البحث العلمي والتطوير التكنولوجي في الدول العربية"، الذي تنظمه"المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا"بالتعاون مع"وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي"في المغرب، بين 26 و 30 تشرين الأول أكتوبر 2008. ويأتي المؤتمر في إطار الاحتفال بمرور 1200 سنة على تأسيس المملكة المغربية وإنشاء مدينة فاس وتشييد جامع القرويين الذي كان مركزاً علمياً انتقلت منه الأرقام العربية إلى أوروبا. ومن المتوقع أن يحضر المؤتمر ما يزيد على 1500 عالم.