بدأ المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان ريتشارد وليامسون زيارة للخرطوم أمس للإطلاع على تداعيات اتهام المحكمة الجنائية الدولية للرئيس عمر البشير بارتكاب جرائم حرب في دارفور، وجهود معالجة الأزمة في الإقليم، والأوضاع في منطقة ابيي الغنية بالنفط. واستهل المبعوث الأميركي محادثاته مع المسؤولين السودانيين أمس بلقاء مع النائب الأول للرئيس رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت تناول تداعيات اتهامات المحكمة الجنائية الدولية للبشير. وأبلغ سلفاكير ضيفه بأن توقيف الرئيس"ليست فيه مصلحة للسودان واتفاق السلام الشامل"الموقع بين"الحركة الشعبية لتحرير السودان"التي يتزعمها و"حزب المؤتمر الوطني"برئاسة البشير. وحذر من انعكاسات مذكرة المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية على دول الجوار السوداني، داعياً إلى دراسة عميقة للقرار وتداعياته. وأضاف في رده على تساؤلات المبعوث الأميركي عن الأوضاع في منطقة ابيي، أن الحكومة عينت رئيساً لإدارة المنطقة، وبدأ المواطنون في العودة الطوعية، مؤكداً أنه"سيتم تشكيل الإدارة المحلية ونشر قوات الشرطة لحفظ الأمن والاستقرار وعودة جميع النازحين إلى المنطقة"التي شهدت في أيار مايو الماضي قتالاً عنيفاً بين قوات الحكومة و"الجيش الشعبي"التابع ل"الحركة الشعبية". وفي المقابل، قال وليامسون إن بلاده تتأثر، باعتبارها قوة دولية، بقرارات المحكمة الجنائية الدولية، على رغم أن الولاياتالمتحدة ليست عضواً في اتفاق المحكمة، وبالتالي ليست طرفاً في قراراتها. وأكد تقدير واشنطن ل"حكمة شريكي اتفاق السلام الشامل في تجاوز أزمة أبيي واحتواء التوتر الذي وقع أخيراً في المنطقة". واعتبر أن تعيين الإدارة الموقتة لابيي"مؤشر للحل النهائي للمشكلة". وأشار إلى أنه بحث مع سلفاكير في تطورات الأوضاع في دارفور وتهيئة الأجواء لإجراء حوار سياسي للتوصل إلى حل لمشكلة الإقليم. وسيلتقي المبعوث الأميركي في زيارته التي تستمر أربعة أيام، رئيس"حزب الأمة"الصادق المهدي لاستطلاع اراء القوى السياسية في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقرر إجراؤها قبل منتصف العام المقبل، كما سيزور اليوم دارفور، قبل أن يتوجه إلى مدينة جوبا عاصمة إقليم الجنوب ويزور منطقة ابيي، ثم يختتم زيارته بعد غدٍ بلقاء مع الرئيس البشير. وكان وليامسون زار تشاد قبل وصوله الخرطوم، حيث التقى الرئيس التشادي إدريس ديبي وسلمه رسالة من الرئيس الأميركي جورج بوش الذي طالب نجامينا بإجراء مفاوضات سريعة لحل أزمة دارفور. وقالت مصادر ديبلوماسية في السفارة الأميركية في الخرطوم إن وليامسون أكد لديبي أن جولته تهدف إلى تعزيز السلام في دارفور والسودان، بينما قال له الأخير إن مشكلة دارفور تحتاج إلى حل سريع، باعتبار أنهل تؤثر على تشاد. وأكد مساندته لواشنطن في جهودها للوصول إلى سلام في دارفور. ميدانياً، قالت الشرطة السودانية أمس إن قواتها صدت هجوماً مسلحاً استهدف موكب شاحنات في دارفور. وأكدت سقوط قتلى وجرحى بين المهاجمين الذين وصفتهم بأنهم"عصابة نهب مسلح". وقال قائد قوات الاحتياطي المركزي اللواء عبدالرحمن حسن عبدالرحمن إن الموكب الذي تحرك من مدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور تعرض لإطلاق نيران مكثف في منطقة أبو حمرة قبل أن يصل وجهته في مدينة نيالا جنوب الإقليم. وأضاف أن الشاحنات كانت تحمل أغذية إغاثة ومواد بترولية عندما هوجمت، مؤكداً أن قوات الشرطة تصدت للمهاجمين،"واستطاعت أن تجبرهم على الانسحاب، مخلفين وراءهم قتلى وجرحى". واعتبر الحادث"محاولة لاستغلال الوضع في الاقليم لزعزعة الاستقرار"، معتبراً أن"المركبات التجارية ومركبات الاغاثة استهدفت لمنعها من الوصول إلى المواطنين وإحداث فجوة غذائية في الإقليم". من جهة أخرى، اختتم في الخرطوم أمس المؤتمر العام السابع ل"الحركة الإسلامية السودانية". وأعيد انتخاب الأمين العام للحركة علي عثمان محمد طه لدورة جديدة مدتها أربع سنوات، بعدما تسربت معلومات عن اتجاه في المؤتمر لترشيح الرئيس البشير في منصب الأمانة العامة تعبيراً عن مساندته في مواجهة محاولات المحكمة الجنائية الدولية توقيفه.