رفض مسؤولون في حكومة جنوب السودان أمس اقتراحاً من حكومة الرئيس عمر البشير لإنشاء إدارة مشتركة لأبيي المتنازع عليها بين شمال البلاد وجنوبها، واعتبروا الاقتراح عملية دعائية. وقال ياسر عرمان نائب الأمين العام ل"الحركة الشعبية لتحرير السودان: ل"رويترز":"هذا فقط بيان علاقات عامة لا يعالج الوضع الحقيقي في أبيي". وأوضح أنه ليس هناك اتفاق على ترسيم الحدود كي تُقام الإدارة على أساسه. وشكا مسؤولون في حكومة الجنوب من أن القوات الحكومية ما تزال تحتفظ بعدد أكبر من الطبيعي من الجنود في منطقة أبيي، وقال وزير شئون الرئاسة في حكومة الجنوب لوكا بيونق ل"الحياة"إن الموفد الرئاسي الأميركي ريتشارد وليامسون أجرى مشاورات مع رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت تركزت حول نزاع أبيي ومقاطعة"الحركة الشعبية"محادثات تطبيع علاقات السودان مع الولاياتالمتحدة احتجاجاً على الأحداث التي وقعت خلال أيار مايو في بلدة أبيي. وأضوح بيونق أن وليامسون نقل إلى سلفاكير دعم الادارة الأميركية لقيادته حكومة الجنوب و"الجيش الشعبي"باعتباره القيادة المناسبة والقوية لفترة الازمات، وشدد المبعوث على ضرورة عودة النازحين الى أبيي وتقديم المتورطين في احداث العنف التي اندلعت في البلدة إلى محاكمة عادلة، بجانب ابعاد القوات الحكومية واحلال قوات مشتركة من طرفي السلام بدلاً منها وتعزيز وجود الاممالمتحدة في المنطقة. وأشار لوكا بيونق إلى أن سلفاكير أكد ضرورة الحل السياسي للنزاع وفقا لتقرير الخبراء الاجانب وبروتكول ابيي، قبل ان يبلغ المبعوث الأميركي توضيحاً في شأن قرار حركته الانسحاب من مشاورات تطبيع العلاقات بين الخرطوم وواشنطن، ونوه سلفا ان الحركة ستدخل المشاورات حال التوصل الى حل سياسي في شأن ابيي. وقال المسؤول الجنوبي إن القوات الحكومية تحشد قواتها"ولا شك في ذلك". وأضاف أن المحادثات بين الشمال والجنوب لإعادة السلام الى أبيي ستتواصل. وقال القائد في"الجيش الشعبي"سلفا ماثوك إن هناك قرابة 11 ألف جندي شمالي في منطقة ابيي بينما كانت الخرطوم تحتفظ حتى فترة قريبة بما يتراوح بين 3000 و4000 جندي فقط. وأضاف ماثوك ان"الجيش الشعبي"على بعد 29 كيلومتراً على الاقل من أبيي. وأجرى وليامسون محادثات أيضاً مع الامين العام لحزب المؤتمر الشعبي المعارض الدكتور حسن الترابي في مقر الأخير في الخرطوم. وعبر وليامسون عن تقديره لهذه الفرصة بزيارة الترابي الذي وصفه بأنه صاحب خبرات في القيادة. وقال الترابي، من جانبه، إن المبعوث الاميركي تساءل عن واقع السودان"وحيثيات سيرته التاريخية التي انتهت إلى هذه الحال لا سيما ما وقع في أم درمان"مشيراً إلى أن وليامسون يحاول"استقراء واستبصار الكيفية التي يرون بها مستقبل السودان". إلى ذلك، يباشر المبعوث الأممي الى دارفور يان الياسون اليوم مشاورات مع المسؤولين في الخرطوم لدفع عملية السلام المتعثرة في الإقليم، فيما يلتئم اجتماع الشركاء الدوليين في قضية دارفور الثلثاء والأربعاء المقبلين في جنيف لمناقشة وقف إطلاق النار وتحسين الوضع الأمني في الإقليم. وأعلن فريق الوساطة المشترك بين الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي عن مشاورات مكثفة مع كل قادة الحركات المسلحة في دارفور لتوحيد رؤيتهم حول وقف إطلاق النار وتحسين الوضع الأمني في الاقليم، وأكد كبير مستشاري فريق الوساطة المشترك معين شيرم ان يان الياسون سيناقش مع مسؤول ملف دارفور مساعد الرئيس السوداني نافع علي نافع ووزير الخارجية دينق ألور ومستشار الرئيس للشؤون الخارجية مصطفى عثمان اسماعيل تحسين الاوضاع الامنية والانسانية فى دارفور. وفي تطور لافت، تلقت البعثة الأممية الافريقية في دارفور"يوناميد"صفعة جديدة بعدما أجبرت الحكومة السودانية رئيس هيئة أركانها البريطاني العميد باتريك ديفدسون هوستون على مغادرة البلاد. وقال هوستون الذي يعتبر أكبر موظف غير افريقي في البعثة الأممية - الإفريقية المشتركة إنه كان"محبطاً غاية الإحباط"وهو يغادر دارفور بعد ستة أشهر فقط من عقد عمله البالغ عاماً واحداً. واضاف في اليوم الذي سبق مغادرته الخرطوم"لقد ظلت حكومة السودان ترفض لبعض الوقت وجود جنرال بريطاني في دارفور، فقد طلبت حكومة السودان وجوب إعادة النظر في تعييني".