أعلن رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني أمس، غداة اتهام أفغانستان بلاده بالوقوف خلف تفجير السفارة الهندية في كابول، حيث سقط 41 قتيلاً، ان بلاده عانت اكثر من اي دولة أخرى من الإرهاب، مؤكداً أنها ستحاربه ب"قبضة من حديد". وقال جيلاني على هامش قمة للدول النامية في العاصمة الماليزية كوالالمبور ان"العالم يواجه اليوم تهديد التطرف والإرهاب اللذين أثرا على تنميته الاجتماعية والاقتصادية". وأكد ان باكستان دفعت"الضريبة الأكبر"للإرهاب، في إشارة الى اغتيال رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو في 27 كانون الأول ديسمبر 2007،"لكن هذه الأعمال الجبانة لن تؤثر على إرادتنا الصلبة في مكافحة الإرهاب والتطرف بقبضة حديد". ونفى جيلاني ضلوع بلاده في الهجوم على السفارة الهندية في كابول، وسأل:"لماذا تريد باكستان زعزعة استقرار أفغانستان، في وقت يصب استقرارها في مصلحتنا". في غضون ذلك، كررت حركة"طالبان"الأفغانية نفي صلتها بالهجوم، وقال الناطق باسمها ذبيح الله مجاهد:"كنا نرغب في تنفيذ الهجوم، لأن الهند اعتبرت دائماً عدوة الإمارة الإسلامية في أفغانستان". واشار ذبيح الله مجاهد الى ان"الهنود يقدمون سراً خبراء عسكريين الى أفغانستان ويدربون الجيش"، لافتاً الى ان الهجوم"قد يكون نتج من تنافس أميركا والصين وروسيا وإيران وباكستان وغيرها من الدول في المنطقة". ودعمت باكستان، العدو اللدود للهند، نظام"طالبان"حتى سقوطه نهاية عام 2001، ثم اتهمتها أفغانستانمرات بمواصلة تقديم مساعدة لوجستية للحركة، وغض الطرف عن قواعدها الخلفية في المناطق القبلية شمال غربي. وأكد الناطق باسم الرئاسة الأفغانية هميون حميد زاده أمس، ان الاعتداء"أُعدّ خارج أفغانستان وصُدّر اليها"، معتبراً ان دقة التنفيذ ونوع المواد المستخدمة فيه"يشير الى بصمات جهاز استخبارات معين سبق ان قاد اعتداءات إرهابية من هذا النوع في أفغانستان في الماضي". وأورد تقرير سُلّم الى الحكومة الأفغانية خلال اجتماع طارئ ان"أدلة رصدت على تدرب منفذي الاعتداء وتجهيزهم وتمويلهم في قواعد تقع على الجانب الآخر من الحدود".