سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وزير الموارد أوضح ل"الحياة" ان حاجة البلد تزيد على 50 بليون متر مكعب سنوياً . انحباس الأمطار يفاقم شح المياه في العراق والسدود التركية على دجلة تحرمه ثلث أراضيه الزراعية
تتحدث أوساط معنية بموضوع تفاقم شح المياه في العراق وظاهرة انحباس الأمطار، عن استراتيجية وضعتها الدولة لمواجهة آثاره على الأمن الغذائي والزراعي في البلاد، لا سيما ان وزارة الموارد المائية العراقية تقدّر إيراداتها المائية هذا العام بنحو ثلث المعدل العام، ما يجعل خبراء المياه العراقيين يبحثون عن الوسائل والآليات التي تحد من الازمة وتداعياتها. وأشار وزير الموارد المائية العراقي، عبداللطيف جمال رشيد، في حديث الى"الحياة"، الى تحذيرات للخبراء في شأن الوضع المائي الحرج في العراق، لم يشهد مثله منذ سبعينات القرن الماضي مع بداية إنشاء السدود على حوض الفرات في تركيا وسورية وإيران على فروع نهر دجلة. وأوضح ان التنسيق مستمر مع الدول الثلاث في تبادل المعلومات في شأن شح المياه، ولا سيما المياه المشتركة، مؤكداً ان وفداً أمنياً إيرانياً سيزور العراق قريباً للبحث في الخطة التشغيلية للجانب الإيراني للأنهر والمسطحات المائية. وتزامن حديث عبداللطيف مع تصريحات للخبير المائي، حسن الجنابي، حذّر فيها من خطورة الموقف حين أشار الى ان تركيا ستستخدم 21 بليون متر مكعب سنوياً من مياه دجلة والفرات. وقدّرت سورية حاجتها من الفرات بأكثر من 8 بلايين متر مكعب في السنة، وتستمر إيران في إنشاء سدود بوتيرة عالية تحجب بلايين أخرى من أمتار المياه عن العراق، ما يهدد حياة ثلث السكان. التأثير المناخي يذكر ان التأثير المناخي لعب دوراً في تفاقم الأزمة، بخاصة بعد ان ازدادت العواصف الرملية بنسب مخيفة هذا العام وهي مؤشر مهم على سيادة نظام مناخي قد يكون مختلفاً عما ألفته المنطقة عبر تاريخها. وبالنسبة الى تأثيرات إقامة السدود التركية على نهر دجلة في حجم الواردات المائية للعراق، كشف خبير في وزارة الموارد المائية العراقية ان"الحصص المائية الواردة من نهر دجلة بعد إكمال عمليات تشييد"سد أليسو"من الجانب التركي خلال الأعوام الثلاثة المقبلة، ستصل الى 211 متراً مكعباً في الثانية خلال أشهر الصيف والسنوات الشحيحة المياه، وهو ما لا يسدّ نصف حاجة مدينة الموصل من المياه". وأوضح أن"سد أليسو"، المدرج ضمن مشروع"كاب"في تركيا، يقع على بعد 50 كيلومتراً من الحدود العراقية. ويخفض بعد إنجازه خلال السنوات الثلاث المقبلة، التدفق السنوي لنهر دجلة بنسبة 47 في المئة في شكل مبدئي، وتنخفض هذه النسبة أشهر الصيف ومواسم الشح الى ما دون نصف حاجة مدينة الموصل، وبالتالي، تحتجز أغلب مياه النهر أسوة بال80 في المئة من نهر الفرات التي احتجزتها سدود. وأضاف ان السد الذي يبلغ حجم الخزن فيه 11.40 بليون متر مكعب بمساحة سطحية لبحيرته تبلغ 300 كيلومتر مربع، سيحرم العراق من ثلاثة ملايين دونم من أراضيه اي ما يعادل ثلث مساحة أراضيه الصالحة للزراعة، وبالتالي، يدفع آلاف الفلاحين الى ترك الزراعة والاتجاه الى المدن، ويتسبب في نقص في الحصص المائية ينعكس في شكل خطير على مياه الشرب وتوليد الطاقة والصناعة وبدرجة كبيرة في إنعاش الاهوار والبيئة. يشار الى أن حاجة العراق السنوية من المياه تقدّر ب50 بليون متر مكعب، منها 60 في المئة من نهر دجلة والبقية من الفرات، فضلاً عن طاقة خزن فيه من سدود وخزانات تقترب من 149 بليون متر مكعب، في حين يتوقع أن تبلغ احتياجاته المائية نحو 77 بليون متر مكعب بحلول عام 2015، في مقابل توقع انخفاض الواردات المائية لتبلغ أقل من 43 بليون متر مكعب سنوياً. يذكر ان"مشروع جنوب شرقي الأناضول الإروائي"، الذي يعرف بپ"كاب"، والذي أقر بداية ثمانينات القرن الماضي لإدخال مساحة تتجاوز تسعة ملايين دونم الى الرقعة الزراعية، يهدف الى تشييد 22 سداً رئيساً وعدد من السدود الصغيرة، أنشئ منها بالفعل أربعة سدود رئيسة إضافة الى 19 محطة كهرومائية بطاقة خزن كلّية تتجاوز 100 بليون متر مكعب.