استضافت الإسكندرية أخيراً المؤتمر الدولي الثالث عشر لپ"الجمعية المصرية للأمراض المتوطنة والمعدية والطفيليات"وشارك فيه لفيف من اختصاصي الكبد وأمراضه في مصر والعالم العربي، تقدّمهم الدكاترة حلمي أباظة ويسري طاهر وسهام عبدالرحيم من كلية الطب في جامعة الإسكندرية وحسان غازي سورية ومصطفى شناق الأردن. تطرق المؤتمر الى مجموعة من الأبحاث الحديثة المتعلقة بأمراض الكبد الوبائية، خصوصاً تلك التي يسببها فيروسا"بي"B وپ"سي"C. وتحدثت عبدالرحيم عن ميكروب"هليكوباكتر"Helicopacter المتصل بالتهاب المعدة الناتج من التهاب الكبد. ولاحظت أن عدواه تتزايد في الأماكن المزدحمة وغير المتجددة الهواء، مشيرة إلى أنه ينتقل أيضاً من طريق الطعام الملوث، علماً أنه قد يتسبب في أورام سرطانية. وتناول أباظة التهاب الكبد الوبائي الذي يُسببه الفيروس"بي"والذي يأتي في المرتبة الثانية بعد التدخين بالنسبة الى التسبّب بالأورام السرطانية. ويتواجد هذا الفيروس في الدم وسوائل الجسم الأخرى مثل السائل المنوي، الإفرازات المهبلية، لبن الأم، الدموع واللعاب. وبيّن أن العدوى به تحدث عند التعرض لهذه السوائل، خصوصاً أثناء المعاشرة الجنسية. ونبّه إلى أن ذلك الفيروس يعتبر أكثر عدوى من"فيروس نقص المناعة المُكْتسبة"الذي يسبّب مرض الإيدز. وأشار إلى الأبحاث المصرية التي انطلقت في تسعينات القرن الماضي على مرض الالتهاب الكبدي الوبائي المزمن الذي يأتي من الإصابة بفيروس الكبد من النوع"سي". وبيّن أنها رصدت علاقة قوية بين الإصابة التي تنجم عن فيروس"سي"ونظيرتها التي تأتي من فيروس"سي". وذكّر بأن حالات الإصابة بفيروس الكبد من النوع"بي"كانت تُعالج بعقار"ناميفيودين"، الذي ظهرت حالات كثيرة من المقاومة له، ما حفّز البحوث باتجاه صنع دواء جديد. وفي هذا السياق، جاء اكتشاف"هيسبرا"الذي أثبت فعاليته في القضاء على فيروس"بي"، إضافة الى قدرته على المساعدة في علاج حالات الإصابة بفيروس الكبد من النوع"سي"أيضاً. وأشار حسنين إلى المقاومة التي يُظهرها فيروس الكبد من النوع"سي"لعقار الپ"إنترفيرون"، الذي يستعمل تقليدياً في علاجه. وبيّن أن تلك المقاومة شكّلت نقطة انطلاق في البحوث المعاصرة، للتوصل إلى صنع عقار"ريبافيلين"ويؤخذ من طريق الحقن في البطن أو الفخذ إلى جانب"الإنترفيرون". وأوضح أن هذا المزيج بامكانه شفاء المصاب بفيروس الكبد من النوع"سي"، الذي غالباً ما يتخذ شكل الإصابة المزمنة، خصوصاً عند المرضى الذين لم يصلوا إلى مرحلة حدوث تليّف في الكبد لديهم.