قالت مصادر متطابقة في دمشق ل"الحياة" امس ان رئيس المكتب السياسي ل"حماس" خالد مشعل سلم المسؤولين السوريين ورقة خطية تتضمن اسس الحوار مع الرئيس محمود عباس، وان دمشق تسعى بصفتها الرئيسة الدورية للقمة العربية الى ترتيب لقاء بين عباس ومشعل ل"وضع اسس لحوار جوهري وليس شكليا"بين الطرفين قد يستكمل لاحقا بزيارة يقوم بها رئيس كتلة"فتح"في المجلس التشريعي الفلسطيني عزام الاحمد لدمشق. ومن المقرر ان يلتقى الرئيس الفلسطيني الذي وصل امس الى دمشق الرئيس بشار الاسد اليوم، علما ان الرئيس السوري استقبل الخميس الماضي وفدا من"حماس"برئاسة مشعل للاطلاع على موقف الحركة من احتمالات الحوار مع"فتح". وعلم ان بين الاقتراحات المتداولة عقد لقاء ثنائي بين عباس ومشعل او لقاء ينظمه الجانب السوري لعباس مع كل الفصائل، بما فيها"حماس". وقالت المصادر ان الجانب السوري شدد على اهمية ان يكون"اللقاء بين عباس ومشعل قائما على اساس بدء حوار جوهري وعدم الاكتفاء بلقاء شكلي، وان الجانب السوري يريد عقد اتفاق مشابه لاتفاق الدوحة بين الفرقاء اللبنانيين". واوضحت ان مشعل ابلغ الجانب السوري لدى تسليمه الورقة، انها بمثابة اساس موقف"حماس"من الحوار مع عباس. وتقسم الورقة التي اطلعت"الحياة"على نصها الى قسمين، يتضمن الاول"مبادئ واسس الوفاق والمصالحة الوطنية"حيث جرى ذكر تسعة اسس هي:"وحدة الضفة والقطاع، وحدة النظام السياسي الفلسطيني في الضفة والقطاع: أي سلطة واحدة وحكومة واحدة، واحترام الخيار الديموقراطي وقواعد اللعبة الديموقراطية والتزام نتائجها، واحترام الشرعية الفلسطينية بكل مكوناتها، واحترام القانون الأساسي الفلسطيني والتزامه، وإعادة بناء الأجهزة الأمنية الفلسطينية على أسس وطنية ومهنية بعيداً عن التدخلات والمحاصصة الفصائلية، والتزام اتفاقات مكةوالقاهرة ووثيقة الوفاق الوطني المتفق عليها بين الفصائل الفلسطينية، والتمسك بحق شعبنا في مقاومة الاحتلال ما دام الاحتلال قائماً، وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية وتفعيلها على قاعدة الانتخابات الحرة وبمشاركة جميع القوى والفصائل والشخصيات المستقلة والأطياف السياسية الفلسطينية في الداخل والخارج". ويتضمن القسم الثاني من الوثيقة اسس"التوافق على مرحلة انتقالية محددة لإنجاز الوفاق والمصالحة الوطنية"، اذ تقترح الحركة"تشكيل حكومة توافق وطني انتقالية، وإعادة الأوضاع الفلسطينية إلى ما قبل 14 حزيران يونيو العام الماضي، ومعالجة الإشكالات الناشئة عن الانقسام الفلسطيني، وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية وفق آليات ومواعيد يتفق عليها، وإعادة بناء الأجهزة الأمنية الفلسطينية على أسس وطنية ومهنية بعيداً عن المحاصصة الفصائلية، والبدء بإنجاز ملف إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية". الى ذلك، قالت مصادر في"حماس"ان وفدا من الحركة سيتوجه الى القاهرة نهاية الاسبوع الجاري لعقد لقاء مع مدير المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان"يتضمن موضوع فتح معبر رفح وفق الالتزام المصري لدى اجراء مفاوضات التهدئة بحيث تجري مفاوضات رباعية تضم ممثلين عن حماس وعباس ومصر والجانب الاوروبي". وعلم ان الجانب الاسرائيلي ربط اخيرا بشكل مباشرة معادلة"رفح في مقابل شاليت"بحيث يجري فتح معبر رفح باتجاه مصر لدى تسليم"حماس"شاليت الى القاهرة، ثم يفتح المعبر باتجاه غزة لدى تسليمه الى الاسرائيليين. وقالت المصادر ان اغلاق المعابر بين غزة واسرائيل والشروط الاسرائيلية ساهما في شكل اساسي في تأجيل سفر وفد"حماس"الى القاهرة قبل يومين. وفي عمان ا ف ب، قال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة ان الرئيس عباس لن يلتقي اياً من قادة"حماس"او الفصائل الفلسطينية الاخرى خلال زيارته لسورية، مضيفا:"ليس هناك اي ترتيب لاي لقاء سواء مع قادة حماس او غيرها"و"ليس على برنامج الرئيس أي ارتباطات اخرى غير لقاء الرئيس بشار الاسد". وصرح ابو ردينة، على هامش لقاء في عمان بين عباس والمنسق الخاص للامم المتحدة لعملية السلام الممثل الخاص للأمين العام للامم المتحدة لدى السلطة الفلسطينية روبرت سيري بان"الرئيس عباس سيتوجه الى سورية غدا الاحد وسيلتقي الرئيس السوري... لبحث عملية السلام، خصوصا المسار الفلسطيني - الاسرائيلي والمسار السوري - الاسرائيلي وكثير من القضايا التي تهم الشعبين"السوري والفلسطيني. وردا على سؤال هل ستتطرق المحادثات مع الاسد الى موضوع المصالحة الفلسطينية، قال أبو ردينة:"المبادرة التي اعلنها الرئيس ابو مازن ما زالت مطروحة على الطاولة، وهي جزء من مقررات القمة العربية، ونحن جاهزون اذا ما كانت حماس جاهزة، لكننا حتى الآن لم نتسلم ردا واضحا بالايجاب من حماس".