ينشغل الاعلام العالمي هذه الأيام بحدث جلل ينذر بنتائج خطيرة جداً على البشرية، ألا وهو تناقص أعداد النحل. فقبل فترة عرضت محطة"سي أن أن"تقريراً عن هذا الموضوع تضمن تحذير رجال أعمال ومزارعين ومناقشات في مجلس النواب الأميركي تركزت على موضوع تراجع أعداد النحل قال خلال مزارع"لا نحل.. لا محاصيل"، لأن ثلاثة أرباع النباتات التي تحمل زهوراً تعتمد على النحل لمساعدتها على التلقيح والتكاثر. وبينما تركز تقرير"سي أن أن"على الجانب الاقتصادي والخسائر التي تتجاوز 15 بليون دولار في قطاع المواد الغذائية إذا ما استمر تراجع أعداد النحل، فان تقريراً عرضته محطة"ديسكافر- ساينس"جاء أشمل وأوسع وأخطر كثيراً نظراً إلى النتائج المقلقة التي حملها وتضمنها عن هذا الموضوع، وعدم تمكن العلماء والخبراء ومربي النحل في العالم من التوصل إلى معرفة الآفة التي تعصف بعالم النحل منذ عام 2006 حين بدأ يسجل مربو النحل خسائر في خلايا النحل. وأظهر الفيلم الوثائقي أن مربي النحل في الولاياتالمتحدة خسروا 35 في المئة من القفران عام 2007 بعد أن فقدوا 30 في المئة منها السنة التي سبقتها. كما مُني زملاؤهم في بلدان عدة من كندا إلى الصين مرورا بالبرازيل والهند إلى جانب الكثير من البلدان الأوروبية بخسائر مشابهة ولو أنها لم تحظ بالتغطية الإعلامية ذاتها. ويوضح التقرير أن"التهديد كبير جداً"، خصوصاً أن هناك تحذيرات من اختفاء النحل نهائياً في بعض الدول، منها بريطانيا حيث حذرت جميعة مربي النحل من اختفائه كلياً من البلاد بحلول عام 2018، وبالتالي غياب نحو 90 محصولاً من أهم 115 محصولاً من الفاكهة والحبوب والخضار تعتمد على النحل في تلقيحها أي أن الناس سيفقدون اذا ما استمر الامر الكثير من السعرات الحرارية ومعظم الفيتامينات والمعادن ومضادات التأكسد. تفاوتت الأسباب التي قدمها الفيلم الوثائقي والمتحدثون في المؤتمرات والخبراء والعلماء لما يحصل، لكن النتيجة التي خلص إليها أن لا أحد يعرف سبب هذا الاضطراب ولو أن النظريات بشأنه تكثر. ويعتقد الباحثون الأمريكيون أن مرضاً كان مغموراً في السابق يسببه فيروس الشلل الحاد الإسرائيلي مسؤول عما يحصل فيما يشتبه الباحثون الإسبان في فطر يدعى"نوسيما". واللافت أن الإعلام العربي يكاد أن يكون غائباً عن هذه المسألة على رغم أن المشكلة عالمية وأن العالم العربي ليس استثناءً، لكن من يشاهد المحطات العربية يبقى شبه غائب عن الوعي على الأقل علمياً ويبقى مأخوذاً بسجالات لا طعم لها، ومعتقداً أن النحل الذي غنت فيروز تغلغله في زهور الغابة سيبقى"حزين ومش حزين"... بينما يكاد العالم يفتقد طريق النحل.