أ ف ب - يواجه النحل في العالم كارثة طبيعية، إذ اكتشف باحثون أميركيون وبريطانيون أن فيروساً معدياً يساهم في القضاء على ملايين منه، ينتقل بواسطة عثة تعرف باسم «فاروا». وهذه العثة التي تتغذى من دم النحل البالغ أو في المرحلة اليرقانية، تثقب جلد النحل وتشوّه أجنحته. ويظهر البحث الذي نُشرت نتائجه في مجلة «ساينس» أمس، وأجراه في هاواي باحثون من جامعة تشيفيلد البريطانية ومعهد «مارين بايلوجيكال أسوسييشن» وجامعة هاواي، أن انتشار الفيروس في صفوف النحل داخل قفرانها ارتفع من 10 إلى 100 في المئة. وترافق هذا التحول مع ارتفاع معدله مليون مرة في عدد جزيئات الفيروس الذي يصيب النحل ومع تراجع كبير في تنوع الفيروس، ما أدى إلى بروز سلالة قوية جداً منه. وما إن انتشرت سلالة الفيروس هذه في هاواي التي كانت بمنأى عنها لفترة، حتى حلّ وضع فيروسي جديد فيها يعكس ما يحصل في بقية العالم حيث انتشرت العثة «فاروا». وقد تكون قدرة هذه العثة على تغيير البيئة الفيروسية في شكل دائم لدى النحل، أحد العوامل التي تقف وراء الظاهرة المجهولة المصدر حتى الآن التي تعرف باسم «كولوني كولابس ديزوردر» أو «سي سي دي» والتي تسجل منذ عام 2005 وتؤدي إلى نفوق ملايين النحل البالغ في القفران فجأة. وسُجلت هذه الظاهرة في الولاياتالمتحدة وفي أوروبا ومناطق أخرى من العالم، مع العلم أن النحل يلعب دوراً أساسياً في تلقيح محاصيل من الفاكهة والخضار في الولاياتالمتحدة، تقدر قيمتها بما يتراوح بين 15 بليوناً و20 بليون دولار سنوياً. وظاهرة «سي سي دي» والنفوق الكبير للنحل خلال الشتاء، قد تفسّرها هذه السلالة الجديدة من الفيروس الذي يبقى في جسم النحل حتى بعد إزالة العثّ منه. والعثة «فاروا» تعيش على جلد النحل وتتكاثر عليه وتتغذى من دم النحل. ووفّر وصول هذه العثة إلى جزر هاواي وانتشارها، فرصة فريدة في 2009 و2010 لرصد التغيرات في تطور البيئة الفيروسية للنحل. وتسهل العثة انتشار الفيروس الممرض، لأنها تلعب دور الخزان الفيروسي وحاضنة للفيروس. لكن واضعي الدراسة أشاروا إلى أن هناك أربعة فيروسات مرتبطة بالاختفاء المفاجئ للنحل في القفران، وهي غير منقولة عبر العثة «فاروا» في هاواي. لكن العث يدخل هذا العامل الممرض مباشرة في دم النحل عندما يقتات، ما يشكل طريقة جديدة لانتقال العدوى تتجنب حواجز الحماية الطبيعية لدى النحل. وهذا الفيروس الذي يضم تسع جينات فقط شبيه في تركيبته بالفيروس المسؤول عن شلل الأطفال.