فتحت القناة المغربية الثانية "دوزيم" في برنامج "ديوان" الثقافي الذي يعده ويقدمه الباحث والأستاذ الجامعي المختار بنعبدلاوي، باب النقاش حول كتاب الباحث الفرنسي البلغاري الأصل تزيفتان تودوروف"الأدب في خطر"مع أكاديميين مغربيين، هما الأستاذ الجامعي الباحث في مجال السرديات سعيد يقطين، والباحث الميلود عثماني. الحلقة التي اتسمت بالجدية وعمق النقاش والحوار استهلت بمساءلة أطروحة هذا الكتاب المهمة والمتمثلة في ضرورة الاعتناء بالأدب قراءة وتدريساً، حتى نستطيع تكوين التلميذ المبدع الذي يهوى الأدب ويسعى الى قراءته، وليس فقط ذلك التلميذ الذي يجبر على درس هذه المادة ليحقق النجاح في السنة الدراسية. وتوقف ضيفا الحلقة عند عملية تدريس الأدب في المدارس والجامعات وكليات الآداب بالتحديد. وشددا على ضرورة جعل القراءة عادة عند الجيل الجديد، لكي تصبح في ما بعد عملية تفكيك النص الأدبي ومعرفة بنيته مسألة سهلة، خصوصاً في مرحلة الجامعة. ومناقشة هذا الكتاب في برنامج تلفزيوني مهمة، خصوصاً ان الشاشة الصغيرة على علاقة بتراجع حسّ القراءة عند الشباب. وتتكاثر الدراسات التي تحذر من خطر التلفزيون على القراءة، وتصل دراسة أميركية أجرتها مؤسسة"كايسر"الى نتيجة مفادها إن إدمان مشاهدة التلفزيون أو الإقبال على ألعاب الكومبيوتر يهددان التطور الطبيعي للأطفال دون الثانية. وأشارت الدراسة إلى ان واحداً من كل أربعة أطفال في الولاياتالمتحدة تراوح أعمارهم من ستة أشهر إلى سنتين يضع له والداه جهاز تلفزيون في غرفته أو القسم الذي ينام فيه. أما النتيجة المتوقعة من هذا السلوك فهي تأثر القدرة على تعلم الكتابة والقراءة لدى هؤلاء الأطفال. وقالت الدراسة التي أجريت على ألف شخص من الآباء والأمهات إن 34 في المئة فقط من الأطفال من سن الرابعة إلى السادسة الذين يشغل أسرهم التلفزيون بصورة مستمرة يمكنهم القراءة. وقارنت الدراسة هذه النسبة مع أطفال آخرين تشغل أجهزة التلفزيون في مساكنهم على نحو متقطع أو قليل فوجدت أن 56 في المئة منهم يستطيعون القراءة والكتابة. أضف الى ذلك ان صاحب كتاب"الأدب في خطر"أطلق صرخة خوفاً على مجتمع ينبذ القراءة. وتضمنت الحلقة، إضافة إلى مناقشة ما ورد في الكتاب من آراء متعلقة بالأدب وبكيفية تدريسه، مقابلة مع عبد الكبير الشرقاوي مترجم كتاب تزيفتان تودورف إلى اللغة العربية. وتناول الحوار أهمية الترجمة ودورها في تقريب الأفكار، وجعلها تنتقل من بلد إلى آخر، خصوصاً أن المشاكل الثقافية بالمفهوم العام لكلمة الثقافة، تكاد تكون متشابهة في كل أنحاء العالم، كما تمت الإشارة إلى جودة الترجمة المنجزة. وفي فقرة"أقلام في الذاكرة"كرّمت هذه الحلقة المفكر التربوي الراحل أحمد السطاتي قبل ان ينتقل مقدم البرنامج إلى الحديث في الفقرة الخاصة بپ"مهن الكتاب"عن الترجمة وأهميتها في إيجاد حوار ثقافي منفتح عن الآخر، وإغناء الهوية الثقافية، مستضيفاً مجموعة من المهتمين من أساتذة وباحثين وطلبة وناشرين فاسحاً لهم المجال للحديث حول هذه المسألة.