ما كاد حبر التطمينات أن يجف على صفحات الصحف في شأن النشاط الزلزالي في منطقة صريفا ? قضاء صور، حتى سجل المركز الوطني للجيوفيزياء - بحنس التابع للمجلس الوطني للبحوث العلمية هزة أرضية جديدة في السابعة والدقيقة 25 صباح أمس، بقوة 3.1 درجة على مقياس ريختر. وحدد المركز موقع الهزة في شمال نهر الليطاني قرب بلدة قعقعية الجسر. وشعر أهالي بلدة صريفا الذين ما زالوا ينصبون الخيم في العراء بالهزة مصحوبة بصوت قوي، ما سبب هلعاً بينهم. وهذه الهزة، بحسب الإحصاء المعلن للمركز الوطني، هي ال802 منذ شباط فبراير الماضي. وأجرى رئيس بلدية صريفا علي عيد اتصالات بالوحدة الإيطالية"لشق طريق من البلدة تصل الى النهر لنصب خيم هناك يقيم فيها الأهالي بعد إصرارهم على ترك منازلهم وخوفهم من البقاء فيها بعد تعرضها لتشققات جراء الهزات الماضية، متحدثاً عن شيء غريب يحصل في البلدة، وعن أحداث غير طبيعية في اسفل الأرض يسمعها اكثر من مواطن". ودعا الى"ضرورة إنشاء مركز او مكتب للأبحاث الجيولوجية في صريفا لتحديد اي حادث ودراسة طبيعة الأرض والوقوف مع أهالي البلدة ليشعروا بما يشعرون به". وأشار الى ان رئيس الهيئة العليا للإغاثة اللواء يحيى رعد أبلغه"إنجاز ملفات التصدع التي خلفتها الهزات السابقة، التي سيصار الى دفع التعويضات للأهالي بموجبها، وانه يتابع الموضوع مع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، إضافة الى الإسراع في دفع الدفعة الثانية لمتضرري حرب تموز يوليو في البلدة". يجدر التشديد على بعض المعطيات العلمية الأساسية. إذ لا رابط علمياً بين الهزّات الأرضية والزلازل. ولا سند علمياً للقول أن تكرار الهزّات الأرضية في منطقة معينة، يعتبر"مقدمة"لإصابتها بزلزال، ضمن مدّة زمنية مُحدّدة. لو كانت الهزّات مؤشراً للزلازل، لتوجب على أهالي الجزر اليابانية هجرتها لأن أراضيها لا تتوقف عن الاهتزاز! ولو كان التنبؤ بالزلازل مُمكناً لسوى بضع دقائق، لوفرت دول كبرى مثل الولاياتالمتحدة واليابان أموالاً هائلة وخسائر طائلة في الأرواح، لأنها ضربت بالزلازل مراراً وتكراراً، ولا تزال معرضة لها.