في وقت تواصلت حملة الاعتقالات التي تشنها حركة "حماس" في صفوف أنصار حركة "فتح" في قطاع غزة ليصل عدد المعتقلين إلى بضع مئات، اعتقلت السلطة الفلسطينية أكثر من 50 من أعضاء"حماس"وأنصارها في الضفة، بينهم أعضاء مجالس بلدية وأئمة ومحاضرون جامعيون. وتركزت الاعتقالات في مدينة نابلس، وهي أحد ابرز معاقل"حماس"في الضفة. وقالت مصادر في الحركة إن السلطة اعتقلت 54 من أنصارها في المدينة. وشملت الحملة أيضاً ناشطين في مدن طولكرم وقلقيلية وجنين ورام الله. وبين أبرز المعتقلين القائم بأعمال بلدية نابلس الدكتور حافظ شاهين واستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الدكتور عبدالستار قاسم، على رغم أن الأخير ليس عضواً في"حماس"لكنه معروف بمواقفه المناهضة ل"فتح"والسلطة. وفي غزة، نقلت وكالة"فرانس برس"عن مسؤول في"فتح"ومصادر حقوقية أن عدد المعتقلين وصل إلى بضع مئات منذ الجمعة. وقال المسؤول الذي رفض كشف اسمه إن"حملة الاعتقالات ضد أبناء الحركة من قبل أجهزة الأمن التابعة لحماس استمرت ليل الأحد - الاثنين وطالت العشرات، ليصل عدد المعتقلين من أبناء فتح لدى حماس إلى المئات منذ مساء الجمعة". وأضاف أن"المداهمات والاقتحامات للمؤسسات التابعة والقريبة من فتح مستمرة، وكان آخرها اغلاق المكتب الإعلامي للحركة في غزة ومصادرة محتوياته كافة". وأشارت مصادر حقوقية في غزة إلى أن"الاعتقالات مستمرة على مدار الساعة، وطلبنا من الحكومة المقالة زيارة مراكز الاعتقال، لكن لم يسمح لنا حتى الآن بزيارة هذه المراكز". وأكدت أن"عدد المعتقلين يقدر بالمئات". واتهمت"فتح"في بيان لها"ميليشيا القسام في غزة بمحاصرة منزل عائلة القيادي في فتح سمير المشهراوي بعد منتصف الليل في حي التفاح ومطالبة الرجال والنساء والأطفال إخلاء المنزل ... وتم إغلاق المنزل بالكامل بواسطة لحام الأوكسجين بعدما أخلته من ساكنيه بالقوة". وأوضحت أنه تم إغلاق"منزلين آخرين أيضاً في غزة لنشطاء في حركة فتح". إلى ذلك، أعلنت مصادر صحافية أن شرطة الحكومة المقالة برئاسة إسماعيل هنية صادرت أمس الصحف الفلسطينية اليومية الثلاث التي تصدر في رام اللهوالقدس قرب معبر ايريز في شمال قطاع غزة. وقال مدير مكتب صحيفة"الايام"المستقلة في قطاع غزة سامي القشاوي لوكالة"فرانس برس":"فوجئنا بقيام الشرطة التابعة للحكومة المقالة بمصادرة صحيفة الأيام والصحف الفلسطينية الإخرى من دون إبداء أي أسباب". وأوضح أحد موزعي الصحف رافضاً كشف اسمه أن"الشرطة التابعة للحكومة المقالة أوقفتنا عند حاجز تابع لها قرب معبر ايريز شمال قطاع غزة وطلبت منا إنزال الصحف، وأبلغتنا بأن هذه الصحف الثلاث، وهي الأيام والحياة الجديدة القريبة من السلطة الفلسطينية الصادرة من رام الله وصحيفة القدس المستقلة الصادرة في القدس مصادرة بأمر من وزارة الداخلية المقالة". وطالبت"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"في بيان"بالإفراج الفوري عن الصحف والمجلات المحتجزة كافة، والسماح لها بالوصول إلى أيدي القراء، والكف الفوري عن اتخاذ أي إجراءات مشابهة تمس بحرية الصحافة أو الحريات العامة للأفراد كما تنص عليه القوانين المرعية والأعراف الوطنية الفلسطينية". وأظهر تقرير أعدته منظمة حقوقية أن حكومة"حماس"في غزة والسلطة الفلسطينية في الضفة يمارسان التعذيب والاعتقال التعسفي منذ سيطرة"حماس"على القطاع بالقوة المسلحة في حزيران يونيو 2007. وقال التقرير الذي أعدته مؤسسة"الحق"وأعلنت نتائجة أمس في مؤتمر صحافي في رام الله إن أكثر من ألفي فلسطيني اعتقلوا منذ ذلك التاريخ في القطاع والضفة وتعرضوا للتعذيب. وقال مدير المؤسسة شعوان جبارين إن ثلاثة معتقلين توفوا في سجون الحكومة المقالة في غزة جراء التعذيب، وسجيناً واحداً توفي في سجون السلطة في الضفة جراء التعذيب أيضاً. وبيّن التقرير أن أجهزة عسكرية مارست الاعتقال والتوقيف والتعذيب خارج القانون مثل"كتائب القسام"والقوة التنفيذية في غزة، وجهاز أمن ال17 والأمن الوقائي والاستخبارات العسكرية في الضفة. وقدم التقرير شهادات عن عمليات إعدام خارج القانون من قبل مسلحي"حماس"بينها إعدام شاب اتهمته"كتائب القسام"بقتل أحد عناصرها في وقت سابق. وقال إن عناصر من الكتائب أوقفت الشاب عنتر البيومي في السادس عشر من حزيران يونيو 2007 وأعدمته أمام منزله. وأورد التقرير شهادات عن أعمال تعذيب واسعة جرت في سجون السلطة أيضاً، خصوصاً في مراكز الاستخبارات والأمن الوقائي. وحمّل السياسيين في الجانين المسؤولية، مشيراً إلى أنهم"يغضون الطرف عن عمليات التعذيب".