تزايدت المخاوف من تصاعد المواجهات بين حركتي التحرير الفلسطيني (فتح) والمقاومة الإسلامية (حماس) في الضفة الغربية بعد الأحداث الأخيرة في قلقيلية التي راح ضحيتها عشرة قتلى جراء ملاحقة السلطة لكوادر كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس. وعبرت مصادر بالسلطة الفلسطينية عن خشيتها من (أن تعمد حماس إلى نقل المواجهات المسلحة التي وقعت الأسبوع الماضي في قلقيلية بشمال الضفة إلى الجنوب وتحديدا في مدينة الخليل) التي تعتبر أحد معاقل كتائب القسام. وقالت هذه المصادر إن لدى الأجهزة الأمنية معلومات مؤكدة بأن حماس تسعى للقيام بانقلاب في الضفة الغربية أو على الأقل إثارة القلاقل والانفلات الأمني. من جانبها نقلت صحيفة (يديعوت أحرنوت) الإسرائيلية عن مسؤول أمني فلسطيني أن الأيام الماضية شهدت اتصالات مع وجهاء العائلات في الخليل من أجل التأكيد عليهم بعدم التدخل في حالة وقوع مواجهات، وإبقاء الأمور تحت السيطرة). وكانت الساعات الماضية قد شهدت تصاعدا في تبادل الاتهامات بين فتح وحماس، حيث اتهمت فتح أجهزة أمن حماس في قطاع غزة باعتقال العشرات من كوادرها بعد حملة مداهمات لمنازلهم. ونقلت وكالة رويترز عن فهمي الزعارير المتحدث باسم فتح أن حماس اعتقلت 150 شخصا ولديها قوائم بأسماء مئات آخرين تريد اعتقالهم، مضيفا أن الحركة حولت العديد من المدارس إلى مراكز اعتقال بعد انتهاء العام الدراسي. في المقابل قالت وزارة الداخلية في الحكومة الفلسطينية المقالة التي تديرها حماس إن أجهزتها الأمنية اعتقلت أخيرا بعض الأشخاص الذين (كلفتهم حكومة سلام فياض في رام الله بجمع معلومات عن قيادات سياسية وبيوت مقاومين وإرسالها لرام الله لنقلها بعد ذلك لتل أبيب). من جانبه دعا رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني بالإنابة أحمد بحر إلى محاكمة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (لمشاركته في حصار الشعب الفلسطيني وتدمير مشروعه الوطني من خلال سعيه للقضاء على المقاومة وتطبيقه لخارطة الطريق ومواصلة التنسيق الأمني مع الاحتلال). ونقلت وكالة قدس برس هذه الدعوة التي جاءت أمام الآلاف من النساء الفلسطينيات اللاتي شاركن السبت في مسيرة نظمتها حماس في غزة تنديدًا بما حصل في قلقيلية، حيث طالبت الحركة الإسلامية النسائية باتخاذ موقف حاسم وإعادة النظر في المشاركة في الحوار الفلسطيني. واعتبرت وكالة رويترز أن هذه التطورات تؤكد تصاعد التوترات داخل المجتمع الفلسطيني مشيرة إلى أن حماس نشرت (قائمة مطلوبين) من قادة الأمن تتهمهم بشن حملة صارمة على أعضائها ودعا أحد خطباء الحركة في غزة إلى انتفاضة في الضفة الغربية ضد رجال عباس. كما أشارت الوكالة إلى إصدار شخصيات فلسطينية بارزة نداء مشتركا لإنهاء إراقة الدماء والاشتراك في محادثات المصالحة التي يتوقع أن تستأنف في العاصمة المصرية القاهرة مطلع الشهر المقبل. وعن تأثير أحداث قلقيلية على استئناف الحوار قال نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لحركة فتح السبت إنه يتفهم خطورة هذه الأحداث لكنه أكد أن الوحدة هي الخلاص للانقسام الفلسطيني الواقع حاليا (وإن لم تتحقق الوحدة الفلسطينية فستحدث هناك 100 قلقيلية). وأشار شعث إلى أن وفدا من فتح سيبحث مع المسؤولين المصريين مستجدات الأوضاع الفلسطينية عقب الاشتباكات الأخيرة بالضفة الغربية، وذلك ضمن محاولة لإنقاذ الحوار من الفشل.