نفذ انتحاري يرجح انه من عناصر تنظيم "القاعدة في بلاد اليمن" هجوماً بسيارة مفخخة امس، استهدف معسكراً تابعاً لقوات الامن المركزي اليمنية في مدينة سيئون، عاصمة محافظة حضرموت شرق البلاد، أسفر عن مقتل جندي وجرح 11 آخرين، بينهم ضابط، اضافة الى ستة مدنيين من سكان المباني المجاورة، في عملية أثارت قلق مختلف الأوساط اليمنية من تجدد المواجهات العنيفة بين السلطات اليمنية والتنظيم الارهابي. وأوضحت مصادر متطابقة في سيئون ل"الحياة"ان المعسكر المستهدف يقع في منطقة القرن على بعد حوالى كيلومترين شرق المدينة، وقتل فيه ايضاً الانتحاري الذي اقتحم بوابة المبنى بسيارته عند السادسة صباحاً بالتوقيت المحلي. وأضافت المصادر ان الانفجار الحق اضراراً بالعديد من المنازل القريبة من الموقع الذي هرعت اليه على الفور قوات أمنية كثيفة. وقالت ان المئات من السكان الذين اصيبوا بالهلع نظموا تظاهرة، بعيد الحادث، طالبوا فيها بنقل المواقع العسكرية والأمنية الى مناطق بعيدة من الأحياء والتجمعات السكنية، مذكرين بحادث الانفجار في مخزن ذخائر تابع للجيش في المنطقة نفسها قبل حوالى عامين واسفر عن اضرار في منازل عدة وأثار الرعب بين سكان المنطقة، كما طالب المتظاهرون بتعويضعات عادلة لما لحق بهم من خسائر. وباشرت أجهزة الأمن في المحافظة التحقيق في الاعتداء وملاحقة عناصر يشتبه بتورطها في تنفيذه، في ضوء تهديدات تنظيم"القاعدة"منذ العام الماضي باستهداف مصالح حكومية وأجنبية انتقاماً من استمرار السلطات في اعتقال عناصر تابعين له وتعبيراً عن رفضه للتعاون بين الحكومة اليمنية والولايات المتحدة في مكافحة"الإرهاب". وقالت مصادر امنية انه تم التعرف الى هوية منفذ الهجوم الذي قالت انه"ينتمي الى عناصر متطرفة"، وهو تعبير يشير عادة الى"القاعدة". يذكر ان وحدة مكافحة الارهاب التابعة لقوات الامن المركزي تمكنت الشهر الماضي من اعتقال احد قادة التنظيم الارهابي واربعة من مرافقيه في منطقة حضرموت، كما ان معسكرها نفسه تعرض قبل اسابيع لهجوم بالقنابل لم يسفر عن اصابات. وتعرض عدد من المواقع الامنية خلال السنة الحالية لهجمات ارهابية، وخصوصا في محافظة مأرب، حيث قتل عدد من الجنود قبل شهور في انفجار عبوة ناسفة باحدى دورياتهمه، فيما استهدفت عملية انتحارية قافلة للسياح الاسبان في المدينة الاثرية العام الماضي سقط ضحيتها عدد من القتلى والجرحى.