أكد تقرير ل "بيت الاستثمار العالمي" جلوبل ومقره الكويت، ان تجارة الملابس الجاهزة بالتجزئة في السعودية أصبحت أحد القطاعات ذات معدلات النمو العالية في المنطقة العربية، خصوصاً في ما يتعلق بقطاعي ملابس النساء والأطفال. ووفقاً للتقرير، سجلت سوق الملابس في السعودية نمواً متسارعاً خلال السنوات الأخيرة مع تنامي وعي المستهلكين باتجاهات الأزياء، ويُعزى نمو السوق أساساً إلى ارتفاع نسبة الشباب من مجموع السكان، وزيادة القوة الشرائية لدى السعوديين. وعرضت"كوليرز إنترناشيونال"العالمية للملابس الجاهزة مساحة تبلغ 2.5 مليون متر مربع لتأجيرها ضمن مجمعات تسوق في الرياض، مقارنة بپ1.1 مليون متر مربع في جدة و1.7 مليون متر مربع في دبي، أواخر عام 2007. ولفت التقرير إلى ان سوق الملابس في السعودية تضم منتجات متنوعة يحمل بعضها، علامات تجارية عالمية، ويُستورد معظم الملابس التي لا تحمل علامات تجارية عالمية من بلدان آسيوية. لكن مع بلوغ السوق مرحلة معينة من التطور والنضوج، نشأ طلب متزايد على الملابس التي تحمل علامات تجارية عالمية راقية تباع في سلسلة محلات تحمل هذه العلامات، أصبحت تمثّل ما بين 25 و30 في المئة من إجمالي مبيعات الملابس الجاهزة. وهذه النسبة في ارتفاع متواصل، بحسب ما يتضح من تزايد أعداد محلات بيع التجزئة وعدد المجمعات والمعارض التي تبيع ملابس من علامات تجارية عالمية. وازدادت حصة قطاع الملابس الجاهزة التي تحمل علامات تجارية عالمية معروفة في السوق بشكل واضح على مدى السنوات العشر الماضية، بسبب تغير أذواق المستهلكين وزيادة الوعي والإطلاع على أحدث الأزياء العالمية، وفقاً لپ"جلوبل". وأصبح المستهلك أكثر ولاءً لعلامات تجارية معينة، ويطلب خدمة ذات مستوى رفيع من الجودة ويصر على الحصول على قيمة حقيقية لما يدفعه من أموال في مقابل السلع والخدمات. لذلك راح يبحث عن مجموعات المنتجات الجديدة التي تحمل العلامات التجارية المفضلة لديه. وتعتمد سوق الملابس في المملكة إلى حد كبير على الاستيراد، خصوصاً في ما يتعلق بالأقمشة والملحقات والملابس الغربية الجاهزة التي تستورد من كل أنحاء العالم، بحسب مستوى السعر ودرجة الجودة، وفقاً للتقرير الذي لفت إلى تمييز ملحوظ بين الأنواع الراقية والأصناف المتدنية السعر والجودة. وتنتمي الملابس الأميركية والأوروبية عموماً إلى الفئة الأرقى والأفضل والتي يحرص على شرائها أفراد الطبقة العليا في المجتمع السعودي. من جانب آخر هناك الملابس القياسية العادية التي تُستورد من البلدان الآسيوية، خصوصاً الصين، وتتميز بانخفاض أسعارها وجودتها، ويقبل عليها أصحاب المداخيل الأدنى في المجتمع، وهم الأكثر عدداً في السعودية. وهناك أيضاً المنتجون السعوديون للملابس، لكن نشاطهم يقتصر على توريد الملابس العسكرية والعباءات التقليدية. وتراوح مستويات محلات بيع الملابس الجاهزة بالتجزئة في السعودية ما بين المتاجر المتخصصة التي تعرض الأزياء الراقية وإبداعات المصممين العالميين الأكثر أناقة وشهرة، من جهة، والمحلات الشعبية من جهة أخرى. وتُعتبر الرياض السوق الأكبر للملابس الجاهزة السعودية وتبلغ حصتها 40 في المئة من حجم السوق، تليها جدة 30 في المئة ثم الدمام/الخبر 20 في المئة. وأشار التقرير الى أن تنامي حضور الملابس ذات العلامات التجارية العالمية الشهيرة في هذه المدن الرئيسة، أدى إلى تزايد حجم قطاع الملابس الراقية. وتحتل الرياض المكانة الأولى في هذا القطاع بسبب تركز المستهلكين ذوي الملاءة المالية الأكبر في هذه المدينة. وبالنسبة إلى النوعية المتوسطة، تُعتبر جدة المركز الأكبر بسبب العدد الكبير من الحجاج الذين تستقبلهم أثناء موسمي الحج والعمرة.