قال السفير المصري السابق في إسرائيل محمد بسيوني ل "الحياة" إن صفقة تبادل الأسرى التي عقدتها إسرائيل مع"حزب الله"عطلت"المحادثات المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس في شأن تبادل الأسرى والتي كان يفترض أن تجرى في القاهرة الأسبوع الماضي برعاية مصرية". ورأى بسيوني أن إطلاق عميد الأسرى في السجون الإسرائيلية اللبناني سمير القنطار، ألقى بظلاله على صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل و"حماس"من نواحٍ عدة، مشيرا إلى أن"هناك حالة عدم رضا وغضب إسرائيلي بسبب هذه الصفقة، فالشارع الإسرائيلي يعتبر القنطار قاتلا، ورغم ذلك أطلق في مقابل جثمانين لجنديين أسيرين قامت من أجلهما إسرائيل بحرب تموز يوليو 2006 التي خسرت خلالها 179 جنديا قتيلا، ولم تتمكن من تحريرهما... فكيف يمكن لإسرائيل الآن أن تبدي أي مرونة ممكنة من أجل حلحلة ملف الأسرى مع حماس؟". وأوضح أن الأجواء غير مناسبة، وهناك رد فعل عنيف ضد الحكومة الإسرائيلية التي تسعى بدورها من خلال ما تصدره من تصريحات، إلى امتصاص هذه النغمة في الشارع الإسرائيلي، لافتا إلى إعلان جهاز الاستخبارات الاسرائيلي الخارجي موساد أن القنطار"أصبح مستهدفا مثله مثل الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله". وأضاف بسيوني أن"صفقة حزب الله جعلت حماس من جانب آخر تتشدد في مطالبها، فهي غير مستعدة لإبداء أي تنازل، وتتمسك بالإفراج عن ال450 اسما التي أدرجتها في قائمتها"، مشيرا إلى اتصالات مستمرة لا تنقطع تجريها مصر مع الطرفين الإسرائيلي و"حماس". وكشف بسيوني أن مصر أرجأت دعوة الجانبين إلى مفاوضات غير مباشرة إلى حين تمهيد الساحة الإسرائيلية لإجراء هذه الصفقة. ونفى أن يكون مسؤول الأسرى في الجانب الإسرائيلي عوفر ديكل أبلغ رئيس الاستخبارات عمر سليمان في زيارته الأخيرة لمصر الخميس الماضي استعداد بلاده لإطلاق القيادي في حركة"فتح"مروان برغوثي أو الأمين العام ل"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"أحمد سعدات. من جانبها، أوضحت مصادر مصرية مطلعة ل"الحياة"أن ديكل في جميع محادثاته مع المصريين يسعى دائما إلى"تقليل الثمن الذي يمكن أن تدفعه إسرائيل في مقابل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي الاسير في غزة غلعاد شاليت"، مشيرة إلى أن"ديكل طلب أن تكون قائمة أسماء حماس 1000، وان تختار اسرائيل ال450 اسما". ورأت المصادر أن"الأمور تزداد تعقيدا الآن، وهناك صعوبة في عقد الصفقة"، مشيرة إلى أن"حماس الآن أصبح موقفها أكثر صلابة وهي تعارض إتمام الصفقة من دون تلبية كل شروطها المتعلقة بالأسماء ال450 المدرجة في قائمتها، ولا تطرح بديلا آخر". رغم ذلك، توقعت المصادر إنجاز صفقة تبادل الأسرى قبيل مغادرة رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت لموقعه، أو كحد أدنى تهيئة الأجواء لذلك، موضحة أن أولمرت وعد اسرة شاليت بأنه سيبذل أقصى جهده لإطلاقه، وقالت:"إن المحيطين بأولمرت والمؤثرين في الحكومة الإسرائيلية تربطهم علاقات طيبة بوالد شاليت". وعما تردد عن وساطات وأدوار أوروبية في الصفقة، قالت المصادر:"مصر لا تعارض أي جهد يبذل في هذا الصدد، لكن الجانبين، إسرائيل وحماس، يتمسكان بالدور المصري، وأي دور آخر هو مساند وغير أساسي"، مشيرة إلى أن موقع مصر بحكم الجغرافيا يؤكد استحالة تهميش مصر ويبرهن على مدى أهمية وفاعلية دورها.