استهلت المحاكمة الأولى لجرائم الحرب في قاعدة غوانتانامو العسكرية الأميركية أمس، وانعقد المجلس العسكري برئاسة القاضي كيث ألريد للنظر في الاتهامات الموجهة إلى اليمني سالم حمدان، السائق السابق لزعيم تنظيم"القاعدة"أسامة بن لادن، بالتآمر وتقديم دعم مادي إلى إرهابيين، والتي يمكن أن تدينه بالسجن مدى الحياة. وقال القاضي ألريد بعدما أدى ضباط أميركيون يشكلون هيئة المحلفين قسم اليمين:"المجلس العسكري بات منعقداً"، علماً أن هذا المجلس الذي التأم بعد سبع سنوات من اعتداءات 11 أيلول سبتمبر 2001 وست سنوات ونصف السنة من فتح معتقل غوانتانامو لسجن مشبوهين بالانتماء إلى"القاعدة"أو حركة"طالبان"، يعتبر الأول منذ الحرب العالمية الثانية. ويؤكد الادعاء أن حمدان قريب من الدائرة الصغيرة لبن لادن، وتوجه إلى ميدان المعركة وفي حوزته صاروخان أرض جو لدى اعتقاله في أفغانستان في تشرين الثاني نوفمبر 2001، فيما ينفي محامو حمدان انضمام موكلهم إلى"القاعدة"، ويصرون على أنه مجرد سائق وميكانيكي عمل لدى بن لادن لأنه احتاج لتقاضي اجر شهري قدره 200 دولار. وكشف هؤلاء وثائق أشارت إلى أن حمدان حرم من النوم، وان حراسه أيقظوه كل ساعة مدة خمسين يوماً عام 2003، فيما شكا حمدان خلال جلسة تمهيدية عقدت هذا الأسبوع من العزلة التامة خلال سجنه، ومن تعرضه للإذلال على يدي امرأة خلال استجوابه. ويتوقع أن تستمر محاكمة حمدان ثلاثة أسابيع، وهو يريد استدعاء خالد الشيخ الذي تعتقد الولاياتالمتحدة بأنه العقل المدبر لاعتداءات 11 أيلول، إضافة إلى مشبوهين بارزين آخرين من القاعدة للإدلاء بشهاداتهم في القضية. وإذا سمح لخالد الشيخ بأن يدلي بشهادته سيتعين نقل مقر المحكمة موقتاً من تلة مطلة على خليج غوانتانامو إلى محكمة تتوافر فيها إجراءات أمنية صارمة تمنع عمليات التجسس.