قال مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى إن إسرائيل لم تلتزم عدم المس بالأمين العام لپ"حزب الله" حسن نصر الله في إطار صفقة تبادل الأسرى، ونصح نصر الله بپ"البقاء في ملجئه وعدم التجول خارجه". ونقلت صحيفة"هآرتس"عن المصدر الإسرائيلي نفسه قوله، بعد ظهور نصر الله في مهرجان استقبال الأسرى اللبنانيين المحررين أول من أمس في ضاحية بيروت الجنوبية، إن"في إطار صفقة تبادل الأسرى مع"حزب الله"لم تتعهد إسرائيل بتاتاً عدم المس بنصر الله، ولا أنصحه بتاتاً بالاستمرار في التجول خارج الملجأ لأن هذا قد يشكل خطراً عليه". وهدد مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى باغتيال الأسير المحرر سمير القنطار بعد أقل من 24 ساعة على تحريره من سجنه المؤبد في اسرائيل. ونقل المراسل السياسي لصحيفة"يديعوت أحرونوت"شمعون شيفر عن المسؤول المذكور نفسه قوله إن"سمير القنطار تحول إلى محكوم عليه بالإعدام، وإسرائيل ستصل إليه وستصفيه، وأجهزة المخابرات الإسرائيلية لن يهدأ لها بال حتى يتم اغتيال القنطار". وأضاف:"بعد خروجه القنطار من السجن لم يعد لدينا أي التزام تجاه القنطار القاتل الحقير الذي لم يستنفذ الحساب معه حتى النهاية". ونقل شيفر عمن وصفهم بأنهم"شركاء في سر هذا التصريح"قولهم إنهم ينصحون القنطار بعدم الإكثار من الخروج والظهور في العلن"لأنه بالنسبة الى أشخاص على شاكلته ليس صحياً البتة التجول في وضح النهار". وتزامنت التهديدات الاسرائيلية مع تشييع الأسيرين الاسرائيليين اللذين سلمهما"حزب الله"الى اسرائيل قتيلين في إطار صفقة التبادل، وعمت مشاعر حزن بالغ على الآلاف الذين شاركوا في جنازة كل من ايهود غولدفاسر 32 سنة والداد ريغيف الذي دفن في مقبرة الجيش في حيفا، ونقل التلفزيون الإسرائيلي الجنازتين على الهواء مباشرة. وحمل جنود من وحدة"غولاني"للعمليات الخاصة التي كان ينتمي اليها غولدفاسر، نعشه الملفوف بالعلم الإسرائيلي وسط صمت مطبق حتى مثواه الأخير وتبعتهم أرملته كارنيت، وحاخام في الجيش كان يتلو الصلوات. ومن بين المشيعين وزير الدفاع إيهود باراك. وقال باراك:"أردنا ان نرحب بك مرة اخرى مع رفيقك الداد ريغيف... أردنا ان نحضنك ونراك وأنت تبتسم. ولكن دموعنا هي التي ترافقك اليوم, وقلوبنا حزينة". وأعاد باراك تأكيد التزام اسرائيل بأن تفعل"كل ما بوسعها"لإعادة أي جندي"يسقط في أيدي الأعداء". وقال:"ان اسرائيل دفعت ثمناً فادحاً بإفراجها عن خمسة نشطاء شاركوا في هجمات قاتلة ضد إسرائيليين مقابل جثتين أعيدا في نعشين أسودين". وشاركت أيضاً في الجنازة عائلة الجندي جلعاد شاليط المحتجز لدى حركة المقاومة الإسلامية حماس في قطاع غزة منذ أواخر حزيران يونيو 2006، فضلاً عن عدد من النواب بينهم زعيم المعارضة اليمينية ليكود بنيامين نتانياهو. وذكرت تقارير الصحف الاسرائيلية أمس، ان الجيش يعتقد ان الجنديين قتلا في كمين تعرضت فيه عربتهما الى نيران عناصر"حزب الله". ونقلت الصحف عن تقرير أعده أطباء شرعيون في الجيش الإسرائيلي ونشر أمس، ان الجنديين توفيا في اليوم الذي خطفا فيه وان الفحص الذي أجراه فريق خاص يضم اطباء عسكريين تحت إشراف حاخامية الجيش اظهر ان غولدفاسر قتل فوراً في صاروخ"آر بي جي"أصاب آلية"هامر"التي كان فيها. وأظهر كذلك ان رفيقه ريغيف أصيب أيضاً بهذه القذيفة الصاروخية قبل ان يصاب بجروح خطرة في الرأس جراء رصاصة ربما عندما حاول الفرار ما تسبب على الأرجح بمقتله. وواجه الأطباء صعوبات كبيرة في القيام بالفحص لأن الجثتين لم تحفظا في برادات وكانتا في حال تحلل متقدمة على ما ذكرت الصحف. وأكدت المصادر ذاتها ان الجثتين لم يمثل بهما وتم التحقق من هويتهما بفضل صور عن أسنانهما. وعثر على المحفظة التابعة لغولدفاسر في أحد النعشين.