مع اقتراب الموعد المحدد لإبرام الاتفاق الاميركي - العراقي، نهاية الشهر الجاري، أصبح واضحاً لدى المفاوضين العراقيين والأميركيين أن الأمر محصور ب"مذكرة تفاهم قصيرة الأمد"، على ان تجري مفاوضات مع الادارة الاميركية التي ستخلف ادارة الرئيس جورج بوش لإبرام اتفاق استراتيجي، على ما قال ل"الحياة" مصدر سياسي عراقي. وأكد المصدر ان الجانبين الأميركي والعراقي اتفقا على ابرام"مذكرة تفاهم قصيرة الأمد، توفر حاجات العراق الأمنية وتمنح القوات الأميركية غطاء قانونياً، على ان تبحث صيغة اتفاق طويل الأمد مع الإدارة الأميركية المقبلة". الى ذلك، أبلغ الناطق باسم الجيش الأميركي الأميرال باتريك درسكول"الحياة"، ان المفاوضات مستمرة. وان الجانب العراقي"يصر على مسألتين: عدم انشاء قواعد عسكرية أميركية ثابتة وجدولة انسحاب هذه القوات، وعدم استخدام الأراضي العراقية منطلقاً للاعتداء على دول الجوار". من جهة أخرى أكد القيادي في"الائتلاف"الشيعي علي العلاق ان مساعي تجري لإبرام مذكرة تفاهم لتنظيم وجود القوات الأميركية وفق سقف زمني محدد، على أن"تنسق مع القوات العراقية في حركتها وتنقلاتها وعملياتها من خلال غرفة عمليات مشتركة". أما زعيم كتلة"التضامن"في البرلمان قاسم داود، وهو عضو في المجلس السياسي للأمن الوطني فقال ل"الحياة"ان"المفاوضات مع واشنطن ايجابية وبناءة وغالبية الكتل السياسية بدأت تغير مواقفها المعارضة". ولفت الى ان"المتفاوضين يناقشون في الوقت الحاضر تحديد الجداول الزمنية لانسحاب القوات الاميركية، وإشراف الحكومة على عمل هذه القوات". إلا انه عبر عن مخاوفه من طبيعة"مذكرة التفاهم التي لا تحمل إلزاماً كافياً قياساً الى الاتفاق فقد يتخلى الجانب الأميركي عنها في أي لحظة". وعلى رغم تسلم القوات العراقية الملف الأمني في مدينة الديوانية، وتأكيد العراقيين والأميركيين تراجع أعمال العنف، نقلت وكالة"أسوشييتد برس"عن مصدر في الشرطة العراقية قوله إن سيارة مفخخة انفجرت مساء أمس في سوق شعبية مزدحمة في تلعفر، وأسفر انفجارها عن مقتل 12 عراقياً، على الأقل، وجرح العشرات. وفي مؤشر جديد الى عدم الاستقرار في الموصل، على رغم العملية الأمنية الواسعة التي شنتها القوات العراقية والأميركية ضد تنظيم"القاعدة"، أدى انفجار سيارة مفخخة الى مقتل عراقييْن. وفي واشنطن، قال رئيس هيئة الاركان المشتركة الاميركية الاميرال مايك مولن انه يتوقع التوصية باجراء تخفيضات جديدة لقوات بلاده في العراق في وقت مبكر في الخريف، اذا استمر الانخفاض الحاد في مستويات العنف في البلاد. وقال مولن للصحفيين انه سعيد بنطاق المكاسب الامنية التي شهدها خلال زيارة للعراق، سواء في منطقة مدينة الصدر في بغداد أو في مدينة الموصل في شمال البلاد. واضاف مولن، في ايجاز صحفي في وزارة الدفاع الامريكية مع وزير الدفاع روبرت غيتس"لن أذهب الى حد قول ان التقدم في العراق وصل من المنظور العسكري الى نقطة تحول او بات راسخا لا يمكن محوه. لم يصل الى هذا الحد".