خيّم حادث احتراق منزل الموسيقي المصري محمد الموجي أواخر الشهر الماضي، على الاحتفال بذكراه التي تزامنت مع الحادث المؤسف، إذ ظهر نجله الملحن الموجي الصغير عبر وسائل الإعلام متحدثاً عن تفاصيل احتراق المنزل وكيفية نجاته وإحدى أخواته منه، معبراً عن اندهاشه تجاه ذلك الحادث المأسوي الذي أتى على"كل ما ترك الموجي من ذكريات"، كما قال. وسألت"الحياة"الموجي الصغير عن ذلك الحادث، فقال إنه كان يستعد للاحتفال بذكرى والده من طريق كشف ألحان مسجلة على شرائط كاسيت ولم تر النور بعد، إلا أن الحريق سبقه ليحول كل شيء إلى رماد، بدءاً من ملابس الموجي وصوره التذكارية وحتى عوده الخاص، إضافة إلى 50 لحناً جديداً. ويضيف الموجي:"شعرت بأن والدي مات من جديد عندما احترق العود الذي كان يعزف عليه في حضور عبد الحليم حافظ وأم كلثوم وفايزة أحمد. ولطالما ناشدت فاروق حسني وزير الثقافة المصري إقامة متحف يضم مقتنيات والدي وتسجيلاته وجوائزه، إلا أن أحداً لم يستجب حتى وقع الحادث الذي لن تصلح معه أي محاولات للإنقاذ بعد استمرار الحريق أكثر من أربع ساعات بسبب تأخر قوى الإطفاء". وحول ما إذا كان يتهم أحداً بتدبير هذا الحادث، قال الموجي الصغير إنه غير متأكد من أي شيء ولا يشكّك في أحد معين، إلا أن هناك"احتمالاً ضعيفاً"في تورط صاحب المبنى الذي يضم المنزل"رغبة منه في إخراجنا مضطرين". وصرح الموجي الإبن بأنه عثر على حوالى عشرة ألحان كان والده محتفظاً بها في مكتبه، مشيراً إلى أنه عرضها على أنغام ومحمد منير ومحمد الحلو وأصالة ليغنوها. وعن علاقته بوالده وكيفية تعلمه من فنه، روى أن"حياة والده كانت بسيطة وهادئة جداً، إذ لم يكن العود يفارقه ويظل طوال الوقت يدندن بألحان جديدة، بينما لا يخلو ليله من جلسات العمل التي كانت تضم كبار الشعراء والمطربين المصريين في عصره، من جيل ثورة تموز يوليو الى جيل الشباب الذين وقف بجوارهم في بداياتهم أمثال سميرة سعيد وهاني شاكر وأصالة". وعن اختفائه عن الساحة الفنية حالياً، قال الموجي الصغير:"هذا العصر لا يلائمني، فأنا لا أجيد التعامل مع آليات السوق وثقافة الاحتكار التي تفرض على الفنان تقديم مستوى معين من الفن". وأشار الى أنه ليس وحده من يشعر بذلك"فهناك ملحنون أكبر مني على مستوى السن والخبرة، أمثال محمد علي سليمان وصلاح الشرنوبي وحلمي بكر ومحمد سلطان معطلون من العمل، على رغم رقي فنهم وقيادتهم تياراً موسيقياً مصرياً وعربياً متطوراً فترة السبعينات والثمانينات". وأضاف:"هؤلاء لا يليق بهم العمل في ظل انحدار الذائقة الفنية العربية وشركات الإنتاج التي يمتلكها أفراد ليس لهم علاقة بالموسيقى". يذكر أن الموجي الصغير تألق في أواخر الثمانينات ثم في التسعينات من خلال وضعه الموسيقى التصويرية لعدد من الأفلام والمسلسلات، كما تعاون مع المطربين هاني شاكر ونادية مصطفي ومنى عبد الغني قبل اعتزالها في حفلات"ليالي التلفزيون".