أطلقت إيران تسعة صواريخ أمس، وحذرت الولاياتالمتحدة وإسرائيل من انها مستعدة للرد إذا هاجماها بسبب نشاطاتها النووية المثيرة للجدال. وردت واشنطن بدعوة طهران إلى وقف فوري لتطوير الصواريخ ذاتية الدفع، والامتناع عن إجراء المزيد من التجارب الصاروخية إذا أرادت من العالم أن يثق فيها. وأثرت التوترات المتزايدة في الأسواق المالية، وأسعار النفط التي عاودت الارتفاع بمقدار دولارين للبرميل بعد التجارب الصاروخية الإيرانية أمس. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن قائد القوات الجوية في الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، قوله:"نحذر الأعداء الذين يعتزمون تهديدنا بمناورات عسكرية، وعمليات نفسية فارغة، بأن أيادينا ستكون دائماً على الزناد وان صواريخنا ستكون مستعدة دائماً للانطلاق". وعرض التلفزيون الحكومي لقطات للصواريخ تنطلق الى السماء من منصات إطلاق في الصحراء مخلفة ورائها ذيلاً طويلاً من الدخان. وأفاد التلفزيون الحكومي الإيراني"برس تي في"، بأن الصواريخ التي اختبرها الحرس الثوري أمس، تضمنت الصاروخ شهاب-3"الجديد"، الذي كان مسؤولون قالوا انه يمكنه الوصول الى أهداف تبعد 2000 كيلومتر. وسبق أن أعلنت إيران ان إسرائيل وقواعد أميركية في نطاق صواريخها. وتقع بعض المنشآت الأميركية على مسافة لا تزيد على 200 كيلومتر عبر الخليج من الساحل الإيراني. إدانات وفي بروكسيل، طغت أجواء التصعيد العسكري على تكهنات الديبلوماسيين بجدوى الرد الإيراني على رزمة الحوافز الدولية. واستبعد مصدر ديبلوماسي"إمكانية حدوث خرق في ظل تصاعد التوتر والتجارب الصاروخية التي تجريها إيران". وذكر المصدر نفسه ل"الحياة"أن"الرسالة الإيرانية التي سلمت مساء الجمعة الماضي إلى مكتب الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا ليست واعدة، على رغم كونها لا تقفل باب الحوار". وأكدت الناطقة باسم سولانا كريستينا غالاش أن الممثل الأعلى سيجرى محادثات مع المفاوض الإيراني سعيد جليلي قريباً في شأن البرنامج النووي المتنازع عليه، ولكنه لا خطط لديه لزيارة طهران. وقالت غالاش عقب أنباء أوردتها وكالة أنباء فارس الإيرانية بأنه سيزور طهران في 19 تموز يوليو:"سيجرى اجتماع قريباً... ولم يتحدد موعد أو مكان له. وليس من المتوقع أن يذهب الى طهران". ويقول الديبلوماسي في تقويمه الخطوة الإيرانية، التي سبقت اختبار صواريخ شهاب 3 أمس، بأن"إيران لم تجر خطاها هذه المرة وردت في غضون أسابيع قليلة على المقترحات الدولية. لكن ردها سيكون إيجابياً إذا مكن إطلاق مسيرة حوار وتفاوض". وتعرض المجموعة الدولية على إيران أن تبادر بتجميد نشاطات تخصيب اليورانيوم في مقابل تجميد العقوبات الدولية ضدها، وذلك في مثابة خطوة أولى في طريق تؤدي بعد أشهر المفاوضات إلى وقف نشاطات التخصيب". في صوفيا، قالت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ان التجارب التي تجريها إيران على صواريخها تظهر ان التهديد الذي تمثله الجمهورية الإسلامية ليس"وهمياً". وأضافت:"حان للإيرانيين ان يوقفوا انتهاك التزاماتهم التي ينص عليها المجلس الدولي والبدء في الوفاء بهذا الالتزامات". وقال الناطق باسم البيت الأبيض غوردن جوندرو على هامش قمة مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى في توياكو شمال اليابان ان"إنتاج الصواريخ الباليستية من قبل إيران يشكل انتهاكاً لقرارات مجلس الأمن ولا يتماشى بتاتاً مع التزامات إيران"حيال المجتمع الدولي. وأضاف:"على الإيرانيين التوقف فوراً عن إنتاج الصواريخ البالستية التي يمكن استخدامها لحمل أسلحة نووية محتملة". أوباما وماكين وقال المرشح الديموقراطي في انتخابات الرئاسة الأميركية باراك اوباما لبرنامج"صباح الخير أميركا"الذي تذيعه شبكة"أي بي سي"، ان إيران"خطر داهم، ويجب ان نحرص على العمل مع حلفائنا لتطبيق عقوبات أشد على إيران"، بعد اختبارها إطلاق تسعة صواريخ. ودان المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية جون ماكين التجربة الصاروخية الإيرانية، وقال في بيان انها"تظهر الحاجة الى دفاع صاروخي فعال الآن وفي المستقبل وهذا يشمل دفاعاً صاروخياً في أوروبا كما هو مخطط له في تشيخيا وبولندا". في باريس، صرح الناطق باسم الخارجية الفرنسية اريك شوفالييه الذي تتولى بلاده رئاسة الاتحاد الأوروبي الدورية:"نتلقى بقلق إعلان إيران عن إجرائها تجارب عدة لإطلاق صواريخ بما فيها صاروخ باليستي متوسط المدى من طراز شهاب 3". وأضاف ان"هذه التجارب لن تؤدي إلا الى تعزيز مخاوف المجتمع الدولي في الوقت الذي تطور إيران على خط مواز برنامجاً نووياً"وان"التقرير الأخير للمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي أفاد ان البرنامج يشتمل على نشاطات قد تكون مرتبطة بتصميم وتصنيع أسلحة نووية". وختم قائلاً:"في هذا الإطار, ندعو إيران الى إعادة بناء ثقة جيرانها والمجتمع الدولي بها... للتوصل الى حل تفاوضي للملف النووي". وأعربت الحكومة الألمانية عن قلقها من التجربة الإيرانية، ورأت أن لديها"نية سيئة"إزاء عرض الحوافز. وقال الناطق باسم الحكومة الألمانية توماس شتيغ أمس إن حكومة بلاده"قلقة من واقع إمكانية تحميل الصواريخ التسعة رؤوساً نووية". وأعرب الناطق عن خيبة أمل بلده من الجواب الأولي الإيراني على العرض الغربي"المنفتح والسخي المقدم إليها". وقال إن المجتمع الدولي أراد بعرضه هذا"التوصل إلى تعاون وثيق وبناء جسر مع إيران وإظهار حسن نية تجاهها، لكن من المؤسف إن إيران واجهت مبادرة المجتمع الدولي بمبادرة سوء نية". وكرر بأن الجواب الإيراني جاء مخيباً للآمال. وإذ جدد الناطق باسم الحكومة الألمانية أن المستشارة أنغيلا مركل متمسكة بالحل السلمي مع إيران، وقال إنها تطالب إيران في الوقت ذاته"العمل جدياً على بناء علاقة ثقة وعدم تصعيد الوضع وتنفيذ قرارات مجلس الأمن". جاء ذلك فيما قال رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلسكوني، ان الولاياتالمتحدة لم تورد أي ذكر أمام زعماء مجموعة الثماني أنها تسعى الى تنفيذ خيار عسكري ضد إيران. بنك ملي على صعيد آخر، خسرت وحدة تابعة للبنك الإيراني"ملي"في لندن طعناً تقدمت به أمام المحكمة العليا أمس، ضد قرار تجميد أصولها الذي فرضه الاتحاد الأوروبي. وقرر كبير القضاة آلن موزيس أن المحكمة المتخصصة بالنظر في القضية هي محكمة الدرجة الأولى للاتحاد الأوروبي. وورد اسم بنك ملي والفروع التابعة له في أحدث جولة من العقوبات التي أقرها الاتحاد الأوروبي في 23 حزيران يونيو الماضي لتصعيد الضغط على طهران، بهدف حملها على تقليص برنامجها النووي والتخلي عن تخصيب اليورانيوم. وبنك ملي هو أكبر بنك إيراني. ترسانة الصواريخ الإيرانية أجرت إيران أمس، تجارب على مجموعة من صواريخ"شهاب-3"البعيدة المدى وثمانية صواريخ أخرى ذات مدى أقصر، وذلك وسط تزايد التوتر بينها وبين الدول الغربية في شأن برنامجها النووي. وكان قائد قوات الحرس الثوري الإيراني الجنرال محمد علي جعفري أعلن في أيار مايو الماضي، تشكيل قيادة مستقلة من اجل تعزيز البرنامج الصاروخي الذي يسيطر عليه الحرس الثوري. وفي ما يأتي لمحة عن ترسانة إيران الصاروخية: -"شهاب-3" أطول الصواريخ الإيرانية مدى حيث أعلن الجيش الإيراني أن مداه يصل إلى 2000 كلم أي ما يكفي للوصول إلى القواعد الأميركية في الخليج والى داخل إسرائيل. وأجريت تجربته للمرة الأولى في تشرين الثاني نوفمبر 2006. ويعتقد خبراء غربيون أن إيران لديها عشرات من هذه الصواريخ التي تعمل بالوقود السائل. كما استعرضت إيران في عروضها العسكرية نسخة معدلة من صاروخ"شهاب-3"له مقدمة تشبه"زجاجة رضاعة الطفل"لزيادة الفعالية الديناميكية على عكس الصواريخ التقليدية التي تتخذ مقدمتها الشكل المخروطي. وأعلنت كذلك عن تطوير صواريخ جديدة طويلة المدى تدعى"قدر"و"عاشوراء"إلا انه يعتقد إنها مطابقة لصواريخ"شهاب-3". -"شهاب-2"و"شهاب-1" صواريخ تشبه صواريخ سكود يبلغ مداها نحو ثلث المدى الذي تصل إليه صواريخ"شهاب-3" -"الفاتح" يبلغ مداه نحو 170 كلم طبقاً للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية. ومثل كل الصواريخ الإيرانية باستثناء سلسلة صواريخ شهاب. يستخدم في صاروخ الفاتح وقود صلب. وأطلقت إيران العديد من صواريخ"الفاتح"في مناورات أمس. -"زلزال" تم إطلاق مجموعة صواريخ زلزال أمس. ويبلغ مداها بين 200 و400 كلم. وتقول مصادر غربية إن"حزب الله"اللبناني يمتلك نحو 30 من صواريخ"زلزال"زودته بها إيران. -"النازعات" يبلغ مداه نحو 100 كلم. -"فجر-3" يبلغ مدى صاروخ"فجر-3"نحو 45 كلم, بينما يصل مدى"فجر-5"إلى 75 كلم. وتقول مصادر غربية إن حزب الله يمتلك عدداً من الصاروخين حصل عليه من إيران. -"عقاب" صاروخ بمدى يقل كثيراً عن مدى بقية الصواريخ الإيرانية، اذ لا يتعدى نحو 45 كلم، طبقاً لمعهد الدراسات الاستراتيجية.