يبدأ أحد المسارح الإسرائيلية مسرح "بيت ليسين" في تل أبيب، في أيلول سبتمبر المقبل، عروض مسرحيتين جديدتين تتساجلان مع"ذاكرة الهولوكوست". المسرحية الأولى باسم"أندا"، وهي من تأليف الكاتب هيلل ميتلبونكت، وموضوعها محاكمة أدولف أيخمان أحد الضباط النازيين. قامت إسرائيل، عام 1960، باختطافه ومحاكمته وإعدامه في أراضيها. وكان ذلك الحدث الأبرز الذي أعاد فتح ملف الهولوكوست. والمسرحية الثانية باسم"تفاهة الحبّ"، وهي من تأليف الكاتبة سافيون ليبرخت، وموضوعها قصة الحب بين الفيلسوف الألماني مارتين هايدغر، الذي اتهم بإقامة علاقات مع النازية، والباحثة اليهودية حنه أرندت، التي غطت محاكمة أيخمان وأتت تحليلاتها بمثابة صدمة للقيادة الصهيونية، واتهمت بالقول إن اليهود قادوا أنفسهم إلى المحرقة بأنفسهم. مهما يكن، فإن المسرحيتين تتوقفان عند ملف شائك، من زاوية مخصوصة قلما تحظى بتطرّق نقدي في النصوص الإسرائيلية، هي زاوية تجيير الهولوكوست للأهداف الصهيونية، والتي جاءت محاكمة أيخمان بمنزلة انعكاس صاف وصريح لها، على أكثر من صعيد. في واقع الأمر، شهدت الكتابة الاجتماعية والتاريخية الإسرائيلية، في الأعوام القليلة الفائتة، ولا تزال تشهد، دعوات مختلفة من جانب باحثين ومؤرخين ومثقفين إسرائيليين لإعادة النظر في طريقة التعامل مع الهولوكوست. وينطبق على هذه الكتابة - شأن غيرها من الكتابات المحدودة، وعلى وجه الدقة تلك المتجوهرة في تأمل الماضي من منطلق محاسبة الذات - عنصر الغوص في غائية الأسطورة المرتبطة بهذا الموضوع، بما يسعفها في الخلوص إلى تفسيرات فاعلة. من هذه التفسيرات مثلاً، لا على سبيل الحصر، القول إن الهولوكوست أدى دوراً تحفيزياً في شحن الاستيطان اليهودي- الصهيوني في فلسطين بالمزيد من الهجرات الجماعية، التي تدفقت من أقطار أوروبا وبخاصة التي أصبحت في ما بعد ضمن عداد"المنظومة الشرقية". ولهذا، فإن دلالته المباشرة مثلت عضداً وعوناً على إشاعة فكرة"الدولة اليهودية"أكثر فأكثر، وعلى كسب ودّ الرأي العام العالمي وتأييده للحركة الصهيونية. واتكاءً على هذا التمثيل، على مستوى الدلالة الخفيّة، لم تتخذ قيادة الاستيطان اليهودي - الصهيوني في فلسطين قيادة الييشوف أي خطوات حاسمة من شأنها أن توحي بتأويلات، لناحية كونها"دلالات مضادة"لإجراءات المحرقة النازية. يجدر بنا، بدايةً، أن نستعيد ما يؤكده المؤرخ إيلان بابه من أن اقتحام المسائل المعنوية والخلقية لإطار البحث العلمي في شأن الصهيونية شكّل إيذاناً بتعبيد طريق، لم تكن مشقوقة من قبل، أمام نظرة متفحصة جديدة للهولوكوست وتأثيراته المختلفة في المجتمع الإسرائيلي. ومع أن الأبحاث في هذا الصدد لا تزال، حتى الآن، تتسم بمقاربة وضعية تدفع الباحثين إلى العودة المستمرة نحو وثائق الأرشيف والمحفوظات، فإن بعض هذه الأبحاث يحتوي كذلك على مواقف أيديولوجية تخضع للفحص والتحليل، ما يمكن اعتباره"أكثر الجوانب حساسية في المجتمع اليهودي"الإسرائيلي. ويمكن الإشارة، في هذا الخصوص، إلى كتابين متميزين: الأول بعنوان"المليون السابع"من تأليف توم سيغف، والثاني بعنوان"ذهب اليهود"من تأليف عيديت زرتال. يؤكد سيغف أن قيادة"الييشوف"اليهودي في فلسطين حصرت اهتمامها، عشية الهولوكوست على وجه التحديد، في إنقاذ اليهود الراغبين في الهجرة فقط أو أولئك الذين"اعتبرتهم قادرين، جسمانياً وعقلياً، على الإسهام في نجاح الجماعة"اليهود في فلسطين. ومن هذا المنطلق اختاروا الشباب القادرين على العمل في الزراعة وأهملوا المهنيين والتجار وكبار السن، أي بحسب تعبير ثاني رئيس للحكومة الإسرائيلية، موشيه شاريت، فقد"أحضروا الجيّد وتركوا الرديء"! كذلك يشير المؤلف نفسه إلى أن الاتجاهين السياسيين الكبيرين في الييشوف اليهودي في فلسطين، وهما المباي بزعامة دافيد بن غوريون واتحاد الصهيونيين التنقيحيين بزعامة زئيف جابوتنسكي، حاولا استغلال ضائقة اليهود في أوروبا من أجل جلبهم إلى فلسطين. وفي هذا الإطار جرت اتصالات مع السلطات الألمانية أسفرت عن اتفاقيات لتهجير أعداد منهم. واستمرت هذه الاتصالات حتى أواسط الحرب العالمية الثانية، وأجريت في السرّ وتحولت إلى مادة للمضاربات السياسية والاتهامات المتبادلة بين المبائيين والتنقيحيين. ويورد سيغف آراء متضاربة في شأن مدى معرفة قيادة"الييشوف"بالخطط الألمانية النازية لتصفية يهود أوروبا الشرقية. غير أنه يميل إلى الرأي القائل إن هذه القيادة أدركت هذا الأمر منذ البداية، وأدركت معه أنها عاجزة عن إنقاذ أولئك اليهود. ويبدو أن الوكالة اليهودية ودافيد بن غوريون في شكل خاص وضعا أولوية تدعيم"الييشوف"اليهودي وتحضيره لمرحلة الدولة فوق أي اعتبارات أخرى، مهما تكن. ومن بين القرائن الكثيرة على ذلك ما أعلنه بن غوريون، في الأسبوع الثاني لاندلاع الحرب العالمية الثانية، أمام اجتماع اللجنة المركزية لحزب"مباي"في تل أبيب، من أن"أعضاء الحزب لا يقررون مصير ما يحدث في أوروبا... ولا فائدة ترجى من الكلام عن التطورات الأخيرة، بل ينبغي التعامل معها باعتبارها كوارث طبيعية". ونجد في كتاب زرتال إشارات قوية إلى أن اليهود"الصابرا"الذين ولدوا في فلسطين تبنوا موقفاً متعالياً ورافضاً إزاء الناجين من أوروبا وإزاء المأزق الذي واجهوه، وهو موقف كان من شأنه أن يخلّف"آثار ندوب عميقة في نفوس أولئك الذين نجوا من الهولوكوست وهاجروا إلى فلسطين". وتغذى هذا الموقف من وقائع تعامل قيادة"الييشوف"مع هؤلاء، وخصوصاً مع المهاجرين الألمان. ويستذكر سيغف، في هذا المجال، أن المهاجرين الألمان لدى قدومهم إلى فلسطين انتقلوا إلى بيئة حضارية مختلفة وكانت دوافعهم الصهيونية موضع شكّ دائم ولم تحظ بتصديق"الييشوف"اليهودي. كذلك لم تكن هذه الدوافع على درجة عالية من القوة بحيث تمكنهم من احتمال"المناخ القاسي" وپ"الحياة المتقشفة". وقد انضموا إلى اليهود الألمان الذين سبقوهم في الهجرات الأولى وكوّنوا معاً"كتلة ألمانية"في"الييشوف"، غير أن أعضاء هذه الكتلة حرموا أحياناً من التحدث باللغة الألمانية في اجتماعاتهم أو مناسباتهم الاحتفالية. إلى هنا نكون قد توقفنا عند وقائع تقريرية، أو يغلب عليها في هذا الشكل أو ذاك الطابع التقريري، شكلت تحدياً للباحثين والمؤرخين الوضعيين حول الهولوكوست وحول الكيفية التي تعاملت بها قيادة"الييشوف"اليهودي في فلسطين معه. لكن الأهم من تلك الوقائع ومن ذلك التعامل، ما يبقى كامناً في دلالات أخرى تقف في صلب سيرورة التشييد لعناصر الرواية الإسرائيلية الرسمية حول الهولوكوست، ليس أبسطها تجيير ما حلّ باليهود من فظائع وعذابات لمصلحة تدجيج عملية صوغ أو تكوين"اليهودي الجديد"في هيئة"الجَسور والمقاتل". يرى أكثر من باحث صهيوني أن إحدى أبرز محصلات الهولوكوست هي ذهاب يهود أوروبا"إلى المسلخ مثل الخراف". وهو التعبير الحرفي الذي استخدمه أبناء"الييشوف"، وقيادته أحياناً، لتوصيف ضحايا النازية، في إلماح مفرط في جهارته إلى غيظهم وحنقهم على هذا الخنوع الذي يصيب المنطلقات الصهيونية لتعزيز صورة"اليهودي الجديد"في مقتل. وبناء على ذلك تغيَّا باحثون آخرون أن يربطوا بين هذا الموقف وحقيقة أن جزءاً من قيادة الحركة الصهيونية في فلسطين رفض تقديم أي مساعدة في إنقاذ يهود أوروبا. وحتى عندما أضحت فكرة الإبادة النازية خطراً على درجة كافية من الملموسية، اشترط هذا القسم تقديم المساعدة بالحصول على ضمانات لا تُرَّ!د بأن يسهم الناجون في الجهود المنصرفة نحو صياغة"اليهودي الجديد"وإنشاء"الدولة اليهودية". ومصداقاً لهذا الربط يقتبسون عن بن غوريون ما كتبه عام 1938 عقب"ليلة البلّور الكريستال"، حيث قال:"لو أنني أعرف أن في مقدوري إنقاذ جميع أولاد ألمانيا اليهود، بواسطة نقلهم إلى إنكلترا، وإنقاذ نصفهم فقط بواسطة نقلهم إلى أرض إسرائيل، لما ترددت في اختيار الأمر الثاني". في هذا الموقف، الذي اعتبره البعض مثيراً للتقزّز، ما يفسّر تواضع هذه القيادة نفسها، بعد أن أصبحت قيادةً للدولة الإسرائيلية، في الحديث عن الهولوكوست وفي أخذه بالحسبان في مجرى إجراءات برمجة"الذاكرة القومية". غير أن هذا التواضع سرعان ما انحسر مع إعادة فتح هذا الملف ارتباطاً بمحاكمة رودولف كاستنر أحد الناشطين الصهيونيين في هنغاريا خلال الحرب العالمية الثانية، وأحد كبار الموظفين في دولة إسرائيل بعد قيامها. وقد جرى تقديمه إلى المحاكمة في سنوات الخمسين، بعد أن اتهمه أحد اليهود الهنغاريين بالتواطؤ مع الألمان. وبمبادرة من الأحزاب والحركات المناوئة لمباي جرى تحويل محاكمة كاستنر إلى محاكمة للمباي والوكالة اليهودية بپ"تهمة"عدم بذل الجهود المطلوبة والكافية لإنقاذ يهود أوروبا وفي ما بعد ارتباطاً بمحاكمة أدولف أيخمان. وانطلقت جهود برمجة الرواية الإسرائيلية حول الهولوكوست من منطلقين يكمل واحدهما الآخر: الأول - منطلق الحصرية، الذي اجتهد لناحية استنباط"خصوصية الإبادة"المتعلقة باليهود فقط. ومن ذلك القول إن الدافع الأساس لحملات الإبادة هو كون اليهود في المنفى، وتذكير العالم بضرورة مساعدة الدولة اليهودية الفتيّة تعويضاً عما لحق باليهود من فظائع وآثام، وتعزيز الفكرة القائلة إن الدعاية المعادية للصهيونية هي دعاية لا سامية، وبالتالي، فإن محاربتها تستدعي دعم دولة إسرائيل. الثاني - منطلق التعمية على المواقف المذكورة أعلاه لقيادة"الييشوف"الصهيونية حيال الهولوكوست، والمقصود مواقف الاستنكاف عن تقديم المساعدات لإنقاذ اليهود، حدَّ التواطؤ، وكذلك مواقف الاستعلاء والنبذ إزاء ضحاياه والناجين منه سواء بسواء. ويمكن القول إن النتائج الناضجة لعملية التقصي والاستحصال تظهر، حتى الآن، أن التعمية التي أشير إليها في سياق تحديد المنطلق الثاني اتخذت منحيين دلاليين: الأول - منحى التظاهر أن قيادة"الييشوف"بذلت كل ما كان في وسعها أن تبذله لإنقاذ يهود أوروبا من المحرقة النازية. لكن الظروف الموضوعية كانت أقوى منها. الثاني - منحى تضخيم الدلالات المضادة لتعبير"الذهاب إلى المسلخ مثل الخراف"والمتمثلة، أكثر شيء، في المقاومة التي أبداها اليهود داخل"الغيتوات". ويهمنا، هنا والآن، المنحى الثاني نظراً لعدم تحرّر تجسيداته من أسر المنطلقات الصهيونية السابقة، وبكلمات أخرى إخفاقه في إنجاز مهمة"عكس النيات. ويندرج في هذا الإطار التعامل الدلالي المفهومي للرواية الإسرائيلية الرسمية مع مقاومة اليهود في غيتو وارسو، وهي المقاومة التي حولتها تلك الرواية إلى مثل أعلى للبطولة ومنحتها صفة"التمرّد"بامتياز. تشير عيديت زرتال، بكفاءة لافتة، إلى أن القيادة الصهيونية لپ"الييشوف"اليهودي في فلسطين، وخصوصاً بن غوريون، اعتبرت رجال المقاومة اليهودية في"غيتو وارسو"من"البلماحيين الذين حاربوا في الشتات"، بحسب تعبير إسحق سديه. هذا التوصيف كان من شأنه أن يؤطرهم، عشوائياً، بكونهم إسرائيليين وقعوا في أسر الشتات الدياسبورا. وإذا أُضيف إلى تعبير سديه السالف قوله إن"رجال المقاومة حاربوا هناك ونحن حاربنا هنا"، تتضح معالم قطبي المعادلة المتوهمة لظروف تلك"الحرب": هنا وهناك - في جانب واحد أرض إسرائيل فلسطين، البعيدة المتباعدة من مرمى آلة القتل والتصفية النازية. وفي جانب آخر، موازٍ ومكمل،"الشتات"الواقع تحت وطأة تلك الآلة. وتضيف زرتال:"... أما من الناحية العسكرية الصرفة، فإن تمرد"غيتو وارسو"لا يصنّف في عداد العمليات الكبيرة. فهو لم يسهم بشيء في تقصير أجل الحرب العالمية الثانية أو في سحق النازية. ولم يغير قيد أنملة في عمليات القتل النموذجية التي تعرض لها يهود أوروبا... ونهاية هذا التمرد معروفة للجميع: التهمته ألسنة النيران وجعلته أثراً بعد عين... غالبية المحاربين سقطوا خلال أعمال المقاومة. أما من بقي منهم، وبينهم قائد التمرد مردخاي أنيليفيتش، فقد لقوا حتفهم في معقل قيادة"المنظمة اليهودية المحاربة"، قسم منهم انتحر بإطلاق النار على نفسه والقسم الباقي مات مختنقاً بالغاز الذي سربه الألمان إلى داخل المعقل...". مع ذلك يبقى تمرد"غيتو وارسو"، في قراءة زرتال، مشحوناً بمحمولات إنسانية عامة تفوق في أهميتها ومعانيها المجردة الأهمية التي قصرت القيادة الصهيونية رؤيتها عليها، بما يجعل البحث عن الخصوصية اليهودية - مجرّد البحث - ضرباً من الختل والإثم. في هذا الحكم التفسيري ما يحيلنا إلى المنطلقات الرعناء للبحث عن"الخصوصية اليهودية". فقد شكل هذا البحث، المحمول على ثمن باهظ من الضحايا والعذاب، وسيلة غايتها دعم المنطلقات الصهيونية. ولهذ، فإن قيادة"الييشوف"لم تتجاوز غائياتها المألوفة، على ما بها من بلادة تشمل الحسّ والتفكير والعقل معاً، ونظرت إلى"التمرّد"باعتباره عملاً صهيونياً جديراً بأن يدخل صفحات"التاريخ الرسمي"للصهيونية. وهي الغائيات نفسها التي وقفت، من قبل، وراء ترويج حملات الازدراء والرفض لضحايا الهولوكوست وللناجين منه كذلك. وداخل هذا الإجراء المتوحش يبرز عنصر آخر لا يقل وحشية يتمثل في إقحام"خصوصية يهودية"على الموت تؤول إلى التفريق المروّع بين"موت أنيق"وپ"موت قبيح"من منطلق الكيفية التي يتعرض فيها الإنسان للموت، مع ما يحمله هذا التفريق من تبرير أشدّ وحشية للموت الأول واستخفاف حيواني بالموت الثاني. في إقامة حدّ فاصل داخل هذا التفريق، قال بن غوريون نفسه:"هؤلاء المتمردون في غيتو وارسو تعلموا منا، نحن في أرض إسرائيل، كيف يموتون موتاً أنيقاً". يمكن الاستطراد أكثر فأكثر في إيراد الاستشهادات التي تفضح جوهر النظرة الصهيونية إلى الهولوكوست وضحاياه ووقائعه، غير أنها كلها تصب في المحصّلة في اتجاهين رئيسين: الأول - اتجاه تعزيز صورة"اليهودي الجديد". الثاني - اتجاه التماثل مع القاهر، القامع، في صورته الأشد وضوحاً وفظاظة. وهو الاتجاه الذي رأى فيه بعض الباحثين أنه قاد لاحقاً إلى ما هو أشد وأدهى منه - اتجاه تمثل القاهر، القامع، ومحاكاة ممارساته. لكن ليس هنا مكان الاستغراق في الحديث عنه. أخيراً، إن هذه الكتابات الجديدة تجاهر باعتراضها على الرواية الإسرائيلية الرسمية ومحاججاتها حيال الهولوكوست، وخصوصاً وحدة النظر إليه على ما في ذلك من أحادية. وهي"وحدة"مارست، حتى وقت قريب، شكلاً من أشكال العنف تمثل في"العنف الرمزي"عندما فرضت مجموعة من المسلّمات العمياء التي لا نقاش فيها ولا بيان عليها، المسلّمات التي اتخذت في التاريخ الحديث لدولة إسرائيل أعمال التأسيس التي تكلمنا عنها، أسطورية كانت في حقيقتها أم لا. ولهذا فإنها الكتابات تسهم، شأن غيرها من صنوف هذه الكتابة نفسها في مضامير دلالية أخرى، في إعادة إنتاج المعرفة في دوريها: دور الحقيقة المفترضة، ودور السلطة المؤسسة. * باحث في المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية - "مدار"