سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
زيارته الرسمية استمرت 5 ساعات وتضمنت خلوة مع سليمان وغداء في حضور أقطاب الحوار . ساركوزي في بيروت يؤكد الدعم الواسع للبنان ويعلن مضاعفة المساعدات الفرنسية
أكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي دعم بلاده الكبير للبنان في جميع المجالات، كاشفاً نية بلاده مضاعفة مساعدتها له، وموضحاً أن وفداً اقتصادياً سيأتي الى بيروت الأسبوع المقبل لاستكشاف ميادين المساعدة. وأنهى ساركوزي أمس زيارة رسمية للبنان استمرت قرابة 5 ساعات، رافقه خلالها وفد ضخم ضم شخصيات رسمية وسياسية من اليمين واليسار. وتضمنت الزيارة خلوة بينه وبين الرئيس اللبناني ميشال سليمان الذي أقام على شرفه مأدبة غداء دعا اليها أقطاب الحوار اللبناني ال14 الى شخصيات رسمية وسياسية. وكشف مشاركون في الغداء ان ساركوزي تنقل بين الطاولات متحدثاً الى أقطاب لقاء الدوحة، وأنه أشار في أحاديثه الى اتصاله بالرئيس السوري بشار الأسد، معتبراً ذلك وفاء بوعد قطعه من أن فرنسا ستعاود الاتصال مع سورية فور تسهيلها الانتخابات الرئاسية في لبنان. وأشار المشاركون الى ان الرئيس الفرنسي شدد على ضرورة أن يكون لبنان على علاقة جيدة مع جيرانه في إطار احترام سيادته واستقلاله. وقالوا انه كشف انه وجّه دعوة للرئيس الأسد لزيارة فرنسا، مشدداً على أن المحكمة ذات الطابع الدولي يجب ان تقوم وأن القتلة يجب أن ينالوا عقابهم. وأضاف ساركوزي ان لبنان"ليس بحاجة الى تصريحات ووعود، والمهم المساعدة العملية التي ستقوم بها فرنسا، ونريد منكم ان تقولوا ما انتم بحاجة اليه ونحن على استعداد لتلبية مطالبكم". ولفت الى ان"حزب الله"جزء من المجتمع اللبناني"لكن اذا تصرف على أساس ميليشيا فإن أطرافاً أخرى ستحذو حذوه". وكشف أمام الشخصيات السياسية التي شاركت في مأدبة الغداء عن مساعدات تربوية، وأن بعثة اقتصادية برئاسة وزير المال ستصل الى لبنان في القريب العاجل. وأشار الى انه على تشاور مع كبار المسؤولين في كل من السعودية ومصر حول الأوضاع في لبنان. وحرص على أن يكون لبنان ضيف شرف في قمة دول البحر الأبيض المتوسط في 11 تموز يوليو المقبل خصوصاً أن جميع القادة الأوروبيين سيحضرونها. وقالت مصادر القصر الرئاسي اللبناني ان الرئيس سليمان رحب خلال محادثاته مع ساركوزي، بالرئيس الضيف مؤكداً"ضرورة تعزيز العلاقات اللبنانية ? الفرنسية وتطويرها في كل المجالات"، شاكراً لفرنسا"مساهمتها في القوات الدولية العاملة في الجنوب، ومواقفها الداعمة للحق اللبناني". كذلك شكر لفرنسا"المساعدات التي تقدمها في المجالات التربوية والإنسانية والعسكرية". وركز سليمان بحسب المصادر نفسها، على"ضرورة التوصل الى حل عادل وشامل ودائم لأزمة الشرق الأوسط، من خلال حل القضية الفلسطينية وفق القرارات الدولية، وصولاً الى ايجاد حل لأوضاع الفلسطينيين في لبنان يقوم على حق العودة". وشدد سليمان على حق لبنان في استعادة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، لا سيما ان هناك وثائق رسمية تؤكد ملكية لبنان لهذه المزارع، مشيراً في هذا الإطار، الى رعاية الأممالمتحدة لمثل حل كهذا. وأكد سليمان انه سيرأس لقاءات الحوار الوطني للبحث في المواضيع المطروحة وفق ما التزم به في خطاب القسم، وان مسألة الاستراتيجية الدفاعية ستبحث أيضاً بعد تحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا. وعن العلاقات اللبنانية ? السورية، أكد سليمان ان لبنان"يتطلع الى أفضل العلاقات بين البلدين، لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين"، مقدراً"أي جهد عربي ودولي، ولا سيما فرنسي، يدعم هذا التوجه الذي أكده في خطاب القسم". ويبدو ان تفاهماً ضمنياً تم على أساس لقاء الرئيس ساركوزي مع مسؤولين في"حزب الله"بعيداً من الكاميرات. ولوحظ غيار وزيري"حزب الله"عن الاستقبال في المطار فيما حضر سائر أعضاء حكومة تصريف الأعمال. وفيما قالت مصادر لبنانية ان عدم تصوير اللقاء في القصر الجمهوري تم بناء لطلب فرنسي، أكد مصدر فرنسي لپ"الحياة"ان هذا غير صحيح وأن ساركوزي التقى الجميع والجانب الفرنسي لم يطلب شيئاً من هذا القبيل. حطت طائرة ساركوزي في مطار الرئيس رفيق الحريري الدولي في العاشرة والدقيقة الثامنة، واستقبله على المدرج رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي سبقه اليه رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة المكلف فؤاد السنيورة ونائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري ونائب رئيس مجلس الوزراء الياس المر، والوزراء ورؤساء الهيئات القضائية والقادة الأمنيون. وعن الجانب الفرنسي شارك في الاستقبال وزير الخارجية برنار كوشنير وسفير فرنسا في لبنان اندريه باران وأركان السفارة. وضم الوفد الرئاسي الفرنسي الرسمي المرافق للرئيس ساركوزي كلاً من: رئيس الوزراء فرنسوا فيون، وزير الخارجية برنار كوشنير، وزير الدفاع هيرفيه موران، والمستشار الديبلوماسي للرئيس الفرنسي جان- دافيد لافيت، وعدداً من المستشارين. وإلى الوفد الرسمي، كانت وصلت طائرة تحمل شخصيات نيابية من مختلف الأحزاب الفرنسية، وهي: فرنسوا بايرو رئيس الحزب الديمقراطي، ماري - جورج بوفيه الأمينة العامة للحزب الشيوعي الفرنسي، جان - فرنسوا كوبيه رئيس مجموعة الأكثرية في الجمعية الوطنية الفرنسية، باتريك ديفيدجيان الأمين العام لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية، فرنسوا هولاند الأمين العام للحزب الاشتراكي، جان- بيار رافاران وكريستيان كاميرمان عضوا مجلس الشيوخ، والكاتب اللبناني الأصل أمين معلوف. واتخذت القوى الأمنية من جيش وقوى أمن داخلي إجراءات أمنية مشددة حول المطار وداخله، وعلى الطرق المحيطة به وعلى طول الطريق المؤدية من المطار الى القصر الجمهوري في بعبدا وصولاً الى قصر الصنوبر مقر إقامة السفير الفرنسي لدى لبنان. ولدى هبوط الطائرة الرئاسية أطلقت مدفعية الجيش 21 طلقة ترحيبية بالرئيس الضيف، ثم أقيمت مراسم استقبال رسمية له. كلمة ساركوزي في المطار وألقى ساركوزي كلمة في المطار قال فيها:"يسعدني ان أكون في بيروت وان يستقبلني بحرارة نظيري الرئيس سليمان. جئت لكي أهنئ الرئيس سليمان بانتخابه رئيسا للجمهورية ولأقول له ان فرنسا تقف بجانبه. انتخاب الرئيس سليمان يعني الأمل لجميع اللبنانيين من دون استثناء، وأحمل مع الوفد الذي يرافقني وهو وفد استثنائي، رسالة الى الشعب اللبناني الذي أريد أن اعبر له عن المحبة والاخوة والوحدة والروابط القوية الموجودة بين البلدين وهي قوية اكثر من أي وقت مضى. اعتقد أن هذا أمر جيد لشعوب المتوسط". وأضاف:"لبنان مر في أزمة كبيرة وكانت مؤسساته قائمة، ومع الجهود التي قامت بها قطر والجامعة العربية وفرنسا سمح اتفاق الدوحة بتحسين الوضع وأدى الى مصالحة وطنية. الرئيس سليمان أمامه مسؤولية كبيرة لإنجاح هذه المصالحة، ولا بد ان تقوم القوى اللبنانية جميعها بترجمة التزاماتها وذلك عبر الحوار. هناك مآس كبيرة في لبنان، وكان هناك عدد كبير من القتلى، ولكن لا بد أن نتطلع الى مستقبل يقوم على الحوار، وذلك لكي يجد كل لبناني نفسه في لبنان". وأضاف:"اليوم نحن هنا لدعم الحكومة التي كلف الرئيس السنيورة بتشكيلها وذلك لحل مشكلة الاقتصاد اللبناني. المجتمع الدولي وأوروبا وفرنسا مستمرون في دعم لبنان على جميع الصعد". وخاطب الرئيس سليمان قائلاً:"يمكنك ان تعتمد على التزام فرنسا، هذا الالتزام السياسي والاقتصادي والثقافي الذي سيترجم على الأرض هو دعم من الشعب الفرنسي للشعب اللبناني، وذلك ترجمة للدعم الفرنسي للبنان. لبنان رمز التنوع والسلام. ما يحدث اليوم هو مهم جدا للبنان، والعالم بأكمله ينظر الى لبنان فليلتزم الجميع حيال لبنان". خلوة بعبدا ثم غادر الرئيسان المطار في موكب رسمي إلى القصر الجمهوري في بعبدا، وبعد أخذ الصور التذكارية، واستراحة قصيرة عقد الرئيسان خلوة استمرت ربع ساعة. وتحولت الخلوة الثنائية الى اجتماع لبناني - فرنسي موسع إذ انضم إلى الاجتماع أعضاء الوفد الرسمي المرافق للرئيس الفرنسي ونظراؤهم اللبنانيون. وكان عرض للعلاقات اللبنانية ? الفرنسية بأبعادها المختلفة وعلى الصعد العسكرية والسياسية والاقتصادية والثقافية والتربوية، إضافة الى الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والتحرك الأوروبي ودوره وقمة الاتحاد المتوسطي. وسجل على هامش الاجتماع تبادل أركان الحوار اللبناني المصافحة والقبل في أحيان ولقاءات ثنائية وثلاثية ورباعية جمعت شخصيات من فريقي 8 و14 آذار وقادة سياسيين تمت دعوتهم الى قصر بعبدا للمشاركة في الغداء التكريمي على شرف الرئيس الضيف والوفد المرافق في قاعة"25 أيار". وفي الثانية عشرة ظهراً انتهى الاجتماع الموسع وانتقل الرئيسان سليمان وساركوزي الى بهو القصر حيث صافحا المدعوين ثم توجها الى مأدبة الغداء التي أقامها سليمان بمشاركة أركان طاولة الحوار الوطني والوزراء ورؤساء الهيئات القضائية والقادة الأمنيين والأمناء العامين في المؤسسات الدستورية ووزارة الخارجية وسفير لبنان في باريس بطرس عساكر. سليمان وبعد تبادل الانخاب، ألقى سليمان كلمة بالفرنسية جاء فيها:"انه لمن دواعي سروري العميق أن أرحب بكم اليوم في القصر الجمهوري. إن زيارتكم تؤكد عمق علاقات الصداقة والثقة القوية التي صقلها التاريخ بين فرنساولبنان. فإذا ما توجهت أفكار اللبنانيين نحو أوروبا، فإنها ستتجه، بصورة طبيعية الى فرنسا. وكلما التقى لبنانيون وفرنسيون معاً، فإن لغة القلب تنطق بلسانهم. إن هذا الارتباط الخاص الذي يجمع لبنان وشعبه، الى فرنسا انما يرتكز على قيم الحرية والمساواة والأخوّة، وهي قيم أساسية عملت أمتكم العظيمة على نشرها، والعناية بها ودعمها عبر العالم. واضاف:"ان لبنان أثبت التزامه الوثيق بتلك القيم الإنسانية الكبرى التي تمثلها الديموقراطية وحقوق الإنسان والحريات العامة. ونحن لم نتخلّف يوماً عن إظهار همنا الأساس في الدفاع عن هذه القيم وتوطيدها. أما التزامنا في محاربة الإرهاب وكل شكل من أشكال التطرف، فأثبتناه وما زلنا، من أجل تأمين غد زاخر بالأمل لأبنائنا. لبنان اليوم، وطن الرسالة هذا، وملتقى الحضارات، وملجأ التعددية يلتزم الانطلاق في ورشة إصلاح مؤسساته وتطويرها. ان سياسة لبنان تهدف، بصورة أساسية، الى جانب اعادة إطلاق الدورة الاقتصادية، إصلاح مؤسساته السياسية والإدارية والأمنية والقضائية والاجتماعية، كي يستعيد مكانته ودوره بين مجموعة الأمم". وقال سليمان:"إن لبنان ممتن لما قامت به فرنسا التي جنّدت المجتمع الدولي يوم استضافت مؤتمر باريس ? 3. وهو ملتزم بتنفيذ ما ينتظره منه شركاؤه والمؤسسات المالية الدولية.ان الأوقات الصعبة والمأسوية التي اجتزناها أصبحت وراءنا. إن اتفاق الدوحة، الذي كانت لفرنسا فيه مكانة بارزة، أعاد إنتاج الاستقرار السياسي المنتظر منذ فترة". واضاف:"هذا الاتفاق يحضّنا على إعادة إحياء دور المؤسسات الدستورية. وأصبح كل خلاف سياسي يجد حلاً له في قلب هذه المؤسسات، وعبر الحوار". وتابع:"أما بخصوص مشروعكم الكبير:"مسيرة برشلونة: الاتحاد من أجل المتوسط"، فإن لبنان يؤكد لكم دعمه الكامل له. إن كل مقومات النجاح تكون متوافرة لمشروعكم الكبير هذا، إذا ما استعادت منطقة الشرق الأوسط استقرارها وعرفت السلام. ان لبنان يعتمد على إسهامكم الشخصي في مسيرة السلام، كي يستعيد أراضيه المحتلة، وكي يضع موضع التنفيذ حق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة الى ديارهم. وشدد على ان فرنسا،"في ظل رئاستك م، ومن خلال مكانتها ودورها في العالم، لن تألو جهداً في سبيل إبعاد مآسٍ جديدة عن شعوب المنطقة التواقة، وبصورة مشروعة، للسلام والأمن والازدهار". كلمة ساركوزي واستهل ساركوزي كلمته بالقول:"في بادرة لم يسبق لها مثيل، اقترحت على رئيس الوزراء وعدد من الوزراء، وقادة الأحزاب السياسيين الفرنسيين أن يقوموا الى جانبي بهذه الزيارة الرسمية للبنان. وأشكرهم لقبولهم دعوتي. ان حضورهم رسالة بحد ذاتها. في هذه المرحلة من الأمل الهش بالنسبة الى لبنان، تأتي الى بيروت كل الأمة الفرنسية بمختلف أطيافها السياسية، لتوجه رسالة تضامن وأخوة. رسالة أمل والتزام. اليوم، تؤكد فرنسا بأسرها ثقتها بكل لبنان. بالنسبة إلينا، نحن الفرنسيين، لبنان هو، ويجب أن يبقى، التقاطع الأجمل للحضارات والأديان، ورمز الانفتاح والتنوع المعاش. وإذا كان منذ قرون، هناك علاقة فريدة تقرب الشعبين اللبناني والفرنسي، فهو لأننا نتقاسم قيم التسامح واحترام الآخر، وقبول الاختلاف. هذه القيم هي أساس ديموقراطيتكم، يجب أن تتيح لمواطنين من كل الأصول والطوائف بالعيش معاً والحكم معاً، في إطار الحوار والبحث الدائم عن التوافق، لمصلحة كل اللبنانيين. أن يتقاتل اللبنانيون، كما بالأمس، ويتألم لبنان، عندها تكون آلامكم آلامنا، ونحن لا نتوانى عن تقديم دعمنا لكم، لكي نجد معكم، ومع كل الفرقاء المعنيين، طرقاً للتهدئة وللتسوية. هذا كان منطق عملنا في صيف 2006، يوم سعينا مع إقرار القرار 1701 لكي يتوقف النزاع، ويتمكن بلدكم من الاهتمام بإعادة إعماره. هذا كان أيضاً منطق تضامننا الإنساني والمالي، بكل ما فيه من أصالة الذي دفعنا لعقد مؤتمر باريس ? 3. وهذا كان كذلك أساس جهودنا التي لم تعرف الكلل والتي قادها وزير الخارجية برنار كوشنير سواء في لاسيل ? سان كلو أو في بيروت.وأن يتصالح لبنان مع ذاته، فيخط درباً للأمل وللمنطق عندها نتقاسم نحن الفرنسيين مع اللبنانيين أملهم ورغبتهم في الانطلاق بورشة إعادة الإعمار. ذلك أن لدينا نحن الفرنسيين إيماناً بعبقرية كل بنات وأبناء هذا الوطن الساعين كي تعود الحياة الى الانطلاق من جديد، وكي تنجز مشاريع جديدة، وكي توضع إرادة الخلق لدى اللبنانيين وقوتهم لمصلحة الجميع، ولكي تتوقف الاغتيالات". وخاطب الرئيس سليمان قائلاً:"إن انتخابكم الباهر يدخل لبنان في مرحلة جديدة. انتخابكم، فخامة الرئيس، ضمانة أمل لكل اللبنانيين الذين يقدّرون الخصال الحميدة الكبرى لديكم والتي حققت شهرتكم في قيادة الجيش: جيش كان ضامناً لحرية التعبير يوم التظاهرات الضخمة التي عرفها"ربيع بيروت"، جيش هو إحدى الركائز الأساسية للدولة ولطرق الدفاع عنها، جيش منتشر في الجنوب بالتنسيق مع قوات الطوارئ الدولية يونيفيل كي تفرض الدولة سيادتها على أراضيها. وأقول: جيش شجاع، وعملاني، هو رأس حربة في محاربة الإرهاب، كما أثبت ذلك في معارك نهر البارد، يوم لعبتم، شخصياً، دوراً أساسياً. وعلى وجه الخصوص: جيش لبناني يشكل إحدى أهم المؤسسات في الدولة، ومن الأكثر احتراماً، كونها رمزاً للوحدة الوطنية. هذه الصفات، فخامة الرئيس، ستضعونها في خدمة أهداف ومسؤوليات أكبر، لعل أبرزها: تأمين استقرار البلد ومؤسساته، وتوطيد حرية ورفاهية كل المواطنين، ضمن احترام تنوعهم الثقافي والديني، وأخيراً وليس آخراً، إعادة لبنان الى موقعه الطبيعي في المنطقة والعالم. هذه هي باختصار الأهداف المشروعة التي حددتموها، في خطاب القسم الشهير الذي ألقيتموه في 25 أيار مايو 2008، والذي لقي ترحيب الجميع". وتابع ساركوزي:"إذاً، إن فرنسا كلها ترغب في مساعدتكم في إعادة إحياء الدولة اللبنانية، بحيث تفرض هذه الدولة على الجميع كدولة قوية، ومستقلة. لكل الدول الحق في أن تكون مستقلة. فبحق أولى أن يتمتع لبنان باستقلاله، فارضاً احترامه على الجميع كدولة تتمتع بمؤسسات متينة، تضع نفسها في خدمة كل اللبنانيين. إن فرنسا كلها، وأوروبا كلها تريد أن تقف الى جانبكم لمساعدتكم في تحقيق هذه الأهداف، التي تؤمن الوئام والسلام الداخلي، وتبعد التهديدات والمآسي التي تثقل بوطأتها على كاهل وطنكم والمنطقة. كان هناك الكثير من الألم وسقط كثير من الضحايا في لبنان. وهذا يجب أن يتوقف اليوم وليس غداً. اليوم، من دون أي شرط. عندها بعد مآسي الدم، واحتراماً لمفهوم الصداقة والثقة التي تجمعنا سنعمل معاً من أجل توطيد وإغناء العلاقة القائمة مع لبنان لقد كنا الى جانبكم في الأيام السوداء كما في الأيام الحلوة، وأود أن أستذكر هنا، الالتزام الثابت في هذا الاتجاه للرئيس جاك شيراك. نحن إذاً سنبقى كذلك. فرنسا هي صديقة للبنان، وكل اللبنانيين، من دون أي استثناء وسنبقى نصون الالتزام عينه لنساهم في إعادة إعمار كل المشاريع القائمة: يجب إعادة بناء الدولة، وإعادة إحياء الاقتصاد، والإفادة من كل توصيات"باريس ? 3"... وهذا سيكون كذلك من مسؤولية رئيس مجلس الوزراء الأستاذ فؤاد .السنيورة، الذي أحييه، في شكل خاص، هو الذي أظهر شجاعة كبرى، خلال هذه السنوات الأخيرة. نحن سنبقى الى جانبكم من أجل الدفاع عن قضية لبنان لدى مختلف المحافل الدولية، سواء في الأممالمتحدة أو لدى المؤسسات المالية المعقودة. نحن سنبقى الى جانبكم كذلك، لدعم طاقات وقدرات الجيش اللبناني". وقال ساركوزي:"إن فرنسا ترغب في مساعدة الجيش اللبناني، ضمن إطار بلورة استراتيجية دفاعية، من خلال حوار صادق بين اللبنانيين. وهذه الاستراتيجية لا يمكن بعد اليوم تأجيل البحث بها. نحن سنبقى الى جانبكم، كي لا يبقى استشهاد الرئيس رفيق الحريري وتلك القائمة الطويلة من الاغتيالات التي طاولت، منذ تشرين الأول اكتوبر 2004، أبرز أبناء لبنان، من دون عقاب. إن المجرمين القتلة يجب أن يعرفوا أنهم سيدفعون ثمن فعلتهم. هذا هو الهدف المقصود من إنشاء المحكمة الدولية، التي دعمتها فرنسا سياسياً، ديبلوماسياً ومالياً. وأخيراً، سنبقى الى جانبكم، كي يُطبّق اتفاق الدوحة، والذي توّج مسيرة حاولت فرنسا فيها أن تكون لها مكانة أساسية، بصورة كاملة. وليُسمح لي أن أتوجه بالتقدير الى دولة قطر وقيادتها، كذلك الى الجامعة العربية". وأضاف:"وإذا سمحتم لي ? أيها الصديق ميشال، مع مستهل ولايتكم، وفي وقت ينطلق فيه لبنان الى مسيرة الأمل، وفي الوقت الذي عليه أن يلتقط هذه الفرصة المهمة في تاريخه الطويل ليُرسي أسسالمصالحة الوطنية، أود أن أقول لكم إن صداقتنا ليست فقط على المستوى الكلامي. فمع دولة رئيس مجلس الوزراء، قررنا إيفاد بعثة الى لبنان، مع مطلع الأسبوع المقبل لنرى كيف يمكننا أن نضاعف حجم المساعدات المدرسية المخصصة للبنان، ولخدمة اللبنانيين كافة. أعرف أن هناك 27 مؤسسة تربوية. ولا يعود لي أن أختار اليوم، أياً منها ستستفيد من هذه المضاعفة. أود أن أقول للبنانيين أن أفضل دليل على ثقتنا بمستقبل وطنكم هو قرارنا هذا، في إطلاق مضاعفة تمويلنا للمساعدات التربوية الفرنسية، وذلك انطلاقاً من هذا العام. في الوقت عينه الذي ندعم به الجيش اللبناني، نحن نريد إذاً أن نساهم في تطوير الثقافة والقيم الثقافية، والأسس التربوية. وخلال الشهر المقبل، فإن رئيس الوزراء ووزيري الاقتصاد والمال سيقودون بعثة اقتصادية مهمة للمساهمة في إعادة إعمار لبنان". وزاد ساركوزي:"أود أن أقول لكم كل تقديري، مكرراً إرادتي الحازمة، وهي عينها رغبة رئيس الوزراء فرنسوا فيّون لدعمكم في كل المجالات التي تتمنون، وذلك بهدف بقاء لبنان مستقلاً، بصورة كاملة، ولبنان حراً، ولبنان متحداً، لأن لبنان عانى كثيراً في الماضي، وهو لأجل ذلك بحاجة لمساعدة كل أبنائه، أياً كانت طائفتهم. هذا هو لبنان السيد. وأنا أود أن أرفع كأسي لأشرب نخب مستقبل هذا اللبنان، الذي نحبه نحن الفرنسيين كثيراً.ونخب الصداقة الأبدية بين بلدينا. نعم فخامة الرئيس، أود أن أقول هنا في بيروت: عاش لبنان، عاشت فرنسا، لهذا الكلمات وقع خاص لكل واحد منا، هنا في بيروت". وبعد انتقال ساركوزي الى قصر الصنوبر، عقد سليمان وبري والسنيورة اجتماعاً ثلاثياً في مكتب رئيس الجمهورية جرى خلاله تقويم المحادثات مع الرئيس الفرنسي والأوضاع العامة في البلاد. وفي الثالثة وعشر دقائق اختتم ساركوزي زيارته الرسمية الى لبنان، التي استمرت نحو خمس ساعات، عائداً الى بلاده على متن الطائرة الفرنسية الخاصة. تبادل هدايا... ومواقف لأقطاب الحوار تبادل الرئيسان ميشال سليمان ونيكولا ساركوزي خلال لقائهما الهدايا التذكارية، فقدم الرئيس الفرنسي الى نظيره اللبناني كتاباً أثرياً بخط المفكر الفرنسي الكبير شارل دو مونتيسكيو، فيما قدم سليمان لضيفه إناء مزهرية فينيقياً يعود تاريخه الى ما بين العامين 600 و900 قبل الميلاد، وهو من الحفريات الأثرية في جبيل. وقال رئيس كتلة"المستقبل"النيابية سعد الحريري:"هذه زيارة خير للعهد الجديد عهد الرئيس ميشال سليمان، وان شاء الله تشكل الحكومة بأسرع وقت، ولا يوجد خلاف وهناك تشاور في شأن تشكيلها". وعن الأحداث الأمنية الأخيرة، أوضح:"بعد قرارات مجلس الأمن المركزي، الأهالي سيعودون الى منازلهم، وقوى الأمن والجيش اللبناني ستكون قاسية جداً في التعاطي مع أي مخل بالأمن". وعن خطاب الرئيس ساركوزي قال:"كلام الرئيس ساركوزي كان واضحاً بالنسبة للمحكمة ولدعم لبنان ولكل شيء يطلبه لبنان وإن شاء الله كل شيء يسير في الاتجاه الصحيح". سئل: هل ستعاودون المشاركة في تأليف الحكومة وفي الاتصالات لتشكيلها؟ أجاب:"نحن سنشارك وما يهمنا أهلنا، واتفاق الدوحة واضح ويقول بوقف التعديات على بيروت، ونرى أن ما صدر عن مجلس الأمن المركزي واضح وصريح، واتفقنا على إزالة معظم الأعلام والصور وان لا يكون هناك استفزاز لأي مواطن من أي حزب كان وترجع بيروت عاصمة لبنان، خصوصاً أن كل الأطراف وقعوا أمام كل الرأي العام العربي والعالمي على عدم اللجوء الى العنف". سئل: حزب الله قال انه يريد وزيراً سنّياً وآخر درزياً وانه ينتظر رد، هل توافق على وزير سنّي مقابل وزير شيعي؟ أجاب:"هناك مشاورات جارية ونرى الى ماذا ستفضي". وهل أنتم مستعدون كفريق 14 آذار لتحسين العلاقات مع سورية، خصوصاً بعد زيارة ساركوزي؟ أجاب:"نحن قلنا اننا نريد علاقات ديبلوماسية مع سورية". وهل أنت مستعد لزيارة سورية؟ أجاب:"ما دخلي بذلك هناك رئيس". قال رئيس"اللقاء الديموقراطي"النائب وليد جنبلاط بعد انتهاء الغداء الذي أقامه الرئيس ميشال سليمان على شرف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي:"زيارة ساركوزي دعم أساسي للدولة اللبنانية وخطابه يلاقي خطاب القسم للرئيس سليمان في أنه لا بد من أن يكون لبنان مستقلاً ودولة واحدة، وعلى أهمية المحكمة الدولية للنظر في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وهذه التفاصيل التي استنتجتها وعلينا كلبنانيين أن ندخل في عملية بناء الدولة والحوار. وعن تأليف الحكومة قال:"الأمر يعود الى الرئيس السنيورة"، نافياً علمه أين أصبحت المشاورات. وعن زيارة الرئيس الأسد للبنان، قال جنبلاط:"أفضل شيء أن يجتمع الرئيسان على الحدود كما فعل الرئيسان جمال عبدالناصر وفؤاد شهاب طبعاً لا أشبه بشار الأسد بجمال عبدالناصر، وإنما من أجل أن يكون هناك خيمة للاعتراف بلبنان". وقال رئيس كتلة"الوفاء للمقاومة"النيابية حزب الله محمد رعد:"هذا اللقاء سيساعد على تبديد المناخات التي ولدت من خلال التوتر والاحتقان وفي النهاية عندما يلتقي المسؤولون يتحدثون ويسمعون. وتمنى أن يؤسس لقاء بعبدا لحوارات جدية ومتواصلة، معتبراً ان"الأساس اليوم هو لتشكيل الحكومة"، نافياً أن يكون لدى"حزب الله"مشكلة في الأسماء. وأكد رئيس الهيئة التنفيذية لپ"القوات اللبنانية"سمير جعجع"ان زيارة ساركوزي هي دعم للبنان خصوصاً في هذه المرحلة". وثمن رئيس تكتل"التغيير والإصلاح"النيابي ميشال عون"اهتمام فرنسابلبنان وفق ما ورد في كلمة الرئيس ساركوزي". ورداً على سؤال عن ولادة قريبة للحكومة قال:"لا أتوقع ذلك ما دامت هناك نيات ومنها اتهامنا بالعرقلة"، مشيراً الى"ان لا فيتو لديه على أحد في التشكيلة الحكومية". وأضاف:"لا مطالب لدينا وإنما حقوق نريدها ولا تراجع عنها". أشاد نائب رئيس مجلس الوزراء السابق عصام فارس بزيارة ساركوزي الى لبنان والكلمة المميزة التي ألقاها. وهو غاب عن المناسبة بسبب وجوده في الخارج. التقى الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني خالد حدادة نظيرته الفرنسية ماري - جورج بوفيه، التي كانت في عداد الوفد الرئاسي الفرنسي، وأوضح بيان للحزب ان حدادة اطلعها على موقف الحزب من اتفاق الدوحة معتبراً ان"نتيجته الإيجابية الوحيدة تكمن في كونه أجّل انفجار الحرب الطائفية".