رجح السفير الفلسطيني لدى مصر نبيل عمرو أن تستضيف القاهرة حواراً فلسطينياً قريباً لرأب الصدع بين حركتي"فتح"و"حماس"، فيما قالت مصادر مصرية إنها تنتظر"ضمانات"لإنجاح مثل هذا الحوار قبل رعايته. وعلمت"الحياة"أن شخصيات فلسطينية مستقلة التقت الرئيس محمود عباس ورئيس المكتب السياسي ل"حماس"خالد مشعل لدفع جهود المصالحة. وبدا أن إعلان عباس استعداده لبدء حوار مع"حماس"حرّك المياه الراكدة، إذ بدأت اتصالات مكثفة من أجل استثمار هذه التصريحات في اتجاه الوصول إلى نتائج ملموسة تؤدى إلى رأب الصدع. وقال عمرو ل"الحياة"إنه يتوقع أن يكون الحوار"على أساس مرجعيات المبادرة اليمنية واتفاقي مكةوالقاهرة وقرارات وزراء الخارجية العرب"، مشيراً إلى أن تصريحات الرئيس الفلسطيني"سببها كثرة الضغوط عليه من الأصدقاء ومماطلة الإسرائيليين". وطالب"حماس"بأن"تتفهم ذلك". وسألت"الحياة"مصادر مصرية عما إذا كانت القاهرة مستعدة لاستضافة مثل هذا الحوار، فأجابت أن"هذا القرار تتخذه القيادة السياسية. لكن في كل الأحوال، إذا طلب منا استضافة مثل هذا الحوار، فلن نعارض خصوصاً لو ضمنّا نجاحه". واعتبر تصريحات عباس"مدخلاً طيباً وخطوة في اتجاه صوغ علاقة طيبة بين الفلسطينيين تمهد لإعادة اللحمة". وأكد القيادي في"حماس"وممثلها في لبنان أسامة حمدان تمسك الحركة بإعلان صنعاء، مشدداً على أنها"جاهزة لبدء حوار مباشر مع الرئاسة الفلسطينية على مرجعيات واضحة أقرها إعلان صنعاء، وهي وثيقة الوفاق واتفاق القاهرةومكة". وقال ل"الحياة":"نحن جالسون على طاولة الحوار في انتظار قدوم عباس عندما يتخلص من الضغوط التي عليه، ولسنا في حاجة إلى دعوة". واعتبر أن أمام عباس"تحدياً كبيراً بعدما فشلت التسوية وفشل في إقصاء حماس". ورأى أنه"دعا إلى الحوار بعدما فقد الأمل في الإسرائيليين، ويحاول الآن العودة إلى البيت الفلسطيني"، مؤكداً أن"حماس ستتعاطى مع صحوته المتأخرة بإيجابية". وفي سياق متصل، كشف عضو"منتدى فلسطين"رجل الأعمال منيب المصري ل"الحياة"أنه زار دمشق الاثنين الماضي والتقى مشعل بغرض تفعيل مبادرة قدمها المنتدى أخيراً لتحقيق المصالحة الفلسطينية، كما التقى عباس قبل توجهه إلى دمشق. وقال إن الأخير"دعم التحركات التي نقوم بها كمستقلين فلسطينيين من أجل تقريب وجهات النظر بين فتح وحماس كخطوة، وهو يريد أن يحاور حماس على أسس متفق عليها مسبقاً". وقال انه لمس خلال لقائه مشعل"تجاوباً في اتجاه التقارب مع السلطة. وباختصار شديد، هناك رغبة لدى الجانبين في التوصل إلى حل، لذلك سأعود لتقديم ورقة لهما حول كيفية الحل". ورأى أن على"الجانبين أن يقدما على خطوات لحلحلة الموقف، وهناك خطوات يجب أن تبادر بها حماس". وأشارت مصادر مطلعة على اتصالات وفد المنتدى إلى أن مشعل"لمح إلى إمكان تقديم موقف أكثر مرونة على طاولة الحوار، وأبدى تمسكه بعدم تجاوز اتفاق مكة وحكومة الوحدة الوطنية".