أكدت مصادر فلسطينية ل «الحياة» امس ان رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل سيلتقي في دمشق بعد ظهر اليوم وفداً من حركة «فتح» يضم عضوي اللجنة المركزية عزام الاحمد ونصر يوسف في محاولة ل «اطلاق حوار» بين الحركتين كمرحلة اولى، تعقبه زيارة مسؤولين في «حماس» للقاهرة، وذلك في ضوء «تفاهم» حصل بعد «لقاء صريح» بين مشعل ومدير المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان خلال ادائهما مناسك العمرة في مكةالمكرمة. وبحسب المعلومات المتوافرة، فإن لقاء عرضياً جمع مشعل وسليمان في مكة اسفر عن اتفاقهما على «لقاء رسمي» بعد المحادثات التي اجراها الوزير المصري مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ومدير الاستخبارات السعودي الأمير مقرن بن عبدالعزيز. وتضمن لقاء مشعل - سليمان عرض كل طرف «موقفه الصريح والحقيقي» من المصالحة الفلسطينية وأسباب عدم توقيع «حماس» على الورقة المصرية، اذ اصر اللواء سليمان على توقيع الورقة من دون اي تعديل، في مقابل عدم قبول مشعل ذلك واقتراح التوصل الى تفاهمات فلسطينية «تكون جزءاً لا يتجزأ من الاتفاق». وتابعت المصادر: «على رغم ان كلاً منهما بقي في مربعه ازاء ورقة المصالحة وعلاقتها بالتفاهمات بين «فتح» و «حماس»، اقترح سليمان ان يطلب من رئيس السلطة محمود عباس ايفاد وفد من «فتحط للقاء مشعل وبحث الموضوع في محاولة لايجاد تفاهمات فلسطينية من دون التفاهم على توقيع الورقة وما اذا كان ذلك جزءاً من الورقة المصرية». وأضافت المصادر ان اللواء محمد ابراهيم اتصل بمسؤولين في «حماس» بعد عيد الفطر ليبلغهم ان عباس وافق على ارسال وفد الى دمشق للقاء مشعل، فقابلت قيادة «حماس» ذلك بتأكيد ضرورة اجراء حوار مع القاهرة، اذ ان «الاشكال الاساسي» هو مع مصر وإصرارها على الورقة ووجود «فيتو» مصري ودولي على ذلك. وتابعت المصادر انه بعد استشارات مصرية، ابلغت القاهرة «حماس» موافقتها على عقد لقاء واستضافة وفد من الحركة بعد اللقاءات مع وفد فتح» في دمشق اليوم. وكانت «حماس» طالبت، بعد صوغ القاهرة ورقة للمصالحة العام الماضي، بالعودة الى الالتزامات التي جرى التوصل اليها في مسودات الورقة. وبعد جهود عربية واسلامية، قلصت الحركة ملاحظاتها وتتضمن ان تكون القيادة الموقتة المزمع تشكيلها الى حين اعادة انتخاب مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية «غير قابلة للتعطيل»، اضافة الى ضرورة تشكيل لجنة الانتخابات من جانب الرئيس عباس ب «التوافق» مع «حماس»، الامر الذي يسري ايضاً على تشكيل لجنة أمنية عليا لتنفيذ المصالحة. كما تتضمن الاقترحات «اعادة بناء وهيكلة» الاجهزة الامنية في الضفة الغربية وقطاع غزة. كما اقترحت الاتفاق على موعد جديد للانتخابات بدلاً من الموعد السابق الذي كان مقرراً في حزيران (يونيو) الماضي، وان تكون الملاحظات «ملحقة بالورقة المصرية وجزءاً لا يتجزأ منها»، وان يتم التوقيع عليها في آن من جانب الاطراف المعنية والراعية والضامنة لاتفاق المصالحة. وكان الاحمد ويوسف وصلا امس الى دمشق التي تستضيف مؤتمراً برلمانياً عربياً يشاركان فيه. وتوقعت المصادر الفلسطينية ان يصر وفد «فتح» خلال لقائه مشعل على توقيع الورقة وفق المواقف السابقة على ان «يجري التفاهم لاحقاً على تشكيل حكومة وموعد الانتخابات»، فيما ستبدي «حماس» انفتاحاً على الحوار السياسي مع «فتح» في جميع القضايا ووضع «آليات» لهذا الحوار بما يحقق «شراكة حقيقية في المجالات الامنية والسياسية والاعداد للانتخابات». وربط مسؤولون بين اعادة الحديث عن المصالحة وموضوعي المفاوضات بين عباس واسرائيل من جهة وتنامي الاصوات الداعية الى الحوار مع «حماس». وفي حال حقق لقاء مشعل والاحمد بعض التقدم، يتوقع عقد لقاء آخر بين وفد «فتح» ومسؤولين آخرين في «حماس». التفاهمات مرجعية للمصالحة من جانبه، قال القيادي في حركة «حماس» أيمن طه ل «الحياة» في القاهرة إن الاجتماع المرتقب لوفد «فتح» مع قيادة «حماس» في سورية «جاء بطلب مصري واضح»، كاشفاً أن اللقاء الذي جمع اللواء سليمان ومشعل في السعودية تناول ضرورة تحريك ملف المصالحة. وأشار إلى أن مشعل أبلغ سليمان بأن الرئيس محمود عباس جمد الاتصالات مع «حماس» ولم يرسل الوفد الذي كان مفترضاً أن يرسله إلى غزة خشية أن تغضب مثل هذه الخطوة مصر، مضيفاً أن «سليمان وعد مشعل بأنه سيتحدث مع عباس في أول لقاء يجمعهما من أجل إرسال وفد من فتح للاجتماع مع قيادة حماس، وأكد له أن مصر لا تعارض على الإطلاق التوصل إلى تفاهمات فلسطينية - فلسطينية من خلال اجتماعات ثنائية بين الحركتين»، لافتاً إلى أن هذه الاجتماعات يجب أن تعقد بعيداً من مصر، لأن مصر تريد عقد حوار فلسطيني شامل يضم جميع القوى والفصائل الفلسطينية لأن المصالحة شأن فلسطيني عام وليس قاصراً على «فتح» و «حماس». ولفت إلى أن المسؤولين المصريين هم الذين أبلغوا قيادات الحركة بالاجتماع الثنائي في دمشق بين قيادتي الحركتين. ونفى طه ما تردد عن أن سليمان وافق على تعديل الورقة المصرية واضافة التفاهمات الفلسطينية – الفلسطينية عليها، وتضمينها ملحقاً للتوقيع، وقال: «مصر لا تزال ترى أن الورقة المصرية يجب ألا تمس»، معتبراً أن ترحيب سليمان بالتوصل الى تفاهمات فلسطينية ليس جديداً لكن «الجديد في الأمر موافقته على أن تكون ورقة التفاهمات مرجعية للمصالحة عند التطبيق على الأرض إلى جانب الورقة المصرية».