يلتقى وفد من حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"مع عدد من قادة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الجمعة 24 سبتمبر 2010 في دمشق لبحث استئناف ملف "المصالحة" بين أكبر فصيلين فلسطينيين، في مسعى لإنهاء حالة الانقسام التي يعاني منها الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة. ووذكرت شبكة ال ( سي ان ان ) أنمصادر من كلا الحركتين كشفت أن استئناف الحوار بين فتح وحماس يأتي نتيجة للقاء الذي تم بين رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، ومدير المخابرات المصرية، عمر سليمان، أثناء أدائهما "العُمرة" في مكةالمكرمة أواخر شهر رمضان الماضي. وذكر عضو المكتب السياسي لحماس، عزت الرشق، أن "حماس هي من هيأ للقاء ودفعت باتجاهه، رغم الأجواء المشحونة الناجمة عن تصعيد أجهزة (محمود) عباس بالضفة ضد عناصر وقيادات الحركة". وبشأن تفاصيل اللقاء بين مشعل ومدير المخابرات المصرية، قال الرشق إنه كان إيجابياً بين الطرفين. وأضاف الرشق أن مشعل أوضح لسليمان أن تعثر المصالحة مرده رفض حركة فتح، وزعيمها محمود عباس، لأي تفاهمات فلسطينية- فلسطينية حول ملاحظات الفصائل على الورقة المصرية، وتراجع عباس عن تفويضه لوفد الشخصيات المستقلة برئاسة منيب المصري، لإنجاز هذه التفاهمات وتذليل العقبات التي تعترض المصالحة. كما أشار القيادي بحماس إلى أن سليمان نفى، من جانبه، أن مصر ترفض التوصل إلى تفاهمات فلسطينية- فلسطينية، وأنها لا تمانع من عقد لقاء بين حماس وفتح لانجاز هذه التفاهمات، لكنه شدد على أن القاهرة ما زالت تشترط التوقيع على الورقة المصرية دون إجراء تعديلات عليها. وبحسب الرشق، فقد طلب مشعل من مدير المخابرات المصرية أن يحث حركة فتح ومحمود عباس على عقد لقاء مشترك لانجاز هذه التفاهمات، وبالفعل تحدث سليمان مع عباس، خلال وجود الأخير بالقاهرة في هذا الشأن، حيث أوفد عزام الأحمد وقيادات أخرى إلى دمشق. من جانبه أكد عزام الأحمد، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، أنه سيلتقي مع قادة من حركة حماس على هامش انعقاد البرلمان العربي في العاصمة السورية، المزمع عقده اليوم الجمعة، مشيراً إلى أن اللقاء مع قادة حماس ليس الأول، حيث جرت لقاءات سابقة في غزة وبيروت وفي الضفة الغربية وفي دمشق. وأبدى القيادي بحركة فتح استعداد الحركة "مراعاة" ملاحظات حركة حماس وكافة الفصائل الفلسطينية على الورقة المصرية، مشيراً إلى أن عباس أكد على ذلك أكثر من مرة، وقال: "'نأمل أن تأتينا حماس بمواقف جديدة، خاصةً بعد لقاء سليمان ومشعل في مكةالمكرمة، على هامش أدائهما شعائر العمرة".