توصل الحزب الديموقراطي السبت إلى اتفاق يحل مشكلة مندوبي ولايتي فلوريدا وميشيغن اللتين نظمتا انتخابات في موعد يخالف انظمة الحزب، في قرار يمكن ان تطعن به المرشحة هيلاري كلينتون وقبل به خصمها باراك اوباما. ووجه الحزب بذلك ضربة جديدة إلى الطموحات الرئاسية لكلينتون التي يتقدم عليها منافسها اوباما في السباق إلى ترشيح الحزب الديموقراطي للرئاسة الاميركية. وقررت لجنة التسويات بالاجماع السماح لمندوبي فلوريدا الذين انتخبوا في الاقتراع التمهيدي الذي جرى في الولاية في 29كانون الثاني - يناير، بالمشاركة في المؤتمر الوطني للحزب، لكن لا يملك كل من هؤلاء المندوبين سوى نصف صوت. اما القرار المتعلق بميشيغن والذي تبنته اللجنة ب 19صوتا مقابل ثمانية، فينص على منح مندوبين اختيروا بموجب حل تقدم به ناخبون نافذون في الولاية، الحق في نصف صوت ايضا لكل منهم. واكد فريق كلينتون انه "يحتفظ لنفسه بحق استئناف" القرار، ملوحا بذلك باحتمال حدوث انقسام طويل قبل اربعة اشهر على الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في تشرين الثاني - نوفمبر المقبل. ويسمح الحل الذي اقرته لجنة التسوية لكلينتون بالحصول على اصوات 19مندوبا في فلوريدا وخمسة في ميشيغن. إلى ذلك قرر باراك اوباما السبت الانسحاب من كنيسة شيكاغو التي كان ينتمي اليها منذ عشرين عاما، غداة جدل جديد يمكن ان يضر به في حملة الانتخابات الرئاسية. وقال اوباما في تجمع انتخابي في ولاية داكوتا الجنوبية "ميشال (زوجته) وانا قلنا للقس اوتيس موس اننا انسحبنا من كنيسة الثالوث". واضاف "لم اتخذ هذا قرار بسهولة وبصراحة انه قرار يحزنني"، مؤكدا في الوقت نفسه "انها خطوة جيدة لمصلحة الكنيسة ولمصلحة عائلتنا". من جهته وجه المرشح الجمهوري إلى البيت الابيض جون ماكين سهامه إلى اوباما بدون ان ينتظر ترشيح سيناتور ايلينوي (شمال) رسميا للحزب الديموقراطي وبدء حملته فعليا في السباق إلى البيت الابيض. فمنذ اسابيع يتصرف سناتور اريزونا (غرب) الذي ضمن ترشيح الحزب الجمهوري منذ بداية اذار - مارس، كما لو ان هيلاري كلينتون باتت فعلا خارج السباق الرئاسي. والتباين صارخ بشكل ملفت بين ماكين البالغ من العمر 71عاما والذي يحتل مقعدا في مجلس الشيوخ منذ 1982(في البداية كنائب ثم منذ 1986كسناتور عن اريزونا)، ومنافسه الديموقراطي البالغ من العمر 46عاما والعضو في مجلس الشيوخ منذ 2004فقط. وبطل حرب فيتنام لم يكف عن التنديد ب"عدم خبرة" خصمه و"سذاجته" المفترضة حول مسائل الامن القومي. اما اوباما فيرى من جهته في ماكين نسخة شاحبة عن جورج بوش ويتهمه بانه يريد مواصلة السياسة نفسها التي ينتهجها السيد الحالي للبيت الابيض. والعراق هو الموضوع الرئيسي في المواجهة بين المرشحين. فماكين يدعم الحرب منذ البداية ودعا في وقت مبكر جدا، خلافا لموقف وزير الدفاع انذاك دونالد رامسفلد، إلى زيادة عدد الجنود الاميركيين على الارض.