تحتضن "دار الثقافة ابن رشيق" في العاصمة التونسية منذ أيام معرضاً للمصور الفوتوغرافي والإعلامي التونسي محمد الهادف، يتضمن نحو 28 لوحة فوتوغرافية بالألوان وبالأبيض والأسود في قياسات مختلفة. والمعرض نتاج رحلة فوتوغرافية مشوقة رصدتها عين تونسية على مسافة تجاوزت 5500 كيلومتر في أعماق الصحراء الأفريقية الكبرى على المثلث الحدودي الليبي - الجزائري - النيجري، وجولة بين جبال أكاكوس الليبية التي تعتبر إحدى عجائب الطبيعة ومصنفة ضمن التراث الإنساني، بحسب منظمة"يونيسكو". كما يسافر المعرض بزواره إلى بحيرات أدهان أوباري بكثبانها الفاتنة والمدن الليبية التاريخية، مثل غدامس بعمارتها الشهيرة ومدينتها العتيقة المصنفة ضمن التراث الإنساني العالمي، وكذلك مدينة غات، عاصمة الطوارق ومهرجانها العريق الذي يكرّم في كلّ عام البداوة وفرسان الصحراء، إضافة إلى مدن أخرى مثل نالوت وكاباو وأقار. اقتفى المعرض أثر الحياة وملحمة أبطال الصحراء في تفاصيل الحياة اليومية وفي ذرات الرمال وصخور أكاكوس الفريدة وذاكرة الصحراء المديدة. فهناك، اكتشفت أقدم مومياء محنطة لطفل يبلغ سنتين ونصف السنة تعود الى 5500 سنة، أي أنها أقدم من مومياء الفراعنة بألف و500 سنة. وهذا يعني أسبقية سكان الصحراء في اختراع التحنيط. إنها مومياء"مون هجاج"الموجودة الآن في متحف السرايا الحمراء في طرابلس الليبية. كما توجد في كهوف جبال أكاكوس نقوش بدائية يعود تاريخها الى أكثر من 20 ألف سنة، ما جعل الخبراء يطلقون عليها اسم"لغز تاسيلي الكبير". كما يضم المعرض عدداً من اللوحات عرضت في كانون الثاني يناير الماضي في مدينة طرابلس الليبية ضمن معرض جماعي بمبادرة من رابطة الصحافيين والإعلاميين في المدينة وحازت تنويه النقاد واهتمام الهيئة العامة للسياحة والصناعات التقليدية في ليبيا فيه. وكان"الطريق إلى أكاكوس"افتتح احتفالية"شهر التراث"في محافظة قفصةالتونسية، وعرض سابقاً في كثير من الفضاءات الثقافية والسياحية في تونس. والمعرض هو الخامس لمحمد الهادف، بعد معارض فردية وجماعية سابقة في مجالات الموسيقى وخصوصاً موسيقى الجاز.