نفى رئيس"منظمة البلدان المصدرة للنفط"أوبك وزير الطاقة والمناجم الجزائري شكيب خليل أمس، تقارير عن عزم أعضاء آخرين في المنظمة زيادة الإنتاج على غرار السعودية، التي أعلنت الجمعة أنها ستزيد إنتاجها إلى 9.7 مليون برميل يومياً في تموز يوليو وهو أسرع معدل زيادة لإنتاج المملكة منذ عقود. وصرح في حديث الى وكالة"رويترز"، رداً على سؤال عن تقارير صحافية وردت أخيراً بهذا الشأن:"كلا... لم أسمع شيئاً عن هذا". ويرأس خليل"أوبك"لعام 2008 لكنه أوضح أنه حضر مؤتمر جدة للحوار بين منتجي النفط ومستهلكيه بصفته ممثلاً للجزائر. وفي مؤتمر صحافي، أفاد خليل أن لا حاجة حالياً لزيادة إنتاج"أوبك"، معتبراً ان السوق"متوازنة"والأسعار المرتفعة"لا علاقة لها بأساسيات السوق". وقال ان"موقف أوبك هو أننا في هذه المرحلة نحتاج إلى دراسة السوق وسنعقد الاجتماع العادي في أيلول سبتمبر لاتخاذ قرار". وتساءل"إذا كانت الأسواق متوازنة في أيلول، فلماذا نزيد الإنتاج؟"مشيراً الى ان"ليست ثمة مشكلة في الإمدادات النفطية. وأكد رئيس الحكومة الجزائرية عبدالعزيز بلخادم استمرار بلاده في تأمين تزويد أوروبا بالطاقة. وقال على هامش زيارة نظيره الفرنسي فرانسوا فيون البلد:"الجزائر تساهم في شكل كامل في تزويد أوروبا بالطاقة، خصوصاً الغاز، بما في ذلك فرنسا". وكان خليل أعلن ذلك في وقت سابق مضيفاً:"من إجمالي صادرات البلاد من الغاز البالغة 62 بليون متر مكعب سنوياً، وُجّه 87 في المئة منها إلى دول حوض البحر المتوسط عام 2006". ويمثّل الغاز الجزائري 13 في المئة من الاستهلاك الإجمالي لأوروبا الغربية، وتصل هذه النسبة إلى 30 في المئة بالنسبة إلى إسبانيا و32 في المئة بالنسبة إلى إيطاليا. وتملك الجزائر ثلاثة في المئة من الاحتياطات العالمية من النفط، ويبلغ العمر الافتراضي لها نحو 50 سنة. وتنتج 1.4 مليون برميل يومياً من النفط و150 بليون متر مكعب سنوياً من الغاز. أما وزير النفط الكويتي محمد العليم فأكد ان"أوبك"وكذلك الكويت"لن تترددا"في اتخاذ قرار برفع إنتاجهما إذا كانت ثمة حاجة تستدعي ذلك. لكنه اعتبر مثل خليل ان"أساسيات السوق حالياً ليست العامل المؤثر في رفع الأسعار"، مشيراً إلى"عوامل أخرى كثيرة، منها المضاربات في الأسواق ومحدودية المصافي وتراجع الدولار والأوضاع الجيوسياسية". وأضاف:"لا شك في ان ثمة هاجساً كبيراً لدى الجميع في محاولة تحقيق استقرار الأسواق النفطية. سنجلس إلى الطاولة ذاتها مع الآخرين ونتحدث عن الهم المشترك فنحن في القارب ذاته". وأكد وزير النفط القطري عبدالله العطية ان في السوق العالمية إمدادات جيدة من النفط الخام، وان ارتفاع الأسعار الى مستويات قياسية ناتج من المضاربة. وقال:"نحتاج إلى مناقشة المواضيع بشفافية ووضوح وهدوء في الاجتماع لمعالجة المشاكل، وينبغي للجميع السماع للآخر من دون أي لوم". وأضاف في مؤتمر صحافي:"نحن هنا للاستماع وللتفكير بما يجب فعله، ولضمان استقرار السوق، ومناقشة العوامل التي تضغط عليها مثل المضاربات التي ساهمت كثيراً في رفع الأسعار. وكذلك يجب علينا التحدث عن العرض والطلب، والضرائب التي تفرض على النفط". وعن قول وزير الطاقة الأميركي سامويل بودمان أن لا دليل على ان المضاربات هي التي ساهمت في رفع الأسعار، قال:"هذا رأيه واحترمه، ويجب عليه احترام آراء الآخرين ايضاً". وعن المطالب بضرورة الإفصاح عن المعلومات المتعلقة بالنفط، قال:"رئيس المؤسسة الوطنية للنفط"في ليبيا شكري غانم:"نحن في ليبيا لم نخفِ المخزون النفطي للبلاد"، وطالب الآخرين بالكشف هم أيضاً عن احتياطاتهم النفطية. وعن تسعيرة النفط بالدولار والتحول إلى سلة عملات، أوضح أنها"عملية مصرفية ...، ولا أعتقد أنها مشكلة ذات أهمية كبيرة". وأشار إلى أن الزيادة الأخيرة لإنتاج السعودية"شأن سيادي سعودي، ولكن أعتقد أن السوق مشبعة بالنفط، ويمكن حتى أن نخفض الإنتاج". ورحب وزير النفط الهندي مورلي ديورا بقرار قوى النفط العالمية التي اجتمعت في جدة على عقد اجتماع ثان في لندن في تشرين الأول أكتوبر. وقال لصحافيين:"هذه بداية مبادرة". ورأى النائب الأول لمدير صندوق النقد الدولي جون ليبكسي ان أسعار النفط الحالية ستؤثر في النمو الاقتصادي العالمي هذه السنة إذا استمرت على المستوى ذاته. وقال لوكالة"رويترز"على هامش مؤتمر جدة:"إذا استمرت هذه الأسعار على ما هي، فستقلص النمو العالمي، على رغم انه كان مطلع السنة اكثر مرونة مما كان متوقعاً". أعطال في نيجيريا وأعرب وزير الاقتصاد الإيطالي جوليو تريمونتي عن خشيته ان يبدد توقف إنتاج بعض المنشآت النفطية في نيجيريا، أثر الزيادة المتوقعة في إنتاج النفط السعودي على الأسعار. وأضاف في مؤتمر نقابي في بلدة ليفيكو تيرمي:"ثمة مجموعة مرعبة من الأحداث اجتمعت معاً، مثل توقف الإنتاج في بعض المنشآت في نيجيريا، ما قد يبدد أثر جهود زيادة الإنتاج في السعودية". وكان تريمونتي وصف من قبل المضاربة على النفط والسلع بأنها"وباء"القرن الحادي والعشرين، قائلاً إنها تمخضت عن آثار مدمرة بالنسبة إلى كل من الدول الغنية والفقيرة. وإيطاليا إحدى الدول المستوردة للطاقة وواحدة من دول عدة تضررت بشدة من ارتفاع الأسعار، ويُتوقع ان تواجه هذه السنة فاتورة طاقة حجمها 65 بليون يورو، بزيادة 38 في المئة عن فاتورتها قبل سنة. وأفاد وزير النفط النيجيري أودين أغوموغوبيا على هامش مؤتمر جدة، ان إنتاج بلاده من النفط كان نحو 1.8 مليون برميل يومياً قبل إغلاق بعض منشآت الإنتاج في الآونة الأخيرة. وأعلنت جماعة متشددة أول من أمس ان مسلحين فجروا خط أنابيب تديره الشركة الأميركية العملاقة"شيفرون"، أدى إلى توقف جزء من إنتاج نيجيريا ثامن أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم. وأعلن الجيش النيجيري ان الهجوم تسبب في وقف إنتاج نحو 120 ألف برميل يومياً من النفط الخام.