ستقترح السعودية رسميا عقد اجتماع قمة لزعماء"دول اوبك"السنة المقبلة و"على الارجح في ايلول سبتمبر سنة 2005 وعلى غرار القمة التي عقدت في فنزويلا عام الفين. ويبدو ان السعودية تحض الدول الاعضاء على تطبيق قرار الجزائر القاضي بخفض الانتاج مليون برميل يومياً اعتباراً من غد الخميس بعدما قال الوزير علي النعيمي امس ان بلاده تطبق قرارات الجزائر. وعاد النفط الى الارتفاع امس متأثراً بموقف الوزير النعيمي. مهد وزير النفط والثروة المعدنية السعودي علي النعيمي الطريق امام تطبيق القرار الذي اتخذته"اوبك"في اجتماع الجزائر القاضي بخفض الانتاج مليون برميل يومياً اعتباراً من الخميس اول نيسان ابريل المقبل. ويعقد وزراء النفط والطاقة في"اوبك"اجتماعهم الدوري العادي في فيينا اليوم لتثبيت القرار السابق على رغم مطالبة اكثر من دولة من بينها الاماراتوالكويت بتأجيله الى مطلع حزيران يونيو المقبل. ومع ان النعيمي قال ل"الحياة"في فيينا"ان من السابق لاوانه التكهن بنتيجة اجتماع أوبك"اوضح ان المنتجين"لا يمكنهم السيطرة على المستثمرين المضاربين الذين دفعوا الاسعار الى الارتفاع السنة الجارية". وشدد النعيمي على ان سياسة"أوبك"ينبغي ان تركز على العرض والطلب في السوق وليس الاسعار راجع ص 13. وقال النعيمي للصحافيين امس انه اجتمع بنظيره المكسيكي فيليبي كالديرون في فيينا الاثنين"لكن لم يبحثا احتمال مشاركة المكسيك في السياسة الانتاجية لاوبك". وكان وزير الطاقة الكويتي الشيخ احمد الفهد الصباح قال صباح امس"ينبغي تأجيل خفوضات الانتاج المقررة في نيسان واعادة النظر فيها في اجتماع بيروت المقرر في حزيران". وجاءت تصريحات الوزير الكويتي قبل مغادرته الكويت الى فيينا وقبل اجراء مشاورات مع وزراء المجموعة الخليجية في"اوبك". وقال الوزير العراقي ابراهيم بحر العلوم انه سيدعو لعقد اجتماع آخر في ايار مايو لمراجعة العرض والطلب في سوق النفط، ما يعني انه يتبنى موقفاً في الوسط بين المطالبين بتأجيل التطبيق الفوري للخفض ومن ينادي بتأجيله ثلاثة شهور على الاقل. ولا يزال انتاج العراق خارج نظام الحصص الذي تطبقه المنظمة. وقال وزير الطاقة والمناجم الجزائري شكيب خليل"ان صدقية اوبك ستتضرر وستهبط اسعار النفط بشدة اذا لم تطبق اوبك خفوضات الانتاج في اول نيسان". وشدد على ان"ضياع صدقية اوبك ستكون له عواقب وخيمة على مستويات الاسعار". ومع تراجع سعر"سلة اوبك"الاثنين الى 31.13 دولار للبرميل من 31.57 دولار الجمعة انتعشت اسعار خام القياس الاوروبي"برنت"في بورصة النفط الدولية في لندن بعد خسائر مبكرة. وسجل الخام مستوى 32.05 دولار للبرميل في عقود ايار بعد تصريحات الوزير النعيمي. وصعد الخام الاميركي الخفيف في بورصة نايمكس في عقود ايار 15 سنتا الى 35.60 دولار للبرميل. وقال متعاملون ان السوق مترددة قبل اجتماع"اوبك"في فيينا وتوقعوا معاملات خفيفة بانتظار القرار الذي سيُتخذ اليوم. وانخفض"برنت"حتى الآن ستة في المئة دولاران منذ وصوله الى اعلى مستويات السنة في 15 آذار مارس الجاري. وكان النعيمي حذر، في اشارة الى ما جرى عام 1998، من"ان ضخ مزيد من النفط في السوق بسبب المستوى الذي وصلت اليه الاسعار سيكون مدمراً". من جهة ثانية ايد أمين الشؤون النفطية الليبي وزير النفط الجديد فتحي بن شتوان خفض انتاج"أوبك"حسب قرارات الجزائر"لان تطوّر وضع العرض والطلب في الربع الثاني من السنة يشير إلى أنه ينبغي على أوبك خفض انتاجها مليون برميل يومياً". ورأى أن مستوى الأسعار الحالي ليس مرتفعاً لأن قيمة الدولار انخفضت 30 في المئة، وان معظم تجارة ليبيا مع دول أوروبا يتم باليورو. وضعفت القوة الشرائية للدولار بشكل كبير. وكشف الوزير الليبي أن بلاده تُعد لمشاريع مشاركة للتنقيب والانتاج للنفط لزيادة طاقة ليبيا الانتاجية إلى مليوني برميل يومياً خلال ثلاثة أو أربعة سنوات. وقال"إن الاستثمارات التي تطلبها لزيادة الطاقة الانتاجية من النفط والغاز في ليبيا تصل الى 30 بليون دولار لمدة عشر سنوات". واشار بن شتوان الى ان الطاقة الانتاجية الحالية لليبيا هي 1.7 مليون برميل يومياً على رغم ان الانتاج لا يتجاوز 1.3 مليون برميل يومياً تماشياً مع قرارات"أوبك". وأضاف ان ليبيا تفتح قطاعيها النفطي والغازي لكل الشركات الأجنبية المهتمة بذلك من دون التمييز وتفضيل شركات أميركية أو أوروبية. وقال إن الاحتياط الليبي من الغاز هو بقيمة 45 تريليون قدم مكعبة، وان هناك مشاريع كبرى للغاز في ليبيا. وأكد ان مشروع"شل"للغاز لا يزال في البداية. في موسكو اشار بيان الى ان روسيا ستبلغ المجتمعين في فيينا بان"اسعار النفط مرتفعة اكثر من اللازم وينبغي على المنظمة والدول المنتجة من خارجها التعاون لخفض الاسعار لحماية نمو الاقتصاد الدولي". وجاء في البيان"ان هناك مخاطر بارتفاع حاد في معدلات التضخم العالمية اذا استمرت أسعار النفط عند مستوياتها المرتفعة الحالية".