توقع وزير النفط الجزائري شكيب خليل ان تبقى اسعار النفط عند مستوياتها الحالية، أي باتجاه الارتفاع، نظراً لغموض الرؤية بالنسبة الى عوامل عدة. وقال في حديث ل"الحياة" في باريس ان تعقيدات الوضع في العراق والصعوبات التي تتزايد مع زيادة الحوادث والهجمات تجعل توقع عودة النفط العراقي الى الاسواق أكثر صعوبة، بعد ان كان هناك اعتقاد في منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك بأن انتاج العراق سيعود الى الاسواق بسرعة، لكن الوضع مختلف الآن. قال وزير النفط الجزائري انه حتى لو عاد النفط العراقي الى الاسواق العالمية لن تكون الكميات بالمستوى الذي كانت عليه قبل الحرب. وأضاف انه ينبغي على منظمة "اوبك" ان تجري اتصالات واجتماعات مع ممثلي قطاع النفط في العراق للاطلاع منهم على التطورات في قطاع النفط في البلاد، لافتاً الى ان رئيس "أوبك" وزير الطاقة القطري عبدالله العطية اجرى بالفعل اتصالات في هذا الاطار مع المسؤول العراقي عن قطاع النفط ثامر غضبان. واضاف ان الاضرابات والوضع في نيجيريا، بالاضافة الى ان مستوى المخزون في الولاياتالمتحدة لم يرتفع في فترة الصيف حيث الطلب على استهلاك النفط مرتفع جداً، مع احتمال حدوث انتعاش في اقتصاد الولاياتالمتحدة عقب خفض الفائدة على الدولار، تزيد احتمال "بقاء اسعار النفط في المستويات الحالية وقد ترتفع". ويقوم خليل بزيارة رسمية الى فرنسا حيث التقى وزير المال فرانسيس مير ووزيرة الصناعة المكلفة شؤون الطاقة نيكول فونتين في باريس وعقد اجتماعاً للجنة المختلطة الفرنسية - الجزائرية للبحث في مشاريع مشتركة للتعاون في مجال الطاقة والسوق الاوروبية للغاز وعلاقتها بمشروع اقامة انبوب جديد للغاز في ارزو في الجزائر الى اسبانيا ومشروع انبوب غاز آخر من الجزائر الى سردينيا في ايطاليا. وقال خليل عن المؤتمر المقبل ل"اوبك" في 31 تموز يوليو انه من المبكر التوقع بما سيحدث من تطورات من الآن الى موعد هذا المؤتمر لكي نتوقع ما هي الاجراءات التي سنتخذها، لافتاً الى ان الاحداث غير واضحة بعد بالنسبة للعراق وغير ذلك من الأمور المؤثرة في السوق. وحول عائدات النفط الجزائرية المتوقعة هذه السنة، قال خليل: "اذا بقي سعر النفط عند المستويات التي هي سائدة الآن ستكون عائدات الجزائر بمستوى ما كانت عليه العام الماضي، اي نحو 18 بليون دولار. ولا تزال الجزائر تودع بعض احتياط هذه العائدات في صندوق لاستقرار العائدات في حال حدوث انخفاض خطير في الاسعار، فهو صندوق لوقاية البلد من انخفاض كبير في مستوى أسعار النفط". وقال ان الجزائر "بنت موازنتها على سعر 19 دولاراً لبرميل النفط لهذه السنة وهو مستوى معقول". ووصل خليل الى باريس من واشنطن حيث شارك في اجتماعات مجلس الاعمال الاميركي - الجزائري. وقال ان هناك اربع شركات اميركية تعمل حالياً في مشاريع تطوير النفط والغاز في الجزائر، لافتاً الى ان الشركات النفطية الكبرى مثل "اكسون موبيل" الاميركية و"رويال داتش/شل" البريطانية الهولندية ليست موجودة في الجزائر، لافتاً الى ان الجزائر "تأمل أن تأتي هذه الشركات في اطار المشروع الجديد الذي ستطرحه الجزائر في تشرين الثاني نوفمبر المقبل وهو لبناء انبوب غاز نحو الغرب". وقال خليل ان الجزائر عرضت 12 موقعاً للتنقيب ومنها للمرة الاولى موقعان بحريان في ارزو وفي بجاية. وأضاف انه في نهاية الصيف الحالي ستزاد الطاقة الانتاجية من النفط بنحو 100 الف برميل يومياً، لافتاً الى ان طاقة الانتاج ستصبح 1.5 مليون برميل يومياً سنة 2005. وذكر ان الجزائر طالبت رسمياً في آب اغسطس الماضي من "اوبك" زيادة حصتها الانتاجية الى 1.1 مليون برميل في اليوم، ولكن نظراً للاوضاع في السوق النفطية أُجل اتخاذ قرار في شأن ذلك، مؤكداً انه "ينبغي حل هذه القضية يوماً ما". وترأس خليل أمس ندوة لشركة النفط الوطنية الجزائرية "سوناطراك" في باريس تحدث فيها كبار موظفي الشركة عن المشاريع في مجال النفط والغاز. وسيعقد خليل صباح اليوم في باريس مؤتمراً صحافياً في نادي الصحافة العربية في باريس.