أكدت الشرطة العراقية ومصادر مستشفى ان 16 شخصاً، على الاقل، قتلوا وأصيب 35، عندما فجرت مهاجمة انتحارية نفسها وسط رجال شرطة يتناولون الغداء شمال بغداد أمس. ووقع الهجوم في بعقوبة، عاصمة محافظة ديالى، حيث يسعى متشددون من أعضاء تنظيم"القاعدة"الى العودة للسيطرة على المحافظة، على رغم الهجمات العسكرية المتتالية التي وضعتهم في موقف دفاعي. وأفادت الشرطة ومصادر مستشفى أن 16 شخصا قتلوا في الهجوم الذي وقع خارج مبنى محكمة في بعقوبة، على بعد 65 كيلومترا شمال بغداد. وأوضحت الشرطة ان امرأة سارت نحو مجموعة من رجال الشرطة أثناء تناولهم الغداء في مطعم مفتوح ثم فجرت العبوة المخبأة تحت ملابسها. واندلعت النار أيضا في عدد من السيارات. ونفذت انتحاريات عدداً من الهجمات خلال الشهور الستة الماضية، خصوصاً في ديالى. ويلقي مسؤولون أمنيون اللّوم في هذه التفجيرات على تنظيم"القاعدة"الذي يقولون إنه سعى الى تجنيد نساء لأن بإمكانهن تجنّب التفتيش. وتراجعت أعمال العنف في العراق الى أدنى مستوياتها منذ أربعة أعوام إلا أن انفجار أمس هو ثاني هجوم كبير خلال أسبوع. وألقت القوات الاميركية اللّوم على ميليشيا شيعية مارقة في انفجار شاحنة ملغومة أسفر عن سقوط 63 قتيلا في بغداد الثلاثاء الماضي. وكان هذا أكثر الهجمات دموية في بغداد منذ أكثر من ثلاثة شهور. ويتهم مسؤولون أميركيون أيضاً مسلحي"القاعدة"بتنفيذ تفجيرات كبيرة أسفرت عن سقوط الاف القتلى في العراق خلال الاعوام القليلة الماضية. ولكن الحملة العسكرية على التنظيم نجحت في طرده من معاقله التقليدية في محافظة الانبار الغربية وأجزاء من بغداد خلال العام الماضي. ومن بين المناطق التي أعاد مقاتلو"القاعدة"تنظيم صفوفهم فيها مدينة الموصل الشمالية التي وصفها الجيش الاميركي بآخر معقل حضري رئيسي لها. ويقول مسؤولون أمنيون عراقيون إن التنظيم بدأ يتفكك في المدينة في أعقاب هجوم شنّ هناك. وعملية الموصل كانت بين عمليات أمر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي باطلاقها خلال الشهور الاربعة الماضية، ضمن مساعيه لارساء النظام في المناطق التي كانت خاضعة من قبل لسيطرة الميليشيات الشيعية أو مسلحي"القاعدة". وأطلقت أحدث عملية الخميس في مدينة العمارة الجنوبية، معقل ميليشيا"جيش المهدي"التابعة لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر. وسيطرت القوات العراقية على العمارة من دون مواجهة، بعدما أعطى الصدر أوامره الى اعوانه بعدم المقاومة. وقال اللواء محمد العسكري، الناطق باسم وزارة الدفاع أمس إن سلسلة من عمليات الدعم شنت في أقاليم جنوبية أخرى للقبض على المتشددين الذين فروا من العمارة. إلى ذلك، دعا محافظ ديالى رعد جواد التميمي العائلات المهجرة الى العودة الى مناطقها، في ظل انحسار الارهاب وتحسن الوضع الأمني في المحافظة، مؤكدا جاهزية العناصر الامنية لتوفير الأمن لها، وشدد قائد الشرطة في المدينة على ضرورة اخلاء اللجان الشعبية منازل المهجرين. لكن التفجير الانتحاري الذي وقع أمس لا يساعد في عودة المهجرين. واكد التميمي في تصريح الى"الحياة":"بذل الجهود الوطنية لعودة العائلات في ظل التحسن الامني الذي شهدته مناطق خان بني سعد والكاطون والمقدادية وناحية الخالص والمناطق التي شهدت عنفا طائفيا، بعد انحسار الارهاب واعتقال مسؤولي وقيادات"القاعدة"وتنظيم ما يسمى بدولة العراق الاسلامية"، فيما جدد قائد الشرطة اللواء غانم القريشي دعوته اللجان الشعبية الى اخلاء منازل العائلات المهجرة بعد الاستيلاء عليها حيث قام مسلحون بإحراق ثلاثة منازل في قرية كشكول، محذرا من"تفجير المزيد من المنازل بدعوى استهدافها من القاعدة لمنع عودتها". وأكد القريشي ان"قوة تابعة لقوات طوارئ الشرطة اعتقلت خمسة من المطلوبين للقوى الأمنية في عملية عسكرية شمال بعقوبة". وأوضح ان المعتقلين متورطون بأعمال قتل وزرع عبوات وتهجير عائلات في منطقة حي المهندسين شمال بعقوبة". معتبرا"المنشورات التحريضية التي شهدتها أحياء السوق والمهندسين ضد عودة العائلات المهجرة محاولة فاشلة لارباك الوضع الامني". وكانت اللجنة الامنية التابعة لمحافظة ديالى اكدت عودة 68 عائلة إلى مناطق سكناها جنوببعقوبة. وأوضح المسؤول الاعلامي في اللجنة طالب احمد في تصريح أن"68 عائلة عادت إلى ناحية خان بني سعد وأن الاجهزة المختصة ماضية في دعوة 25 ألفا من العائلات النازحة للعودة". الى ذلك حذر مصدر امني من ارتفاع عدد الهجمات الانتحارية بعد الحصول على معلومات موثوقة عن ارسال المزيد من الانتحاريات اللواتي يحملن جنسيات عربية الى ديالى. واوضح المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه ل"الحياة"ان"14 انتحارية من بين 25 فجّرن انفسهن في غضون الستة شهور الماضية وان المعلومات الجديدة تؤكد ارسال المزيد منهن لتنفيذ هجمات جديدة". واشار المصدر الى ان"التوتر الامني اضطر 442 عائلة الى النزوح من قرى مزعيبل، والجمهورية الأولى والثانية، وهام الكيطان، والهميس، والنصيف، الى محافظة واسط بسبب تعرضها إلى هجمات القاعدة وتجاهل نداءاتها الداعية الى تنفيذ حملات امنية في تلك المناطق". فيما قتل شخصان ينتميان الى العائلات المهجرة التي عادت إلى حي التحرير.